افادت مصادر اخبارية الاحد بحدوث مواجهات عنيفة بين قوات الامن اليمنية والمعتصمين ، المطالبين برحيل الرئيس علي عبدالله صالح في ساحة "التغيير" بصنعاء ، مما ادى الى مقتل شخص واصابة 19أخرين.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر طبية قولها "ان شخصا قتل وأصيب نحو 19 اخرين الاحد حين أطلقت الشرطة اليمنية الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع على محتجين في صنعاء يطالبون بانهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح الممتد منذ 32 عاما".
وقال شهود ان معظم المصابين يعانون من اثار حادة للغاز المسيل للدموع لكن البعض أصيبوا بأعيرة نارية ، ومن المعتقد أن اثنين في حالة خطيرة من جراء الاشتباكات عند جامعة صنعاء حيث يعتصم المحتجون منذ أيام.
فيما اشار مراسل قناة "الجزيرة" الى انه في محافظة تعز جنوب البلاد يواصل عشرات الالاف اعتصامهم في ساحة الحرية ، واضاف" الحركة التعليم متوقفة تماما في تعز ، والطلاب يخرجون من المدارس ويتوجهون الى ساحة الحرية يرددون شعارات تطالب برحيل النظام".
بينما اصيب خمسة محتجين يطالبون باسقاط النظام في اشتباكات مع بلطجية في منطقة المعافر بمحافظة تعز.
من جهته دعا الشيخ عبدالمجيد الزنداني قوات الجيش والأمن لرفض أوامر قمع المتظاهرين" ، وقرر مغادرة صنعاء الى قبيلته "أرحب" ، مؤكدا رفضه ان يستمر في مكان يوجد به القمع.
وقال شهود عيان ان الجيش اليمني يستعد لاجتياح ساحة التغيير بالدبابات والسيارات المصفحة قام الشباب المعتصمين بالساحة بإلقاء الورود عليهم محاولة منهم لتحييدهم على الأقل ومنعهم من اجتياح الساحة.
فيما أكد شهود العيان بأن المناوشات الخفيفة تجددت بين الشباب المعتصم بساحة التغيير ورجال الأمن، مشيرين الى أن الفرقة الأولى العسكرية التابعة للجيش حرصت على عدم وجود احتكاكات بينها وبين المعتصمين وكذلك الحال مع الصحفيين.
وشهدت معظم محافظات جنوب اليمن مظاهرات مماثلة في لحج وشبوة وحضرموت وأبين م، كما نصب العشرات من المتظاهرين خيام للاعتصام في تلك المحافظات.
وفي هذه الأثناء وقع عدد من الصحفيين وأساتذة الجامعات وقادة الرأي على بيان يفيد بانضمامهم الى معسكرات المعتصمين المقامة في مختلف محافظات اليمن منذ 3 أسابيع للمطالبة بإسقاط النظام.
تنديد دولي
من جهته ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالاستخدام المفرط للقوة ضد متظاهرين مسالمين في اليمن، معبرا عن قلقه الشديد حيال تدهور الوضع بعد مقتل سبعة أشخاص على الأقل وجرح مئات يوم أمس، الذي شهد مظاهرات حاشدة بمدن يمنية مختلفة طالب المشاركون خلالها برحيل الرئيس علي عبد الله صالح.
وبدوره ندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بما سماه "الأعمال العدوانية" ضد المتظاهرين في اليمن وعبر عن تأييده لمطالب الشعب اليمني الذي دعا جميع مكوناته إلى الوحدة الوطنية والثبات، محذرا من "التساهل في إراقة الدماء".
ويؤكد المتظاهرون مواصلة اعتصامهم بالرغم من القرار الذي اصدره الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بتشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث التي جرت يوم أمس امام بوابة جامعة صنعاء ، واستعانة اللجنة بخبراء عرب واجانب لكشف الحقيقة حول ما أثير من ادعاءات عن استخدام الغاز "السام" خلال تلك الاحداث ، وتتشكل لجنة التحقيق من "ستة قضاة يمنيين بالاضافة الى عدد من المشايخ".
واشتدت حدة الغليان الشعبي والتوتر في الشارع اليمني أمس السبت عندما قتل سبعة أشخاص وجرح مئات آخرون إثر اقتحام قوات من مكافحة الشغب والحرس الخاص وعناصر مدنية مؤيدة للنظام بعنف تجمع لمعتصمين بالقرب من جامعة صنعاء في محاولة لتفريقهم.
وقالت مصادر طبية إن القوات اليمنية استخدمت "غازات سامة"، وإن حصيلة الجرحى قد تصل إلى 300 جريح.
وقد هدد المعتصمون في ساحة التغيير بصنعاء بنقل الاعتصام إلى منطقة السبعين قرب دار الرئاسة إن لم تتوقف اعتداءات من وصفوهم ببلطجية الرئيس وأقاربه التي بدأت منذ عصر الجمعة.
ونقل راديو "سوا" الامريكي عن الناشط الحقوقي صخر العزب قوله: "إن محاولات الرئيس علي عبدالله صالح لن تنجح في إحباط عزيمة المعتصمين وإنما ستزيد المعتصمين إصرار على موقفهم حتى تحقق الأهداف".
وقد اقتحم المتظاهرين في محافظة تعز، اقتحموا مبنى مديرية المعافر واستولوا عليه وأضرموا النار فيه.
وكانت الولايات المتحدة قد حثت الجمعة المعارضة اليمنية على التجاوب مع مبادرة الرئيس علي عبدالله صالح لحل الأزمة وبدء حوار معه.
إلا أن المعارضة قالت "إنه قد فات الأوان على تلك الدعوة"، وانه في ضوء العنف المستخدم ضد المدنيين، فلن يكون هناك قبول سوى لمبادرة حول كيفية رحيل الرئيس صالح.
وقال محمد مسعد، المعارض اليمني البارز "ان التصريحات الأمريكية لا تتوافق مع ما يجري في الشارع اليمني الذي خرج في انتفاضة" ، مطالبا الولايات المتحدة بألا "تساوي بين الضحية والجلاد".
وأضاف أن محاولات الرئيس اليمني لن تنجح في إحباط عزيمة المعتصمين.
وكان الرئيس اليمني الذي يواجه حركة احتجاجية غير مسبوقة خلال السنوات الـ32 من حكمه قدم الخميس مبادرة يتخلى بموجبها عن صلاحيات الرئاسة لصالح نظام برلماني دون مغادرته السلطة قبل نهاية ولايته في 2013، لكن المعارضة المطالبة برحيله سارعت الى رفض المبادرة "المتأخرة".
مطالب "الثورة"
ووضع المتظاهرون اليمنيون الجمعة الماضية "مطالب الثورة الشبابية" وهي سبعة شروط لإنهاء احتجاجاتهم .. وفي مقدمتها "رحيل صالح عن السلطة ورحيل اقربائه الذين يتولون قيادة اهم وحدات الجيش والامن ومن ثم تشكيل مجلس انتقالي يضم اربعة مدنيين وممثل عن العسكريين، على ان يتبع ذلك تشكيل جمعية انتقالية تتولى اقرار دستور جديد للبلاد وفقا لنظام الحكم البرلماني، ومن ثم تشكل حكومة انتقالية تتولى الاشراف على اجراء انتخابات حرة ونزيهة".
شعارات تطالب الرئيس اليمني بالرحيل
كما طالب المحتجون أيضا بـ"إقامة دولة مدنية يتمتع فيها المواطنون بحقوق متساوية ومحاكمة الضالعين في احداث العنف التي استهدفت المعارضين للحكم الرئيس صالح وتعويض اسرهم".
ساحة النقاش