..
كُوب حليب سآخن .. تصاعد مِنهُ البُخار
ومعطفٌ من الجلد أسود
وشعرٌ أقرب للون البُني كآد أن يُلآمس الخاصرة
استقآمت فتاة ال 21 عاماً في شُرفتها وأظهرت نصفها خارجاً
للأستمتآع بقسوة الشتاء ..
صوت الريآح أحدث ضجيجاً تعشقهُ تلك الأُنثى
فهو بالنسبةِ لها كمعزوفة عشقٍ تتُلى على وترها الحسّآس
تسرح بتلك الاصوآت إلى البعيد المجهول
ثُم ترتشف قليلاً من الحليب السآخن
فتكتسي اطرآف الكُوب باللون الأحمر القآني
الذي لآطالما عشقته فهو احمر شفاهها المُفضل
تُسافر عن وآقعها بأحلآم منسوجة بأوراق الورد في جمآلها
تستمتع بتلك اللحظآت فهي بعيدة عن كُل مُنغّص
بعيدة كُل البُعد عن صخب الحيآة عن كل مؤرق
تعبر محطآت وطُرُق تقطع مُحيطآت وبحار
ثم يقطعُ تفكيرها صوت ارتعادٌ في السّماء ..
وتبدأ قطرآتُ المطر الباردة بالتساقُط
تُبلل ماقد ظهرَ من نصفها النحيل
فتعود وهي ترتجف إلى حُجرتها ..
قد ازرورقت بالصقيع يداها الصغيرتآن
تضع كوب الحليب على ذلك المكتب الخشبي
تُشعل الشموع وتضع عن كتفيها ذلك المعطف
ترمي بجسدها المُتهالك بين احضان الوهم ..
بآحثةً عن الدفء المفقود من ليآليها
كعادتها في كُل يوم تُمسك القلم
فتُداعب مشآعرها كلمآت مُبعثرة خلفتها قسوة الشتاء وسكون ليآليه
على صفحات مُذكرتها ذات اللون الوردي "خَطّت أناملها الباردة
" أُحبُ ليالي الشتآء رُغم قسوتها "
"رُغم وحشتها رُغم تزآيد أنينهآ .."
توقف نزفُ قلمها .. تُغلق المُذكرة
وتلتحف ذلك المعطف
غداً سَتُشرق عليها شمسٌ تُدفء يداها الباردتين ..
ساحة النقاش