يتعرض خمس الأنواع الحيوانية والنباتية لخطر الانقراض، كما ورد في دراسة عن المخاطر التي تواجه الحياة البرية في العالم.
ويقول العلماء الذين وضعوا قائمة بالأحياء المهددة إن نسبة الأنواع التي ستندثر عن كوكبنا في ازدياد مضطرد.
وقدرت الدراسة التي نشرتها المنظمة البيئية المسماة "الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة" ان اكثر من 25 الف من الانواع وضعت على اللائحة العالمية الحمراء للانواع المهددة بالانقراض.
إن العمود الفقري للتنوع البيولوجي يتآكل"
عالم البيئة البارز في جامعة هارفرد البروفسور ادوارد او ولسن
ويقول ريتشارد بلاك محرر الشؤون البيئية في البي بي سي إن العلماء الذين قاموا بتصنيف وجمع قائمة هذا العام الحمراء للانواع المهددة بالانقراض خلصوا الى نسبة الانواع الحيوانية والنباتية المعرضة للانقراض في تكاثر، بيد ان جهود المحافظة على البيئة قد تسحب بعضا منها من شفير الانقراض.
واعلن العلماء في لقاء الاتفاقية الدولية عن التنوع البايولوجي المنعقد في اليابان عن وضع ما نسبته 20% من الانواع في قائمة الخطر.
بيد أنهم حذروا من أن الصورة الكلية ستصبح اسوأ اذا لم تبذل جهود مكثفة للحفاظ على البيئة وهذه الانواع.
قائمة حمراء
وتظل البرمائيات من أكثر الانواع الحيوانية المهددة بالانقراض، اذ تقع نسبة 41% منها تحت دائرة الخطر بينما دخلت نسبة 13% من الطيور في القائمة الحمراء.
ولوحظ اعلى الخسائر في جنوب شرق اسيا ، حيث فقدت هذه الحيوانات موائلها بسبب تسارع ازالة الكثير من الغابات وتحويلها إلى اراض زراعية لزرعة المحاصيل، وبضمنها محاصيل لانتاج الوقود الحيوي.
وقال عالم البيئة البارز في جامعة هارفرد البروفسور ادوارد او ولسن "إن العمود الفقري للتنوع البيولوجي يتآكل".
دخلت نسبة 13% من الطيور في القائمة الحمراء للانواع المهددة بالانقراض
واضاف: "ان صعود درجة صغيرة واحدة في القائمة الحمراء هي قفزة عملاقة نحو الانقراض. وهذه مجرد نافذة على الخسائر الكونية التي تحدث الان".
على أن العلماء الذين وقفوا وراء هذا التصنيف، ونشروا اكتشافاتهم رسميا في مجلة "ساينس" قالوا إن ثمة دليلا جديدا الان على ان مشاريع الحفاظ على البيئة اعطت تأثيرا كونيا ملحوظا.
وضرب سيمون ستيوارت رئيس لجنة حفظ الانواع في الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة بالعديد من الطيور التي تم انقاذها من الانقراض نتيجة جهود الحفاظ المبذولة في هذا الصدد.
ومن الانواع التي استفادت من مثل هذه الجهود بعض الانواع الحيوانية التي ربيت في موائل مغلقة ثم اعيدت للطبيعة وهي النسر المعروف باسم "نسر كاليفورنيا" ونوع من الخيول في منغوليا تعرف باسم " przewalski horse "
كما ادى منع صيد الحيتان إلى زيادة سريعة في عدد الحيتان من نوع "humpback" التي اخرجت كليا من القائمة الحمراء للانواع المهددة بالانقراض.
اهداف عملية
وقد اتفق باحثون قاموا بتحليل مدى كبير من الدراسات العلمية والتصنيفات والتقييمات العالمية ومن منظورات مختلفة، على أن ثمة حاجة لاجراء تغييرات اساسية لكي نتجنب تناقص اعداد كبيرة من العديد من الانواع والاجناس الحيوانية والنباتية.
تم انقاذ العديد من الطيور من الانقراض نتيجة الجهود العالمية المبذولة للحفاظ عليها
ويشير محرر الشؤون البيئية في البي بي سي إلى أن واحدة من المناقشات العديدة الجارية في اجتماع اتفاقية التنوع البايولوجي الدولية هي: ماذا ينبغي ان يكون الهدف العالمي حتى 2020 ؟ هل سيكون الوقف التام للخسائر في التنوع البيولوجي ام شيئا أقل طموحا؟
ويؤيد الدكتور بول ليدلي رئيس باحثين في جامعة "باريس– سود" رؤية الكثيرين بأن الايقاف التام أمر لايمكن تنفيذه.
بينما يرى الدكتور ستيوارت أحد اعضاء فريق متابعة التطورات الواسع في الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN) أنه على الحكومات أن تظهر متحدة على الاقل في رغبتها لفعل شيء ما في هذا الصدد.
وقال لبي بي سي "لقد قالوا انهم يريدون رؤية تحسينات في الوضع، وخصوصا حول تلك الانواع الأكثر عرضة للخطر".
واضاف "وهذا بالنسبة لنا هدف جيد جدا، ونعتقد أنه قابل للانجاز ببذل الكثير من الجهود".
واوضح: "لا يبدو أنه سيكون هناك الكثير من الخلاف يبن الدول في هذه المسألة، ولكن في المسألة الاخرى، نعم(ثمة خلاف). بيد انه في قضية الانواع فانهم متفقون تماما".
على أنه ثمة الكثير من الخلافات في قضية تمويل حماية الانواع
ويطالب بعض الدول النامية بزيادة 100 ضعف في معدلات الانفاق الحالية من قبل الغرب وتطالب الدول الاخرى بزيادة قدرها 10 اضعاف.
بيد أنه في ظل الركود العالمي ومتطلبات التغير المناخي التي تفترض اظهار زيادة كبيرة وسريعة في الانفاق وعدم معرفة حجم الانفاق الحالي الفعلي للحفاظ على التنوع البيولوجي، تبدو كل الرهانات حاليا متوقفة على ما سيتوصل إليه مندوبو الدول في نهاية المطاف.
ساحة النقاش