بعد العسر يسرا يا غزة
فدع العرب فلقد عاداك حكامها
و قاومي فحربك مر من الأمر
إذ بدأت الحرب فما لها من رجوع
و اقبل المحارب فلا مهرب و لا مفر
أنفض عنك ما قد كان في زمن السكوت
و أهجم مدافعا عن الحرية أنت مجبر
تذكر همجية العدوان فإنه لابد
يقتل العدو مادام في الكف الجمر
ألم يتآمروا و المطبعون علموا
ألقوا الصواريخ في السر و الجهر
يا أبناء غزة الأبرار حين غدر بكم
كان المطبلون بعلم على الفضيحة و المكر
فلا تنسوا ما حل بالقدس و غزة
و كونوا أشاوس و حافظوا على المقر
و الروح فيكم وديعة ليست للسبات
أفديها للحق و العدالة فأنت منتصر
إياك و غرور الدنيا تطمح لها
إعلم أن متاعها وقت قصير
إن الأنفاس فيها تعلو و تهبط
و الليل و النهار كلاها سعي و جمر
و كل ما تفعله و تعمله أيها الغزاوي
يقين منك بعد الشهادة تذكر
إن التاريخ يسجل شهامة الرجال
يحرر بها الوطن بعد الأوقات الأمر
فيا لعربي لا يعيش مأساة غزة
و المهرولون يصفقون للصمت و المنكر
لست بناصح و النصح منك أفضل
وإسمع لنداء الحق و إخرق صاحب الغدر
إن العدو و إن طال زمنه
فالنضال باق بين أضلع الصدر
لن يتوقف وسيبقى سليل النسل
و في الحرب و التوغل انت مجبر
لا خير في عدو تعاون مع بني عروبتي
ولا سكوت عن الذل لن أقهر
سألقاكم بلا خوف بلا عقدة
في عقر كمينكم بصدر عار مفتخر
راوغ كما يراوغ الثعلب و أرغو
فانا للقتال دوما مجبر و مستمر
و الصفح على تجاوزاتكم محال
ستقع يوما في كمائن الحفر
إني نصحتك ان تتوقف و تخرج
فقد طال الزمان و حان قطف الثمار
هذه أرضي و موطن الأبرار إرحل لن أتوقف فأنا على الحرب مجبر
بقلمي / حسين حطاب