تعليق حول حديث لا يستغاث بي الوارد في كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهَّاب (ت1206هـ رحمه الله تعالى) كتبه محمود داود دسوقي خطابي

 

تعليق حول حديث

"لا يستغاث بي "الوارد في كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهَّاب (ت1206هـ رحمه الله تعالى)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد

فقد قال الشيخ محمد بن عبد الوهَّاب (ت1206هـ رحمه الله تعالى ) في كتابه الماتع :التوحيد الذي هو حق الله تعالى على العبيد:

بابٌ

من الشر ك<!-- أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره 

 

 

 

روى<!-- الطبراني<!-- بإسناده<!-- أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين، فقال بعضهم<!--: قوموا بنا نستغيث<!-- برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق<!--. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه لا يُستغاث بي، وإنما يُستغاث بالله عز وجل).

 

<!--[if !supportFootnotes]-->

 


<!--[endif]-->

<!-- _

الشرك المقصود هنا هو الأكبر المخرج من ملة الإسلام ،والترجمة التي تحت عنوان الباب الآيات متوافقة مع العنوان لكن الحديث الذي أورده المؤلف حول الاستغاثة  وهي نوعان :استغاثة فيما يقدر عليها المخلوقون فهي جائزة وتركها أولى كمالاً لجناب التوحيد ،وأخرى استغاثة من مخلوق فيما لا يستطيعه فهذا هو الشرك الأكبر ،وسيدور التعليق حول هذا الحديث المتعلق بالاستغاثة الجائزة ومع ذلك جاء النهي عنها مع التأكيد على ضعف الحديث ابتداءً كما نص عليه علماؤنا رحمهم الله تعالى.آمين.

 

<!-- _ "قد بيض المصنف لاسم الراوي، وكأنه والله أعلم نقله عن غيره أو كتبه من حفظه، والحديث عن عُبادة بن الصامت رضي الله عنه". تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد الذى هو حق الله على العبيد لحفيد المؤلف الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهَاب (ت1233هـ رحمه الله تعالى)،ص 199  .

<!-- _ الطبراني هو: الإمام الحافظ الثقة، سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الطبراني صاحب المعاجم الثلاثة وغيرها. روى عن النسائي وإسحاق بن إبراهيم الدَّبَرِي وخلق كثير، ومات سنة ستين وثلاثمائة". تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد الذى هو حق الله على العبيد لحفيد المؤلف الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهَاب (ت1233هـ رحمه الله تعالى)،ص 199  .رحمه الله تعالى.

[تنبيه] إذا أطلق رواية الإمام الطبراني فهي في مُعجمه الكبير وليس في الأوسط ولا في الصغير وإن أراد غيره بين ذلك كما في هذا الباب ( 26 ).

<!-- _  *** قال الحافظ ابن كثير (ت774رحمه الله تعالى ) في جامع المسانيد والسنن بتحقيق الدهيش ،جـ4ص568:"(علىٌّ بن رباح عن عبادة)

5780 - قال الطبرانى: حدثنا أحمد بن حماد بن زُغْبَة المصرى، حدثنا سعيد ابن عُفَيْر، حدثنا ابن لهيعة، عن الحارث بن/ يزيد، عن على بن رباح، عن عبادة، قال: قال أبو بكر: قوموا نستغيث برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هذا المنافق، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّهُ لا يُسْتَغَاثُ بِى، إِنَّما يُسْتَغَاثُ بالله- عزَّ وجَلَّ-» .

قال الشيخ أحمد عبدالرحمن البنا (ت 1378 هـ رحمه الله تعالى)في الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني،جـ22ص25 :"لم أقف عليه بهذا اللفظ لغير الإمام أحمد وهو حديث ضعيف لأن في إسناده رجلا لم يسم وفيه أيضا ابن لَهِيعَة عنعن وهو إذا عنهن ولم يصرح بالتحديث فحديثه ضعيف" ،لكن قال الإمام الهيثمي (ت807هـ رحمه الله تعالى) في مَجْمَع الزوائد ومَنْبَع الفوائد ،جـ 10ص 159رقم (17272):" رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير ابن لَهِيعَة، وهو حسن الحديث،وقد رواه أحمد بغير هذا السياق، وهو في الأدب في باب القيام"، والحديث قال عنه الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره بتحقيق سلامة،جـ 5ص333 بغرابته فقال:" هَذَا الْحَدِيثُ غَرِيبٌ جِدًّا "،ونص كلامه "قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ[في تفسيره ،جـ 8ص 2445 رقم (13603)]، رَحِمَهُ اللَّهُ: ذُكِرَ عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعة، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ زَيْدٍ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيِّ، حَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، يَقُولُ: كُنَّا فِي الْمَسْجِدِ وَمَعَنَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يُقْرِئُ بَعْضُنَا بَعْضًا الْقُرْآنَ، فَجَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بن أبي بن سَلُولَ، وَمَعَهُ نُمْرُقة وزِرْبِيّة، فَوَضَعَ وَاتَّكَأَ، وَكَانَ صَبِيحًا فَصِيحًا جَدِلًا فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، قُلْ لِمُحَمَّدٍ يَأْتِينَا بِآيَةٍ كَمَا جَاءَ الْأَوَّلُونَ؟ جَاءَ مُوسَى بِالْأَلْوَاحِ، وَجَاءَ دَاوُدُ بِالزَّبُورِ، وَجَاءَ صَالِحٌ بِالنَّاقَةِ، وَجَاءَ عِيسَى بِالْإِنْجِيلِ وَبِالْمَائِدَةِ. فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قُومُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسْتَغِيثُ بِهِ مِنْ هَذَا الْمُنَافِقِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّهُ لَا يُقَامُ لِي، إِنَّمَا يُقَامُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ". فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَقِينَا مِنْ هَذَا الْمُنَافِقِ. فَقَالَ:"إِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ  لِي: اخْرُجْ فَأَخْبِرْ بِنِعَمِ اللَّهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْكَ، وَفَضِيلَتِهِ الَّتِي فُضِّلت بِهَا، فَبَشَّرَنِي أَنِّي بُعِثْتُ إِلَى الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُنْذِرَ الْجِنَّ، وَآتَانِي كِتَابَهُ وَأَنَا أُمِّيٌّ، وَغَفَرَ ذَنْبِي مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ، وَذَكَرَ اسْمِي فِي الْأَذَانِ وَأَيَّدَنِي  بِالْمَلَائِكَةِ، وَآتَانِي النَّصْرَ، وَجَعَلَ الرُّعْبَ أَمَامِي، وَآتَانِي الْكَوْثَرَ، وَجَعَلَ حَوْضِي مِنْ أَعْظَمِ الْحِيَاضِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَوَعَدَنِي الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ وَالنَّاسُ مُهْطِعُونَ مُقْنِعُو  رُءُوسِهِمْ، وَجَعَلَنِي فِي أَوَّلِ زُمْرَةٍ تَخْرُجُ مِنَ النَّاسِ، وَأَدْخَلَ فِي شَفَاعَتِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَآتَانِي السُّلْطَانَ وَالْمُلْكَ، وَجَعَلَنِي فِي أَعْلَى غُرْفَةٍ فِي الْجَنَّةِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ  ، فَلَيْسَ فَوْقِي أَحَدٌ إِلَّا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ، وَأَحَلَّ لِيَ  الْغَنَائِمَ  ، وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ كَانَ قَبْلَنَا".

<!-- _ القائل هو سيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنه كما في ثَبَتَ في مسند الإمام أحمد  بتحقيق الشيخ شعيب الأرنؤوط (22706 )عن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه يَقُولُ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ قُومُوا نَسْتَغِيثُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذَا الْمُنَافِقِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُقَامُ لِي، إِنَّمَا يُقَامُ لِلَّهِ "،والحديث ضعفه الشيخ شعيب الأرنؤوط

 

<!-- _ سألت الشيخ الدكتور /عبدالرحيم الطحان لماذا  قال النبي صلى الله عليه وسلم  ذلك لما طلب منه ذلك مع جواز الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم وهو مازال حياً صلى الله عليه وسلم وهو يقدر على دفع أذى ذلك المنافق؟ فأجاب بأن سند الحديث ضعيف ثم المعنى المقصود هو (( هذا من تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وأراد ربط قلوب الصحابة رضي الله عنهم بالله تعالى وحده لا شريك له إكمالاً للتوكل عليه سبحانه وتعالى))،وبمثل هذا الجواب قاله  حفيد المؤلف الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهَّاب (ت1233هـ رحمه الله تعالى ) في تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد الذى هو حق الله على العبيد بتحقيق الشيخ زهير الشاويش،ص199و200: "الظاهر أن مراده صلى الله عليه وسلم إرشادهم إلى التأدب مع الله في الألفاظ، لأن استغاثتهم به صلى الله عليه وسلم من المنافق من الأمور التي يقدر عليها، إما بزجره أو تعزيره ونحو ذلك، فظهر أن المراد بذلك الإرشاد إلى حسن اللفظ والحماية منه صلى الله عليه وسلم لجناب التوحيد، وتعظيم الله تبارك وتعالى. فإذا كان هذا كلامه صلى الله عليه وسلم في الاستغاثة به فيما يقدر عليه، فكيف بالاستغاثة به أو بغيره في الأمور المهمة التي لا يقدر عليها أحد إلا الله كما هو جار على ألسنة كثير من الشعراء وغيرهم؟! وقَلَّ من يعرف أن ذلك منكر، فضلاً عن معرفة كونه شركاً فإن قلت: ما الجمع بين هذا الحديث وبين قوله تعالى: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} [القصص/15] فإن ظاهر الحديث المنع من إطلاق لفظ الاستغاثة على المخلوق فيما يقدر عليه، وظاهر الآية جوازه. قيل: تحمل الآية على الجواز، والحديث على الأدب والأولى، والله أعلم. وقد تبين بما ذُكِرَ في هذا الباب وشرحه من الآيات والأحاديث وأقوال العلماء أن دعاء الميت والغائب والحاضر فيما لا يقدر عليه إلا الله والاستغاثة بغير الله في كشف الضر أو تحويله، هو الشرك الأكبر، بل هو أكبر أنواع الشرك، لأن الدعاء مخ العبادة، ولأن من خصائص الإلهية إفراد الله بسؤال ذلك، إذ معنى الإله هو الذي يعبد لأجل هذه الأمور، ولأن الداعي إنما دعوا إلهه عند انقطاع أمله مما سواه، وذلك هو خلاصة التوحيد، وهو انقطاع الأمل مما سوى الله، فمن صرف شيئًا من ذلك لغير الله، فقد ساوى بينه وبين الله، وذلك هو الشرك، ولهذا يقول المشركون لآلهتهم وهم في الجحيم: {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ* إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء/97و98]. ولكن لعباد القبور على هذا شبهات، ذكر المصنف كثيرًا منها في "كشف الشبهات" ...".

"،وأيضاً قال حفيد المؤلف العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهَّاب (ت 1285هـ رحمه الله تعالى) في فتح المجيد شرح كتاب التوحيد بتحقيق الشيخ محمد حامد الفقي،ص179و180  : " قوله: "إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله]]فيه النص على أنه لا يُستغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا بمن دونه. كره صلى الله عليه وسلم أن يُستعمل هذا اللفظ في حقه، وإن كان مما يقدر عليه في حياته؛ حماية لجناب التوحيد، وسداً لذرائع الشرك، وأدباً وتواضعاً لربه، وتحذيراً للأمة من وسائل الشرك في الأقوال والأفعال. فإذا كان فيما يقدر عليه صلى الله عليه وسلم في حياته، فكيف يجوز أن يُستغاث به بعد وفاته ويُطلب منه أمور لا يقدر عليها إلا الله عز وجل؟! ".

*** وهذا ما استنبطه المؤلف الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب(ت1206هـ رحمه الله تعالى) في آخر مسألة مستنبطة من الباب بقوله ونعم ما قال رحمه الله تعالى: الثامنة عشرة: حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد والتأدب مع الله عز وجل".

 

<!-- _ كونه لم يُسم فهو مُبهم  قال العلامة الشيخ عمر بن محمد البيقوني المُتَوَفَّى سنة 1080هـ

رحمه الله تعالى :..........*** وَمُبْهَمٌ مَا فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمّْ  .

ولهذا قال الشيخ أحمد عبدالرحمن البنا (ت 1378 هـ رحمه الله تعالى)في الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني،جـ22ص25 : "لم أقف على اسم هذا المنافق ولعله كان يؤذيهم فقال أبو بكر قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم الخ، أي نستعين به؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقام إلىّ، أي لا أقصد: بضم الهمزة وفتح الصاد المهملة أي لا يستعان بي وإنما يستعان بالله عز وجل والله أعلم".

 والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين كلما ذكره الذاكرون أو غفل عن ذكره الغافلون.

كتبه

أبو حمزة

محمود داود دسوقي خطابي

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 540 مشاهدة
نشرت فى 16 أغسطس 2020 بواسطة Islamisright

ساحة النقاش

محمود داود دسوقي خطابي

Islamisright
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

220,443