حديث الْمَثْنَاةِ

التي أخبر بها الرسول r ففي شُعب الإيمان للبيهقي ومسند

الشاميين للطبراني والْمُعْجَم الكبير له وقال الإمام الهيثمي  في المجمع:

رجاله رجال الصحيح .والحديث رواه الدارمي وقال الشيخ حسين سليم أسد :

إسناده جيد .والحديث رواه الحاكم وصححه ووافقه عليه الذهبي وصححه

الألباني عن عبد الله بن عمرو ب أن رسول الله r قال: " إن من أشراط

الساعة أن ترفع الأشرار وتوضع الأخيار وأن يخزن الفعل والعمل ويظهر القول

وأن يقرأ بالْمَثْنَاةِ في القوم ليس فيهم من يغيرها أو ينكرها ".

وفي تفسير ابن أبي حاتم أخبرنا أبو يزيد القراطيسى فيما كتب إلى ثنا

أصبغ قال : سمعت ابن زيد في قوله تعالى :" { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ

خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَىَ

وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مّثْلُهُ

يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مّيثَاقُ الْكِتَابِ أن لاّ

يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاّ الْحَقّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدّارُ

الآخرة خَيْرٌ لّلّذِينَ يَتّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }

الأعراف: ١٦٩ قال: هؤلاء اليهود كتبوا كتاباً ضادوا به كتاب الله يقال له

: الْمَثْنَاةُ المحق فيها مبطل في التوراة والمبطل فيها محق في

التوراة".

قلتُ : و الْمَثْنَاةُ: هي كل ما تكرر أو أثنى عن كتاب الله تعالى وسنة

رسولهr  فالتُفِتَ إليها وهُجِرَ بسببها كتابُ الله تعالى أوهُجِرَتْ سنة

رسولهr  مما كُتب أوقُرأ على الملأ والناس غير كتاب الله تعالى وسنة

رسوله r ويُراد منها مضادة الشريعة المحمدية سواء كانت تلك المثناة  :

أ- أحكاماً يتحاكم إليها من دون الله تعالى كما فعل التتار بتحكيمهم

الياسق ( الياسا ) وهو خليط من الديانات الحقة والباطلة ممزوجة بالهوى

وكما فعل أهل البادية من تحكيم سواليف البادية .

ب- بدعاً وأهواء تحل محل الشريعة المحمدية الغراء و السنة المطهرة .

جـ- علوماً قديمة أو حديثة معرفتهما لا تنفع والجهل بها لا يضر و الغرض

منها إفساد عقول المسلمين صغاراً وكباراً نساءً و رجالاً ولكن   يُرادُ

بواسطتها المساس بالشريعة الإسلامية.

د-خُرافاتٍ وأباطيل وأراجيف الغرض منها الصد عن سبيل الله تعالى .

هـ- إسرائيلياتٍ لتحل في المجتمع المسلم بدلاً من الروايات الثابتة الصحيحة.