في حياتنا نلهث خلف أمور عدة و لو دققنا جيداً و تفكرنا فيها لعلمنا إنها كلها حقائق غير مؤكدة بينما الحقائق المؤكدة هي ما نوليها إهتمام أقل أو قد يكون تجاهل تام . و دعوني أخبركم قبل الإسترسال في حديثي أن كلامي هذا ليس دعوة للتشاؤم و لا نوع من الإحباط و لا رفض لمتع الحياة و لكنه تذكرة لي قبل الجميع بحكمة الحياة و الهدف منها . كلنا ننشغل بالحياة و نسعى بخطى حثيثة نحو أمور نعتبرها من أهم أولويات الحياة بل الحياة نفسها مثل الدراسة و العمل و الزواج و الإنجاب و جمع المال و السعي للشهرة و تحقيق الذات ، و في ظل السعي لتلك الأمور و تحقيقها قد نُضيع الكثير من الوقت و نهمل و نتناسى الحقيقة الأهم و المؤكدة " الموت و الحساب ". دائماً نفكر في ...إمتحان ينتظرنا وهل سنُبلي فيه بلاء حسن ...؟! ...و في مقابلة عمل هل سنجتازها ...؟!....و في صفقة ستدر علينا مبلغ كبير من المال هل ستعقد ...؟! و في لقاء يجمعنا بشخص يهمنا هل سيتم ....؟!....و في مولود نتمناه هل سنرزق به....؟! و في شهرة و تحقيق ذات هل سنصل إليهما...؟! كل هذه أمور قد نخطط لها بحنكة و براعة متخذين كافة التدابير اللازمة لحدوثها و لكنها قد لا تحدث لأن القدر قد لا يمهلنا لحين حدوثها ، فهي كلها حقائق غير مؤكدة الحدوث بينما الموت و الحساب حقائق مؤكدة و غير معلومة التوقيت و لا ترتبط بعمر و لا صحة و لا وضع إجتماعي و هي ما نغفل عنها و لا نستعد لها و لا نوليها الإهتمام الكافي . فعلينا و تبعاً لما يحتمه العقل الذي و هبنا إياه الله سبحانه و تعالى أن نولي هذه الحقائق مؤكدة الحدوث أهمية أكبر سائلين المولى عز وجل حسن الخاتمة لنا جميعاً .
عدد زيارات الموقع
10,178
ساحة النقاش