بينما كنت فى مطار القاهرة يوم الاحد الموافق 25 اكتوبر عام 2009  فى انتظار طائرة الخطوط الجوية الفرنسية المتجهه الى باريس بغرض حضور مؤتمر علمى قرأت فى جريدة الاهرام فى الصفحة 29 تحت عنوان

          شرخ فى طريق قنا- سفاجا بسبب انفجار خط المياه

"تسبب انفجار فى خط المياه الرئيسى لمحافظة البحر الاحمر فى  احداث شرخ بطول عشرة أمتار بطريق قنا-سفاجا وتعطيل حركة المرور فى المنطقة ما بين الكيلو 22- 24 على الطريق"

 ومن الواضح ان كاتب التصريح الصحفى لا يوجد لديه معلومات عن السبب  الحقيقى لحدوث شرخ فى الطريق او كسر خط المياه. ولقد تعرضنا لهجوم شديد من قبل بعض وسائل الاعلام عن تقصير الجيولوجيين فى مجابهة المخاطر الجيولوجية المحيقة بنا وها نحن ننبه ونرجو المسؤلين اتخاذ اللازم وشكرا,,,,,,   

والتقرير الاتى يوضح الصورة

                 المنطقة النشطة بطريق قنا- سفاجا

يعتبر طريق قنا- سفاجا من الطرق الحيوية فى مصر الذى يربط بين محافظتى قنا والبحرالاحمر, وفى الاونة الاخيرة بدء من عام 1990 وجدت مجموعة من التشققات على جانبى الطريق بين الكيلو 20 والكيلو 30 باتساع قد يصل الى 1 متر فى اتجاه شمال 70 غرب قاطعا طريق الاسفلت مع وجود تشققات اخرى تأخذ اتجاهات شمال 55 غرب , شمال 65 غرب فى شكل خطوط منحنية باتساع ما بين 10 – 20سم بعمق3 متر. قامت هيئة المساحة الجيولوجية بدء من شهر اكتوبرعام 1993 الى يونية عام 1994 بوضع خمسة اجهزة زلازل من نوع MEQ 800 حول المنطقة المشار اليها للوقوف حول اسباب هذه التشققات فوجد ان المنطقة يصدر منها زلازل ضعيفة الى متوسطة القوة وكان مجموع عدد الزلازل المسجلة خلال هذه الفترة 44 زلزال منهم 14 زلزال بقوة اقل من 1 على مقياس ريختر, 26 زلزال بقوة تراوحت من 1-2, عدد 3 زلزال بقوة تراوحت من 2-3, بالاضافة الى عدد 1 زلزال بقوة 3.5 وبعمق 5 كم, وكانت غالبية الزلازل (31 زلزال) على عمق اقل من 10 كم والباقى على عمق اكثر من 15 كم. واحيانا تعمل الزلازل الصادره من المنطقة على كسر خط انابيب المياه الواصل الى الغردقة من قنا وحدث ان تصادف وجود كاتب هذا التقريرعند جهاز رصد الزلازل عند الكيلو 21 فى طريق قنا-سفاجا بغرض تغيير ورقة تسجييل الزلازل واثناء وقوفه عند الجهاز شاهد تسجيل احد الزلازل بنفسه (مصدره قريب جدا من الجهاز)  وفى نفس اللحظة شاهد حدوث كسر فى ماسورة المياه واندفاع المياه الى اعلى لعدة مترات وابلغ مسؤلى خط المياه بالكسر وقام بالتقاط صورة لما حدث كما فى الشكل. وما زالت الشقوق تتسع حتى الان وتعرض خط المياة الى الكسر المتكرر, وقد جاء فى جريدة الاهرام يوم الاحد الموافق 25 اكتوبر عام 2009 انه حدث اتساع فى الشقوق., وقد يسأل انسان ان قوة الزلازل الصادرة من المنطقة وما حولها ضعيفة لا تستطيع ان تحدث مثل هذه الشروخ وبالتالى لا تقدر على كسر خط المياه واقول ان هذه المنطقة مشوهه (deformed zone) منذ زمن طويل وتقع بين صدعين وبالاحرى فى نهاية صدع  وبداية اخر وهى منطقة هبوط تتأثر بقوتي شد عكس بعضهما لا تتحمله التربة وما عليها من بنية تحتية لذا من السهل تفريغ الطاقة السيزمية الضعيفة والتى تتمثل فى زلازل ضعيفة فى هذا المكان وما حوله وهذا الموقع قدرته على الاستجابة اقوى من غيره لخصائصه الجيولوجية والفيزيائية واذا كان هذا المكان يعانى منذ فترة ليست بالقليله من تواجد شروخ فلماذا الاصرار على ان يمر هذا الطريق الاسفلتى وخط المياة وخطوط الضغط العالى على هذا الموقع ولماذا لا ننقل كل الخدمات سابقة الذكر حوالى 2 كم يمين او يسار الطريق لنتفادى تعرض ارواح الناس الى الخطر حيث لو قمنا بعمل اصلاحات ستعود مرة اخرى لاننا لا نتعامل مع طبقة سطحية فقط ولكن مدى منطقة التشوة يمتد من صخور القاعدة الى سطح الارض واذا كان يوجد حل هندسى لخط المياه او الكهرباء عند المرور فى هذه المنطقة فانا لا اعتقد انه يمكن تثبيت طبقات سميكة من الارض حتى لا تتحرك وتحدث شروخ تمر عليها مئات السيارات فى اليوم الواحد لان الزلزال حتى لو كان بعيد من المنطقة بعشرات الكيلومترات يحدث قوة شد يمكن ان تتحمله منطقة وتفشل فى تحمله اخرى مثل هذا المكان ولهذا احببت توضيح الصورة اللهم بلغت اللهم فاشهد.

 التشققات وكسر خط المياة بطريق قنا-سفاجا عام 1994 نتيجة النشاط الزلزالى بالمنطقة

خريطة مفسرة للمسح الجوى الجيوفيزيائى لوسط الصحراء الشرقية بمصر وعليها بعض مواقع الزلازل وموقع شروخ قنا - سفاجا (بين صدعين)

رسم توضيحى يوضح حل مستوى الصدع لبعض الزلازل لتوضيح اتجاهات الشد والضغط (ملحوظة لا تمثل اماكن الدوائر اماكن الزلازل بالضبط ولكنها لبعض الزلازل التى حدثت فى المنطقة)