التسميد الحيوي

تقديم

نظرا للفقر الشديد الذي أصاب الأراضي الزراعية القديمة جراء الاستنزاف الحاد لمحتواها من العناصر الغذائية... اضطر الفلاح لاستخدام الأسمدة الكيماوية لتغذية نباتاته, الأمر الذي صب في صالح الحشرات لعدم توازن التسميد وضعف مقاومة النبات للحشرات مما دفع بالمزارعين لاستخدام المبيدات, لتكتمل منظومة التلوث. كما أن الأراضي الجديدة لا تحتوي أساسا علي العناصر المغذية للنبات, مما اضطر المزارع لنقل التربة والسباخ من الوادي القديم إلي الأراضي الجديدة ناقلا معها الحشائش والأمراض المختلفة, وهو الأمر الغير مقبول صحيا ومكلف ماديا

تقع معظم الأراضي القابلة للزراعة في سوهاج ضمن المنطقة الجافة وشبه الجافة, ولذلك تعاني هذه الأراضي من مستويات متدنية في خصوبتها وفي مادتها العضوية, وهي بحاجة شديدة لزيادة خصوبة تربتها وتحسين خواصها الفيزيائية والكيميائية والحيوية, من أجل زيادة الإنتاج الزراعي الذي تسعى إليه كل الجهود بهدف تلبية الاحتياجات الغذائية للأعداد المتزايدة من السكان والحفاظ على سلامة البيئة

ولكن التنمية الزراعية ليست مجرد زيادة المردود لقطعة من الأرض تؤدي إلى إنهاك التربة الخصبة وإلى إخراجها من دائرة الاستعمال في المستقبل نتيجة التكثيف الزراعي والاستعمال المفرط للمواد الكيميائية المصنعة, وإنما هي تنمية مستدامة Sustainable Development, فقد انتشر استعمال المبيدات والأسمدة الكيميائية بصورة لا نظير لها على المستوى العالمي بعد الحرب العالمية الثانية لإنتاج المحاصيل وحمايتها تلبية لحاجات السكان الغذائية, وازدادت الكميات المستعملة من تلك المواد المصنعة في غفلة عن كلفتها الحقيقية, المباشرة وغير المباشرة, اجتماعياً واقتصادياً, وفي استخفاف بتأثيرها في صحة الإنسان والبيئة, إذ سرعان ما تبيَّن للمهتمين بالبيئة عقم أسلوب التقنية الكيميائية والحاجة الملحة إلى تحقيق التوازن في النظم البيئيةEcosystems  بإنشاء نظام زراعي مساعد يتناغم مع قوانينها الطبيعية (AGRICOLADatabase 1997).

   وهكذا برز مفهوم الزراعة العضوية Organic Farming, التي وجدت طريقها إلى التطبيق السليم خلال الثمانينات من القرن العشرين, بهدف تحسين خصوبة التربة ونشاط الأحياء الدقيقة فيها؛ بإضافة المخلفات العضوية ذات المنشأ النباتي أو الحيواني, وزراعة البقول وتناوب المحاصيل, فضلاً عن حظر استعمال الأسمدة والمبيدات الكيميائية, حتى إن الاتحاد الأوربي أقر في عام 1991 مواصفات المحاصيل المنتجة عضوياً التي أخذت تحمل علامات مميزة, ثم مواصفات الحيوانات المتغذية بهذه المنتجات في عام 1996 (Warner 2005).

     أما في المنطقة العربية فلا تزال أساليب الزراعة العضوية تستعمل على نطاق فردي لسببين:

<!--الأول هو غياب الحوافز التي تُمنح للمزارعين بهدف التحول عن الطريقة التقليدية إلى الزراعة العضوية خلال سنتين على الأقل.

<!--الثاني هو اتجاهات المستهلك المولع بالمنتجات حسنة المظهر حتى ولو خلت من النكهة والقيمة الغذائية العالية.

   ومن الجدير ذكره أن منتجات الزراعة العضوية عالية الجودة تتمتع في البلدان العربية الواقعة على حوض المتوسط بفرص كبيرة للتصدير, في ظل مناخ فريد يجعلها لذيذة الطعم ويكسبها رواجاً في الأسواق الأوربية, في حال التقيد بشهادة ضمان الجودة, فضلاً عن تأمين الغذاء لأعداد السكان المتزايدة, إذ بدأت مقدمات الفجوة الغذائية في البلدان العربية بعد الحرب العالمية الثانية لأسباب شتى (خليفة 1991), وبدأ الخلل يظهر تدريجياً بين إنتاج الغذاء واستهلاكه في مطلع السبعينات (فتحي 1991), وتزداد حدة في الوقت الحالي.

وسوهاج كمحافظة تتطلع في ظل وجود مطار وطريق لموانئ البحر الاحمر الي تصدير منتجاتها التي تحتاج الي امرين:

<!--إنتاج محاصيل زراعية مرغوبة في الأسواق العالمية مثل النباتات الطبية والعطرية

<!--أن يكون الإنتاج حيوي ولا يستخدم فيه الكيماويات

     يستعمل السماد عادة مرة واحدة في كل دورة زراعية, وتضم المواد العضوية الملائمة،
 (Zhang et al. 1998, Warman et al. 1998):

<!--الأسمدة العضوية compost الناتجة عن المخلفات الحيوانية والنباتية أو المصنعة منها, بما في ذلك المخلفات المنزلية والبلدية.

<!--القش والأوراق وبقايا النباتات.

<!--المخلفات الحيوانية.

  ومن جهة أخرى, سرعان ما أصبحت مسألة المخلفات الصلبة البلدية قضية كبيرة نتيجة زيادة عدد السكان والازدهار الاقتصادي والتحسن في مستوى الحياة, والتقدم في طرائق الإنتاج ووسائل التغليف والتسويق وبناء المدن الجديدة والتوسع العمراني والحضري, التي يمكن أن تؤدي إلى أخطار صحية وأضرار اجتماعية ونفسية واقتصادية وإلى تلوث مكونات البيئة كالهواء والتربة والمياه, ولذلك فإن معالجة القمامة تعد جزءاً أساسياً من مشكلة مكافحة التلوث (Warner 2005)

   تتكون المخلفات تقريبا من:

مواد عضوية                                                     45- 60 %

ورق وكرتون                                                    7- 15 %

مطاط وبلاستيك                                                 10- 13 %

أقمشة                                                              7 %

زجاج وسيراميك وحجارة                                     3%

معادن                                                              1.5%

عظام                                                               نحو 1%

 

يعد تأمين التوافق بين التنمية والمحافظة على البيئة هدفاً وطنياً يجب أن تتضافر الجهود المختلفة لبلوغه, لذلك فقد أخذت مسألة التوازن البيئي وحماية الوسط المحيط من التلوث تحتل المقام الأول في سلم اهتمام الإنسان بسبب تأثيرها العميق في حياته ومصيره, حتى إن مفهوم التنمية المتكاملة قد فرض نفسه في التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والطبيعية, وقضى بضرورة دراسة النشاطات المرافقة للتنمية وتأثيراتها في البيئة (علي نظام وآخرون 1999). قيمة هذه الأسمدة كمخصبات أو محسنات للتربة ليس في خصائصها ونسب حمولتها وحسب بل في الخصائص الكيميائية للتربة التي تضاف إليها (Hue 1988)، كما تمت دراسة تأثير الكمبوست في عدد من البلدان في تحسين خصوبة التربة والنمو النباتي، إلى جانب التأثير الإيجابي في ميكروفلورا التربة (Chen et al. 2001, Jackson et al. 2004) وتحسين المحتوى العضوي في التربة وتنشيط فاعلية الأحياء الدقيقة فيها (Jackson et al. 2004). 

المشكلة

<!--وبالنظر إلي معدلات بعض الأمراض الهامة مثل إمراض القلب والكبد والكلي والأورام السرطانية نجد طفرة في معدلات هذه الأمراض تواكب الطفرة في الاستخدام المفرط للكيماويات, وعليه فإن إيجاد حلول وبدائل (الأمر الذي نحن بصدده) يكاد أن يكون أولي من إنشاء مستشفيات لعلاج آثاره

<!--تراكم المخلفات بما يؤذي الصحة العامة

<!--الضرر الناتج من الأسمدة الكيماوية

<!--العجز في الأسمدة الكيماوية

<!--ضعف الخصوبة في الأراضي القديمة نتيجة التكثيف الزراعي وعدم إمداد التربة بعناصر الخصوبة والاكتفاء بالسماد الكيماوي فقط

<!--فقر وسوء استخدام السباخ البلدية علاوة علي نقلها للحشائش والأمراض لمناطق غير موبوءة بها

 

مساهمة في حل هذه المشكلة

استخدام المخلفات بكل إشكالها حيث يتم فرز المواد الغير عضوية وبيعها للمصانع التي تستخدمها واستخدام المخلفات العضوية في إنتاج كمبوست يعتبر فقير في محتواه من العناصر المغذية, الأمر الذي تم دراسته جيدا للوصول بهذا السماد إلي مستوي ممتاز من حيث محتواه من العناصر التي يحتاجها النبات وتحتاجها التربة لإعادة تكوينها

هذا, وغني عن التعريف أن هذا الاسلوب السمادي يحقق الغاية التي من أجلها يضيف الفلاح السماد الكيماوي سريع التحلل والممنوع في الزراعة العضوية, كما هو حجز الزاوية في البناء التركيبي للأراضي الزراعية من حيث خلو هذا السماد من المسببات المرضية والحشرية والحشائشية ومحتواه العالي من المادة العضوية والتي تعتبر مخزن للعناصر التي يحتاجها المحصول هذا بالإضافة للعناصر المعدنية الطبيعية التي تستمر في الأرض لفترة نمو المحصول وبعدها ليمتد إلي أكثر من 3 مواسم (مع مراعاة إمداد التربة بكميات اقل من أول مرة) وليست وقتية كمثيلاتها من الأسمدة الكيماوية سريعة التحلل

ويمد هذا المنتج النبات بأغلب مقرراته السمادية, ونستطيع إمداد المزارعين بنوعيات خامات أسمدة ورقية وأرضية تتمشي مع الزراعة العضوية لتستكمل للمحصول باقي احتياجاته

معرف المقررات السمادية المطلوبة للنباتات حسب نوعها مع الأخذ في الاعتبار نوع التربة, ويعتمد السماد المزمع تصنيعه علي:

<!--إنتاج الكمبوست من خلال المصنع 

<!--خلط الاحتياجات السمادية المطلوبة (كخامات عناصر طبيعية منجميه) مع الكمبوست

<!--خلط الهيدراجيل والتي تساعد علي احتفاظ التربة بالماء لمدة أطول وهو أمر مرغوب فيه بشدة لدي الأراضي الصحراوية ويمكن أن يكون إنتاج متميز خاص بالصحاري فقط وليس ارض الوادي..

<!--كذلك تواجه بعض الأراضي مشاكل فنية مثل الملوحة وسوء الصرف وخلافة, وهذا يمكن حله بإضافة بعض المواد الكمبوست مثل الحديد المغناطيسي لزيادة قدرة الكمبوست العادية علي تقليل الملوحة, ويمكن إنتاج تشغيله خاصة بهذا الأمر ولا يعمم علي كل الإنتاج

<!--عملية الكمر والتحضير, وتتم في حفر عمق 3-4 متر بطول 20 متر وعرض 4 متر ... ويمكن الإبداع في هذا الشأن 

ويمد هذا المنتج النبات بأغلب مقرراته السمادية, ونستطيع إمداد المزارعين بنوعيات خامات أسمدة ورقية وأرضية تتمشي مع الزراعة العضوية لتستكمل للمحصول باقي احتياجاته

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 310 مشاهدة
نشرت فى 9 أغسطس 2012 بواسطة Gepaly

ساحة النقاش

الدكتور حسام الجبالى

Gepaly
الموقع المتخصص فى المكافحة الحيوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

55,863