تفجيرات المنصورة
د. عصام عبد الشافي
في اتصال هاتفي مع إحدى القنوات الفضائية، حول تفجيرات المنصورة (23 ديسمبر 2013)، قلت مناقشة المتابع لتفجيرات المنصورة تشير إلي عدة تفسيرات:
التفسير الأول: أن التفجيرات تقف خلفها جماعات مؤيدة للشرعية، فاض بها الكيل من ممارسات سلطة الانقلاب ولم تعد تستطيع الحفاظ علي السلمية
الثاني: أن التفجيرات تقف خلفها جماعات عنفية تريد فرض حالة من عدم الاستقرار وترى أن الوسائل السلمية لن تجدي مع الانقلاب.
التفسير الثالث: أن التفجيرات تقف خلفها أجهزة مخابراتية بالتعاون مع أطراف داخلية، لفرض المزيد من التوتر وعدم الاستقرار.
التفسير الرابع: أن التفجيرات تقف خلفها جهات أمنية تحت مظلة وزارة الداخلية، لخلط الأوراق ودفع الناتس للتصويت بنعم على دستور الانقلاب بدعوى مواجهة الإرهاب.
التفسير الخامس: أن التفجيرات تقف خلفها المؤسسة العسكرية، كمقدمة لفرض مزيد من التشدد وعسكرة الأوضاع الداخلية، وهذا التفسير يجد سنده في الحملات الداعية لتشكيل حكومة طوارئ، بل وتطرف البعض وطالب بحكومة حرب كتلك التي تم تشكيلها أثناء حرب 1973.
وحقيقة عندي قناعة شخصية راسخة أن التفسيرين الرابع والخامس هما الأقرب لوصف مجزرة المنصورة، وعندي العديد من المبررات لهذه القناعة:
أولا: السوابق التاريخية للممارسات الإجرامية للأجهزة الأمنية، ومنها تفجير كنيسة القديسين يناير 2011.
ثانياً: أنه لو كان هناك ظرف أنس لقيام التيارات المؤيدة للشرعية باستخدام العنف، لكان ذلك بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة، وسقوط الآلاف من الشهداء والمصابين، ولكنها لم تفعل، فما هو المبرر الأن للقيام بمثل هذه التفجيرات في وقت يكتسب فيه المؤيدون للشرعية مزيداً من الزخم والتأييد الداخلي والخارحي، وفي المقابل تتراجع قبضة الانقلابيين أمام تآكل مصادر قوتهم وعدم نجاح ممارساتهم الإجرامية.
ثالثاً: تعدد البشارات والمقدمات التي ساقها لنا إعلاميو الانقلاب وأبواقه الإجرامية عن قرب وقوع تفجيرات ووجود بعض القنوات في موقع التفجير قبل التفجير.
رابعاً: أن السيسي وعصابته لا يتورعون ولن يتورعون عن القيام بأى شيء يعتقدون أنه يمكن أن يساعدهم على نجاح مخططاتهم.
إن هذه العصابة ومجرميها وداعميها في الداخل والخارج تدفع البلاد دفعا للحرب الأهلية، والتي لن تبقي على أحد، وستأتي على الأخضر واليابس في هذا الوطن .. إن كان مازال وطناً
ساحة النقاش