موقع الدكتور حسام جمعه

انما الأمم الأخلاق ما بقيت فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

 

أصبح دين الله الإسلام اليوم كما بات بالأمس محاربا من أولياء الشيطان مع اختلاف أشكالهم وأساليبهم اليوم عن الأمس فبعد حرب السيف أصبحت الحرب حرب الفكر والعقول ....     ومن أهم الافتراءات التي تنسب إلى الإسلام أنه دين لا يحافظ على العقل ولا يدعو إلى إعماله مما تسبب في ضعف الأمم التي تنسب إلى الإسلام فكريا وحضاريا عن تلك التي لا تعتنقه (أي الإسلام)......  والرد على هذه الشبهة في غاية من السهلة واليسر لان من قام بإطلاق هذا الادعاء هو من لم يعمل عقله لأنه لو فكر قليل لعرف أن ضعف الإسلام ليس لعيب يعتريه في ذاته وإنما لعيب يعتري المسلمين فالسيف يصف تارة بالقوة وتارة بالضعف مع أن مادة السيف واحدة وذلك لان السيف لا يوصف بذاته وإنما بصفة من يمسك به فان كان من يمسك بالسيف قويا وصف السيف بالقوة والعكس صحيح وكذلك الإسلام يوصف بالقوة والضعف نسبة إلى المسلمين والى قوة وضعف إيمانهم وعقيدتهم وتفقههم في أمور دينهم...

يتوهم كثير من الناس من أن العبادة في الإسلام هي شيء روحي أقرب ما يكون إلي الغيبيات منه إلي دائرة المنطق والواقع, وهذا خطأ فادح قد وقع فيه هؤلاء إذ أن المتدبر لكتاب الله الذي هو دستور الامة ومرجعها الأعظم يجد أن آياته تدعو إلي إعمال العقل في العبادة وكذلك المتدبر للسنة المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم يجد نفس الأمر..... وسوف نشير إلي بعض المواضع الدالة على أهمية العقل وضرورة إعماله في العبادة على سبيل المثال لا الحصر....

يقول الله تعالي في عجز كثير من الآيات " أفلا يتفكرون" , " أفلا يتدبرون" , "أفلا يعقلون" , "أفلا يتذكرون" ويقول تعالي " أفلا يتدبرون القران" ويقول تعالي " ان في ذلك لعبرة لأولي الألباب" فالتدبر والتفكر والتذكر والاعتبار والتعقل كلها أمور لا تتأتى الا بأعمال العقل. فالإنسان لا يستطيع أن يتعرف علي الله وعلي قرته وعظمته جلا وعلا وحكمته إلا إذا أعمل عقله فيما خلق الله من حوله....

بل إن الأشد عجبا أن القران الكريم عندما تحدث عن قضية الوحدانية, وحدانية الخالق لم يحتكم فيها إلا إلي العقل ودليل ذلك آيات كثيرة  منها قوله تعالي "قل لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا" الآية وقوله تعالي " قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلي ذي العرش سبيلا"  

كما أن أداء العبادات في الإسلام لا يقبل إلا ما كان مصحوبا بتدبر وتفكر وتعقل يقول (ص) " ليس للمرء من صلاته إلا ما عقل منها " الحديث.... ويقول (ص) " إنما الأعمال بالنيات" الحديث... ولا تكون النية إلا بعد تفكير واتخاذ القرار والعزم علي الفعل ولا يكون ذلك إلا بأعمال العقل ... كما أن المشرع اسقط التكليف عن كل من ذهب عقله يقول(ص) " رفع القلم عن ثلاث ....." الحديث منهم المجنون الذي ذهب عقله ومنهم النائم الذي عطل عقله عن العمل بالنوم ومنهم الصغير الذي لم تكتمل مداركه .....

        وهذا كله يعني أن الإسلام ليس دينا روحيا فقط بل هو دين المنطق وإعمال العقل لذا دع وطالب الإسلام بالحفاظ علي العقل ونهي عن كل شيء من شأنه إفساده وإتلافه...... فانتبهوا لعقولكم لان الحفاظ على العقل من تمام الإسلام. 

ألقاكم علي خير حول موضوع جديد  

 

  

 

 

  • Currently 50/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
16 تصويتات / 1222 مشاهدة
نشرت فى 1 سبتمبر 2010 بواسطة Goumaa

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

12,950

د. حسام محمد جمعه

Goumaa
محاضرة بكلية الاداب والعلوم جامعة سرت /الجفرة/ ليبيا ثم مدرس بالمعهد العالي لتكنولوجيا البصريات /مصر الجديدة/ مصر »