المقدمة :
منذ أربعين عاماً , و اذا بقينا هكذا , سنعيد فتح هذه الاوراق لندون نفس الكلمات و لكن باختلاف التوقيت و العنوانْ .
البداية :
فترة تاريخية , و انقلابات و خيانات , وصل من خلالها الى الحكم , و اعتلى العرش بعد ان خان رفيقه و خان القضية و المبادئ.
أسس ديكتاتوريةً حجريةً , و نظاماً عسكرياً , ترأسهُ عقول حجرية و مجموعة مجرمين و حثالة المفكرين , و كل من ينتهك القوانين كان حجر اساس ضمن هيكلية هذا النظامْ .
عمل هذا النظام الرجعي على برمجة العقول , دينياً و لغوياً و عصبياً , عبر وسائل الاعلام و مجموعة الأوهام , و القمع و الارهاب و استخدام القوة كان الخيار الاول , فكانت السجون تغص بمساجين الرأي , و مساجين سياسيين , ديكتاتورية جحيمية قاسى و عانى المثقفون بها , لن تكفي كل الكلمات لوصف وحشية الديكتاتور , 40 سنة .
اذا اردت ان تعرف عما يعانيه المثقف الثوري بالسجون , سأقترح لك :
1- فرج بيرقدار : خيانات اللغة و الصمت
2- ياسين الحاج : بالخلاص يا شباب
3- روزا حسن : نيغاتيف
كان اعتقال المثقفين هو انتقاص من كمية الوعي في الشارع السوري , فإن معظم المثقفيين البعثيين كانوا قد التحقوا بالبعث خوفاً و التجائاً للسلطة , لأن البعث كان الحزب الوحيد القوي على الساحة , و فُرض على الناس اجمعين بأنه القائد للمجتمعْ .
سؤال عابر : الشعب السوري الواعي الذي كان يتقن فن المطالبة بالحقوق و الخروج بمظاهرات , كيف فقد هذه الثقافة في عصرنا ؟
ما السبب ؟!
منطقياً ...
حسب النظرية العلمية التطور , إن الطبيعة تقسى على كائن ما , فتفقده شيء ما و يموت أو يبتدع هذا الكائن شيء يُّمكنه من التكيف مع قساوة الطبيعة و ما فرضته عليه.
فرض هذا النظام القمعي , عصاه و سياطه و حذائه على رقاب البشر , و وسع حلقة بطشهِ لتشمل نواة الوعي في الشارع و المتمثلة بالمثقفين اللذين ضجت جدران السجون بأصواتهم من شدة ما لقوا من عذاب , و بقي الشعار حتى يومنا هذا ,
" حرية - عدالة اجتماعية - مساواة " .
أسس زعيم الانقلاب , سلطةً أمنيةً تعتبر قبضة حديدية , فروع أمنية و استخباراتية , أكثر من المراكز الثقافية , اضافةً للجواسيس , حتى اصبح التنفس أمراً مشكوكاً بهِ , فجعل الشعب النائم عبارة عن قطيع من الخراف يُدار بالعصا .
يُتبع - ج 1 -