لو بدأت صبى جزار لامتلكت الان خمسة محلات جزارة من أرقى المحلات فى أحياء القاهرة ولكنى دخلت المجال العلمى وحصلت على الدكتوراة منذ عشرة أعوام واحمد الله وأشكره لانى غير نادم لان كل أنسان ميسر لما خلق له ولو عادت بى الحياة لاخترت نفس الطريق الذى بدأته ولكنى أرى العجب فى هذا الزمن الذى تحكمت فيه الماده وأصبح الانسان يقاس بما لديه من مال وليس بما لديه من أخلاق وعلم  وانقلبت الموازين ياساده وصارت الكلمة العليا مرتبطة بأقدام بعض الشباب فى النوادى المختلفة أو حناجر المطربين والمطربات فهم القدوة لجيل اليوم وأصبح الاب والام يلهث ان يكون ابنه لاعب كرة قدم أو فنان لما يراه من تمجيد القنوات الفضائية المختلفة لهم لما حباهم الله من فضله من موهبه أدت الى رفع شأن بلادهم الى أعلى عليين.

 

الجيل القديم كان راضى بما رزقه الله ولكن الان الشباب الذى يدخل المجال العلمى لا ينتمى اليه بل هى وظيفة والسؤال المعتاد ما هو العائد المادى الذى سوف يعود عليه من عمل الابحاث والسهر؟ اذا كان البواب او الواد بيليه يحصل على أضعاف ما يحصل عليه وهذه نقطة مهمة وتعتبرمن أسباب ضعف البحث العلمى وكثيرا ما نقرأ ونسمع فى وسائل الاعلام المختلفة هذا السؤال لماذا تخلفت الدول العربية عن ركب العلم؟ واقول ان المسئولية مشتركة بين الحكومات والافراد بل ان مسئولية الافراد الذين يعملون فى هذا المجال أكبر من الحكومات فمن الجائز ان موارد الدولة ضعيفة لا تفى بما يتطلبه البحث العلمى أو أهتمامها بهذا المجال يأتى فى المؤخرة وسوف اسرد ما وجدته فى هذا المجال كرجل خريج كلية العلوم منذ 29 عاما ونظرا لخبرتى واحتكاكى بكل الدول العربية والاجنبية اليكم الاتى:

باحث يمارس العمل العلمى وفقير ماديا لا يفى دخله بمتطلبات المعيشة ولا يجد مصاريف نشر الابحاث فى المجلات العلمية. 

باحث لا يجد الاجهزة المطلوبة ليعمل عليها الابحاث.

باحث يمارس العمل العلمى ومستريح ماديا ويمكنه ان يشترى اى انسان ليعمل فى بلده وينسب العمل الى نفسه.

باحث يمارس العمل العلمى ولكنه همه الاول والاخير يترقى الى رتبة الاستاذية بعلاقاته مع الاخرين ولا يهمه اى شىء سوى نفسه.

بعض المحكمين للابحاث يمكن ان يمرر البحث الضعيف وبالتالى يترقى الباحث وهو لا يستحق ويخرج جيل ضعيف.

باحث يتفق مع أخرين ضع اسمى على بحثك وأنا بدورى أضع أسمك معى.    

باحث يضع أسم رئيسه فى العمل على بحثه تملق ورياء والرئيس لا يعلم عن البحث اى شىء.

باحث لا يرضى دخول باحث قوى علميا معه فى العمل حتى لا يأخذ منه الكلمه ويرضى بالباحثين الضعفاء معه واذا حاول الرجل القوى ان يشرك نفسه أصابته بعض الكلمات مثل       "جاى يبيع الميه فى حارة السقايين". 

 

وفى النهاية اقول للجميع اذا حباك الله بالصحة والعلم فقد رزقك الله الشىء الكثير وليس المال هو الرزق فقط وان ظهر لعامة الناس غير ذلك, يا من تعمل بالعلم اعمل واتق الله واشرك معك فى العمل من يستحق وما تعمله ستجده عند الله ولا تجعل الناس هى التى تقيم عملك بل اجعل الله هو المكافىء واذا أعطى الكريم فلا يوجد مناظر له فى عطائه.

المصدر: د. السيد محمد سالم [email protected]
  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 226 مشاهدة
نشرت فى 19 مايو 2010 بواسطة GEOPHYSIC

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

3,865