ليس معنى المودة أن نلتقي كل يوم ولا يعني عدم اللقاء ذهاب المحبة والمودة ؛ فقد يحب الإنسان أناساً لا يراهم في السنة إلا مرة أو مرتين أكثر ممن يلقاهم كل يوم ...وقد قال أبو عُبَيْد القاسم بن سلَّام لشيخه وصاحبه الإمام أحمد بن حنبل [كما في الآداب الشرعية للإمام ابن مُفْلح ، جـ 3 ص 227] : (( يا أبا عبد الله لو كنت آتيكَ على ما تستحق لأتيتُكَ كل يوم فقال : لا تقل ذلك ؛ فإن لي إخواناً ما ألقاهم في كل سنة إلا مرة أنا أوثق في مودتهم ممن ألقى كل يوم )).
وفي معجم الطبراني الكبير بإسناد صححه الألباني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أوثق عرى الإيمان : الموالاة في الله و المعاداة في الله و الحب في الله و البغض في الله عز و جل" .
****** وفي المستطرف للأَبْشِيهي ، جـ 1 ص 76 :
فإن كانت الأجسام منا تباعدت*** فإن المدى بين القلوب قريبُ .
*****وفي نهاية الأرب في فنون العرب للنُّوَيْري ، جـ 1 ص 154 قال البُحتُري :
لئن قعدت عنك أجسامُنا *** لقد سافرتْ معك الأنفسُ.
****** وقد ثَبَتَ في مُصنَّف عبد الرزاق وتفسير ابن أبي حاتم ومُسْتَدْرَك الحاكم وصحَّحه وأقره عليه الذهبي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال : " إِنَّ اللَّهَ _ عَزَّوَجَلَّ _ إِذا قارَبَ بَيْنَ الْقُلُوبِ لَمْ يُزَحْزِحْها شَئٌ أَبَدًا ، ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما
{ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }الأنفال63