(( الطوفان ))
عذرا سادتي وشعرائي
فيروز ونزار والعراقي
فأنا جاهلة الحرف
لا أمتهن الشعر ولا أباهله
بل منذ طفولتي له أسمع.
القدس تشتط غضبا
تصطرخ للرب، عيونها تدمع.
فحيح النيران تطوق غدرا
على شرفات المنازل
ومهد الأطفال يئن ويبلع.
دهور تضج بالتوابيت
أمام بيت السلحفاة
وصوت العروبة بالجبت يصرع.
قوم موسى تاهوا سنينا
يشاقق الأرض، يعاند التوراة
آية اليم في الذكر عذاب
لا وطن يأويهم ولا حكما يشرع.
يضرج الأحقاد بضرع الجنون
بغير الدم والبارود لايقنع.
ينام الليل على جراحه
وشمس الثأر تلبس أكفانها
تصهل بخيل الردى ولا تخضع.
أنهار الدم تغسل الأجساد
ومآذن غزة في العتمة ترفع.
ثقال الهدم تبطش بأضالع
وحبر السلام للسََم تجرع.
حناجر تنادي أين السبيل
وتيجان العصر لدنانير
وأثواب تبيع الدين،
للطاغوت تخنع.
الحرف تشظى، أعلن ثورته
ونديم الكأس ثمل لايحرك أصبع .
يامن تحاربون الله في علياءه جهارا
أ نسيتم أن الكون بما فيه له يركع؟
ياقرون الظلمات شتان بين شرائعنا
جنود البيض من خدرها تطلع.
عجوز الغابرين تصخ هلعا
طير أبابيل تتخطف الناس وتفجع.
غزة يابنت الفداء
تذكري خسف قارون وعصبته
يصطلي بالنار يوم لاينفع.
أنوف الرذيلة تتنفس غبارا
وعيون الحق قريرة
تنطق بالشهادة، تلمع.
خمار الثعالب تنحى عن مكره
يلعب بالحبل لعله يخدع.
صبرا آل يعقوب ومحمد
وعد الله مكتوب في أنواره
أن الأقصا تفتح مغالقه
أجراس العودة بارقة
وشجر الزيتون به تقرع.
من قبل صلاح الدين تغنى بالوغى
واليوم أحفاده للموت تطوع.
بقلمي /سناء شمه