قبل الانتهاء حتى من اجراء التغييرات في حكومة مصر، وقبل أن نعلم بكثير من سيكون الرئيس التالي ومتى، ثبتت حقيقة واحدة هي ان رئيس الحكومة المؤقت في مصر، عصام شرف، ووزير الخارجية المؤقت، نبيل العربي، لا يحبان اسرائيل. هدأنا. اذا كنا قد خشينا للحظة ان الثورة المصرية تهدد بتحسين العلاقات بيننا أو ربما بفرصة لتوسيع السلام فقد جاء الخلاص فالادارة المصرية المؤقتة تكشف عن وجه مصر الجديد، ربما يحسن الاستعداد لحرب.
إن خريطة التهديد هي دائما خريطة الجدار المفضلة في اسرائيل، وهذه في الحقيقة هي الخريطة الوحيدة التي نعلم تفسيرها. لكن أربما تكون التحولات الجديدة تجلب بعض الفرص ايضا؟. إن مصر والاردن واليمن وأكثر دول الخليج مشغولة الآن بصوغ اتفاقات جديدة بين السكان ونظم الحكم. برهن الرأي العام العربي على نفسه بأنه قوة ذات شأن. إن الاقتصاد لا السياسة الخارجية واماكن العمل لا الصراع الاسرائيلي الفلسطيني والديمقراطية ومحاربة الفساد لا المستوطنات هي التي أصبحت برنامج العمل العربي. إن قاسما مشتركا جديدا أخذ يُصاغ في تلك الدول، ولم يعد هو الاتفاق الذي صاغه قادة عرب بينهم ومؤداه انه اذا حُل الصراع الاسرائيلي العربي فقط فسيحظى المواطنون بالنماء وفي اثناء ذلك سيظل نظام الطوارىء موجودا.
أصبحت للولايات المتحدة فجأة ايضا مكانة جديدة. فهي التي تمنح نظم الحكم وتسلبها الشرعية. في لحظة واحدة، وربما للحظة واحدة فقط، كفت عن ان تكون العدو الأكبر الذي يحاول ان يفرض ثقافته على المنطقة. فقد وقفت الى جانب المنتفضين في مصر وليبيا، وهي تضغط على رئيس اليمن لتغيير سلوكه.
في المظاهرات كلها لم يُحرق حتى علم امريكي واحد، وفي حالات قليلة فقط أُحرق علم اسرائيل. يُخيل الينا ان واشنطن أصبحت تفهم قبل الجميع الفرصة التي وقعت في حضنها من أنها لا يجب عليها بعدُ أن تسوق في عنف نظريتها السياسية؛ فالجمهور العربي أخرج من الأدراج نظرية الدولة التي يستحقها. قد لا يستطيع تطبيقها كلها، فتغيير بنية الاقتصاد وبنية المجالس النيابية وصوغ دساتير ليست اعمالا سحرية. لكن تكمن في كل ذلك ايضا فرص لا مثيل لها لتمييل قلب الجمهور في الدول العربية الى اسرائيل.
لأن السياسة الخارجية العربية خاصة نُحيت جانبا، ولأن الرأي العام العربي قد يُملي منذ الآن فصاعدا أكثر من كل وقت مضى، التصورات السياسية للنظم العربية، تحتاج اسرائيل الى 'الحديث' مباشرة الى الجمهور العربي وألا تكتفي بعلاقة بالسلطة، لانه ليس مستقبل اتفاق الغاز مع مصر أو التعاون العسكري مع الاردن هما الموضوعان على كفة الميزان ولا حتى حقيقة وجود اتفاقي السلام مع الدولتين بل تصور أوسع كثيرا.
على سبيل المثال ذاك الذي عبرت عنه المبادرة العربية التي قبلها الزعماء العرب في 2002، والتي ضمنت حزاما واقيا عربيا لاسرائيل مقابل الانسحاب؛ أو العلاقات بتركيا والدول الاسلامية. هذه ستقتضي منذ الآن دعم الرأي العام. لا زعيم يغمز اسرائيل أو يصفعها. هنا تكمن الفرصة الحقيقية التي اذا تم استغلالها فستحرر اسرائيل من الخوف على الحياة السياسية أو الجسمانية لزعماء عرب وتضمن ان يكون لمصطلح 'نهاية الصراع' معنى في الوعي لا في التكتيك فقط.
إن خريطة الطريق التي تفضي الى هناك معروفة، والشركاء موجودون ومعترف بهم والوسيط حاضر عتيد في كل لحظة يُستدعى بها. المشكلة هي مع العريس، رئيس حكومة اسرائيل الذي يوشك أن يلغي الزواج لانه حائر في تحديد قاعة الزواج وموعده. هل يؤجل، 'خطبة الملك' منه الى أيار(مايو) أو حزيران (يونيو) أو أيلول (سبتمبر)، وهل يخطبها في بار ايلان أو في الكنيست أو تحت سقف مجلس النواب الامريكي. هذا هو الوقت الذي يجب فيه على اسرائيل ان تنضم الى الجمهور العربي وأن تعرض عليه خريطة حدودها النهائية وان تحدد برنامجا زمنيا، قبل ان تصبح كلها بؤرة استيطانية غير قانونية.

المصدر: تسفي برئيل- هآرتس
Khaled-now

((Yes we are here نَعم نحن هُنا))

  • Currently 25/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
7 تصويتات / 248 مشاهدة
نشرت فى 14 مارس 2011 بواسطة Khaled-now

ساحة النقاش

Yes we are here نَعم نحن هُنا

Khaled-now
نحن صفحة إخبارية تعمل على مدار الساعة تهتم باخبار العرب من المُحيط الى الخليج...فمرحباً بكل العرب.. تاريخ تأسيس الصفحة : 5 مارس 2011 مُديرالصفحة : خالد عويضة »

كل الأخبار

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

202,337

نَعم نحنُ هُنا















bloguez.com
widgets
تحويل التاريخ
ميلادي إلى هجري هجري إلى ميلادي
اليوم: الشهر: السنة

مقالات/ نَعم نحن هُنا

↑ Grab this Headline Animator

Email me
Khaled M Ewaida

إنشاء شارتك الخاصة

.......................
free counters










........................................