authentication required

   عندما اقرأ رواية من الروايات القديمة التي تصور الحياة المصرية، أو أشاهد فيلما من الأفلام القديمة.. التي تصور شوارع مصر النظيفة ونظام الحياة الراقي الذي كان يعيشه المواطن المصري بكل طبقاته، فقيرا أو غنيا، حتى أسلوب الحوار بين الناس كان يتم بمنتهى الرقي. عندما أرى كل  هذا الجمال الذي كان بالماضي أصاب بالدهشة مقارنة بما أصبحنا عليه اليوم.

لقد ظهر منذ بداية السبعينات ما يسمى بعصر الانفتاح في عهد الرئيس السادات، واستمرت مصر في الهبوط للانحدار إلى أن وصلت إلى تدني في كل المجالات الصناعة والزراعة والتجارة والآداب والفنون.. إلخ

 ومع سياسة عصر الانفتاح الاقتصادي بدأت الدولة في الخصخصة وبيع القطاع العام وهذه سياسة اقتصادية خاطئة بالإضافة لتخلي الدولة عن وسائل الإنتاج وعدم مسئوليتها عن العاملين بهذه القطاعات، وازدادت ظاهرة الاستيراد من الخارج.

إلى أن وصلنا الآن إلى أعلى درجات الانحدار، وظهر سلوك غريب لم تشهده مصر من قبل وهو الفهلوة وانحطاط الذوق وغياب الضمير.


ما أل إليه الفن والثقافة

حتى الفن لم يسلم من الانحدار، وأصبح تجار الخردة والجزارين  يمسارون مهنة الإنتاج الفني، و ظهرت أفلام المقاولات التي صورت الفهلوة والبلطجة وتجارة المخدرات وحياة الكباريهات والدعارة وغيرها هي سمة الحياة في مصر.

والمصيبة الكبرى هو هبوط الذوق العام للمواطن المصري الذي كان من قبل يستمع للموسيقى وأغاني عبدالوهاب وأم كلثوم، ويقرأ روايات نجيب محفوظ واحسان عبدالقدوس وغيرهم.

ولم يقتصر الهبوط للفن والثقافة فقط بل السلوك الشخصي للمواطن، أصبح بمنتهى الهمجية والاستهتار وعدم المسئولية، أدى إلى ما نراه من صور لأكوام القمامة وزحام في كل مكان، وعدم إتقان أي شئ.


العصر الذهبي للفساد

حتى وصلنا إلى ازهي عصور الفساد والانحدار، وهو ما نعيشه الآن..وكل ذلك

يرجع إلى تخلي الدولة عن الشعب بكل فئاته وانشغال من يفترض أنهم متخذي القرار في مصير هذا الشعب في نهب الشعب ونهب ثروات البلد وتهريبها للخارج.

وأصبح الفساد في كل شئ الصحة والتعليم، والإسكان، وسرقة أموال المعاشات،إلى أن وصلنا إلى القمة بالتزوير في كل شئ "انتخابات.. امتحانات.. مسابقات..وخلافه"..

هذا بخلاف كارثة البطالة بين الشباب، والتي لا مثيل لها في أي بلد من بلدان العالم الثالث ولا الرابع ولا حتى الخامس..

أما ما نراه من غياب الأمن والأمان، والذي يفترض أن يكون رجال الشرطة هم من يوفرونه، لم يكن موجودا وحل محله الإتاوات واالرشاوي، والتعذيب في أقسام الشرطة لمن تساوره نفسه أن يعترض او يتصدى لأي فساد أو لم يكن على المزاج لأي من رجال الشرطة.ولا عزاء لمنظمات حقوق الإنسان...

 أين ذهبت جدعنة ابن البلد المصري.. أين ذهب نضال الشعب بطبقاتة اين دور المثقفين الذي من واجبهم توعية البسطاء وتعريفهم بحقوقهم ووجباتهم.. تجاه هذا البلد الذي كان له تاريخ في الحضارة والفنون والآداب.. وكل المجالات..

لك الله يا مصر..    

 

المصدر: استاذة منى عبد الراضى
FRFASHA

خمسه فرفشه

  • Currently 38/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
12 تصويتات / 402 مشاهدة
نشرت فى 13 يناير 2011 بواسطة FRFASHA

ساحة النقاش

خمسه فرفشه

FRFASHA
عدد الثورة الأحد 03/28/2012 ====================== فى هذا العدد تجدون أ/ مصطفى صادق ، أ/ محمد السيد , أ/ بدور الغمراوى , د/ هانى نعمان »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

50,068