الحياة تحتاج الى أصحاب القلوب الكبيرة التي تعرف كيف تسامح وتعفو عن الاخرين ، فالحياة أقصر من أن نقضيها في تخزين الاخطاء او الاساءات التي يقع فيها الآخرين بشكل مقصود أو غير مقصود فإذا قابلت الاساءة بالاساءة ... فمتي تنتهي الاساءة ؟
لذا فإن العفو ضرورة حياتية لعلاقات انسانية سوية ، وهو وسيله هامة لقيادة الذات حتى نتمكن من التغافل عن أخطاء الاخرين ونستطيع قيادة الموقف السئ لصالحنا مستهدفين بذلك حياة أفضل بدءا من علاقتي مع الطرف الاخر وانتهاءا بمجتمع يسود فيه المودة والتراحم بين الناس عن طريق كظم الغيظ وتقبل المسئ والاحسان اليه .
والعفو قيمة أخلاقية ربانية عظيمة فهوعلاج واصلاح للنفوس ، وهو قوة نفسية لا يستطيعها الا المتقين  قال الله تعالى (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ). وقال تعالى ايضا في كتابه الكريم (فماجزاء الاحسان الا الاحسان ) .
ونظراً لان قيمة العفو ليست بالامر الهين بل تحتاج الى تدريب مستمر كي تعرف كيف تعفو عن الاخر وتحتاج من القوة النفسية لتقبل الشخص المسئ لذلك جعل الله سبحانه وتعالى فضل وثواب العفو عظيم في الدنيا والآخرة ، قال رسولنا الكريم ( مازاد الله عبدا عزا الا بعفو ) فالله سبحانه وتعالى هو الاكرم  يعوضك عن صبرك على الآخر في الدنيا عزا وفي الاخرة عفواً
ولذا لابد جميعا أن نتعلم مهارة العفو ، كيف نعفو عن الآخر بنية خالصة لوجه الله تعالى لاصلاح النفس والمسئ وطمعا في حياة هادئة خالية من مشاعر الانتقام للذات حتى نستطيع المحافظة على حاضرنا ومستقبلنا بدون الاساءة  التي حدثت يوما ما في الماضي ،،وبدون أن نثقل كاهلنا بالام الماضي وذكرياته المسيئة .
نحتاج جميعا أن نمتلك ممحاه الالم كي تساعدنا على التخلص من الاساءة الناجمة عن اخطاء الآخرين  ،، حتى نحيا حياة أفضل مع الآخر .
اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عنا
             اللهم أرزقنا العفو والعافية

 

[email protected]

المصدر: Ghada Elsamny
  • Currently 53/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
13 تصويتات / 166 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

14,684