جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
علم العروض بين علم الخليل بالموسيقى وبين ملاحظته للصناع وحركة التاريخ
1) علم العروض علم تعرف به أوزان الشعر العربى وما يعرض لها من حالات يقبلها الذوق العربى أو يرفضها وتعد عيوبا.
استوحى الخليل نظريته فيه فى الغالب من علمه بالموسيقى فى عصره ومن استماعه لإيقاع طرقات الصناع فى سوق الصفارين (النحاسين) حيث كانت أيديهم توالى أو تتناوب الطرق على النحاس بإيقاع منتظم أو متقطع بحسب عزمهم أو حماستهم فى العمل [1]
تن ت تن / تن تن ت / تن / تتن
2) ولعل ذلك لا يبعد عما نعرفه فى أيامنا واشتهر عن سيد درويش من استلهامه ألحانه الشعبية من غناء العمال وطرقاتهم فى العمل اليومى، مدفوعا بروح وطنية ثورية خاصة فى تاريخنا المصرى الحديث. (وقد استعرضنا فى مقالنا "بين الأدب والفنون الجميلة" كارزمات روادنا الآخرين فى التأليف الموسيقى الحيث).
وقد كان للخليل حظ من مثل هذه الروح، إذ تكرر الروايات التاريخية أنه إنما اندفع لعمله حابسا نفسه فى داره يقطع نغمات الشعر حتى اهتدى الى قانونه لما راعه من خروج الشعراء فى عصره عن أوزان العرب ، وهى غيرة لاتستغرب من الخليل أو من معاصريه الذين نهضوا لتدوين علوم اللغة وعلوم الدين والدنيا بدوافع دينية وحضارية صادقة.
3) والتقطيع الممثل به هنا تقطيع كمى مقطعى قد لا يظهر للوهلة الأولى ما للنقرة فيه من شدة ولين أو حدة وغلظ أو تناسب وتمازح لم يفت مدوّنى العلم بالموسيقى ،ولاسيما فى المراحل التالية للخليل ، كما فى تنويط العرب لنقرات الدف مثلا [2] .
4) وحقا ثمة روايات تاريخية عربية تؤكد علم الخليل فى زمنه بالإيقاع والنغم ، كما أن ثمة دراسات حديثة تستبعد ذلك ، بيد أن ثمة روايات فى نفس الوقت ترى أن الخليل استلهمه من علم أقدم للجاهليين بالأوزان : قصيدا ورملا.. الخ. ومن نمط تعليمى وزنى يسمى التنعيم علمه شيوخ المدينة للأطفال ، كان يتم فيه تقطيع البيت على لفظى (نعم) و (لا) :
نعم لا / نعم لا لا / نعم لا / نعم لا لا….. الخ) [3]
|
[1] ذكْره كتابْى الخليل : النغم والايقاع ، ودوافع الغيرة على الأوزان من خروج المولدين على أوزان العرب ، وتراوح وفاة الخليل بين سنوات 160 أو 170 لدى محمود مصطفى فى كتابه أهدى سبيل الى علمى الخليل ، ط3، 1374ه، - 1955م، ص 11 + ط 6 ، محمد على صبيح وأولاده ، 1386/1966 ، ص 12 ، 11 - (...... دراستنا بصحيفة دار العلوم ، 141.)
- وفى القول بذكر الكتابين فى كتاب الفهرست لابن النديم؛ وذكر فارمر نقل نظريات الخليل فى الموسيقى بواسطة عباس بن فرناس(ت888م)؛ وذكر نشر كتاب "الإيقاع" فى الأندلس، وأن له نسخة مخطوطة فى مكتبة (أيا صوفيا) فى اسطنبول/ انظر د. عادل الألوسى/ التراث الموسيقى العربى وأثره فى أوروبا ، مكتبة مدبولى، ط 1، سنة 2000م، ص 70 - وفى صلاة محتملة للعروض الخليلى بالعروض السنسكريتى واليونانى وغير ذلك انظر/ تقديم د. رجاء خلوصى وتحقيق تلميذته د.بهجة الحسنى لـ "القسطاس فى علم العروض" للزمخشرى، ص 15- 20.
- والربط بين (المَتْر) بمعنى القطع والجذب للحبل، والميتر منه للعروض عند الباقلانى فى قول المحققة ص 30؛ فضلا عن المقابلة بين (الميتر ’ Meter و مِتْرٌ Metron) وما إليهما ص 30، وهامشها؛ فضلا عن ص 15.
[2]
فى نقرات الدف الأندلسى التى صورناها راجع الأرموى ، صفى الدين عبد المؤمن فى كتاب الأدوار ، دار الرشيد للنشر بالعراق 1980 ، ص 55 ، 57 (ايقاعات الكندى) + نفسه ط الهيئة العامة للكتاب ، 1986م وانظر مفهوم الشدة والحدة 000 الخ بفصل المصطلحات والرسم الخاص بالدف الأندلسى بكتاب د. ممدوح حقى / أبو الفرج الأصفهانى فى الأغانى ، دار مكتبة الحياة ، بيروت ، 1971م ، ص 57 ( دراستنا بصحيفة دار العلوم ، ص142
[3]
الروايات التاريخية فى علم الخليل بالموسيقى وبعضها تأكيدات لدى د. محمد أحمد عبد الدايم فى تحقيقه لكتاب ابن القطاع : كتاب البارع فى علم العروض 1405 / 1985 م – ص 78 – 80 + كتاب سيد البحراوى / العروض ، ط الهيئة ص 16 وفى اعتبار جويار مقولات علاقة الخليل بالموسيقى ونقرات الصفارين من قبيل الحلم ، وبسبب نقص دراساتنا الوصفية للأمر لدى شكرى عياد فى كتابه موسيقى الشعر العربى ، ط 3 ، أصدقاء الكتاب 1998،ص10 ( دراستنا بصحيفة دار العلوم ، ص 142.
المصدر: عبد الحكيم العبد/
-علم العروض الشعرى فى ضوء العروض الموسيقى، ط المؤلف الآن (ط غريب 2004م سابقا)
- مقومات نظرية الخليل فى العروض ، للفرقة الثانية، المعهد العالى للموسيقى العربية بأكاديمية الفنون 2009-2010م
موقع dr,hakimعلى كنانة أون لاين
ساحة النقاش