جرائــــــم الضوضـــــــاء
الدراسات العلمية أثبتت منذ سنوات الآثار الأليمة للضوضاء ... وما تحدثه من أضرار عضوية ونفسية وعقلية ، لكن حادثة وقعت مؤخراً تشير إلى أن هذه الآثار قد تصل إلى نوع من فقدان الأعصاب ، والإندفاع لقتل مصدر هذه الضوضاء .
هذه الحادثة وقعت فى اليونان ، بدأت بشكوى متكررة لرجل فى الـ 60 من العمر من ضوضاء الموسيقى الصاخبة الصادرة من شقة قريبة ، وفجأة أصيب الرجل بنوع من الجنون أثناء حفلة موسيقية صاخبة فحمل بندقية صيد ، ودق جرس الباب ، عند فتحه أطلق الرصاص على الشاب صاحب الحفلة ، وعلى والدته ، وقتل أحدهما وجرح الآخر .
ولم تعترف المحكمة بالدوافع الكامنة وراء هذه الجريمة ، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة ، ليتمتع فى زنزانته الإنفرادية بالهدوء الذى لم يجده فى حياته الحرة .
وكان من الطبيعى أن تخضع هذه الجريمة للمزيد من الأبحاث حول ما قد تحدثه الضوضاء المستمرة من آثار عضوية وعقلية ونفسية .
فلم تعد الدراسات مقصورة على الأضرار السمعية بل تبين أن الضوضاء المفاجئة تطلق أجهزة الخوف والإنذار داخل الجسم ، وهى الأجهزة التى تتحرك عادة عند الإحساس بخطر داهم ، تصاحبها عدد من ردود الأفعال حيث تتوتر العضلات ، ويزداد إفراز هرمون الأدرينالين وتتسع بعض الأوعية الدموية لدفع المزيد من الدم إلى العضلات ، ثم يسرع الكبد بإخراج مخزونه من الجلوكوز لتزويد هذه العضلات بالوقود لمواجهة هذه الحالة الطارئة التى تشبه الظهور المفاجئ لأحد الوحوش لإنسان العصر الحجرى .
وبتكرار إطلاق عمليات الإنذار من خطر داخل الجسم تظهر تدريجياً آثارها النفسية والعضوية وما تنطوى عليه من أخطار تبدأ بإضعاف السمع وتمتد إلى إرتفاع ضغط الدم والإجهاد النفسى والعصبى وإضطرابات النوم والسلوك العدوانى .
ولأن اليونان تنفرد بين جميع بلاد أوروبا بإعتبارها الأشد ضجة ، فقد أعلنت الجمعية العلمية من أجل الحياة الهادئة أن التلوث الصوتى أصبح الخطر الأكبر ، إذا لم تتخذ إجراءات سريعة فعالة لمواجهته فإن هناك إحتمالات إصابة اليونانيين بالصمم أو الجنون .
وقياس مستويات الضوضاء فى جميع بلاد أوروبا يعتمد على جهاز دقيق إسمه الديسبل ، تسجل مؤشراته جميع المستويات حتى فرقعة طائرة نفاثة أو إنطلاق القذائف الصوتية ، من أجهزة تضخيم الصوت للموسيقى الإلكترونية الصاخبة .
ويعتقد العلماء أن إرتفاع مؤشر الضوضاء إلى 67 ديسبل ينذر بالخطر ، إذا وصل إلى 76 يشتد هذا الخطر ، وعند إرتفاعه إلى الدرجة القصوى وهى 130 ديسبل تحدث الكوارث العضوية والنفسية والسمعية .
وخلال دراسة أجريت لفئات من التلاميذ ، تقع مدارسهم بالقرب من المطارات أو إنطلاق القطارات ، تبين إنخفاض مستوى تحصيلهم الدراسى ، وضعف إستيعابهم ، وصعوبة فهمهم ، وإصابة ذاكرتهم القصيرة المدى بضعف يتزايد مع تزايد تعرضهم للضوضاء .
وتؤكد دراسة ألمانية أن الأفراد الذين يتعرضون لمستويات من الضوضاء تصل إلى 65 ديسبل فترة طويلة ، يصابون بمشاكل صحية ، وأن واحداً من كل ستة أفراد يحمل إستعداداً للإصابة بالأزمات القلبية ، بنسبة تزيد 20% عن الأفراد البعيدين عن الضوضاء .
والمؤسف أن مفهوم تلوث البيئة عند غالبية الناس يرتبط بتلوث الهواء أو البحار أو الأنهار بأدخنة المصانع أو السيارات أو المخلفات الكيميائية الملقاة فى الميـاه ، بينما التلوث السمعى الذى لا يقل خطراً لا يحظى بنفس الإهتمام ولا يدخل فى صميم هذا المفهوم .
* * * * * *
طريقة قراءة الشفاه Lip Reading
يطلق عليها أحياناً قراءة الكلام Speech Reading وهى تقوم على تدريب الطفل الأصم وثقيل السمع وتوجيه إنتباهه إلى الملاحظة البصرية لوجه المتحـدث وإيماءاتـه ، ومراقبـة ما يتخذه الفم والشفتان من حركات وأوضاع متباينة أثناء النطق والكلام ، وتبعاً لطبيعة الأصوات الصادرة ، وحروف الكلمات المنطوقة : كالمد والضم ، والإنطباق والفتح والتدوير وغيرها ، وترجمة هذه الحركات إلى أشكال صوتية مما يساعده على فهم الكلام ، مع الإستعانة بما تعكسه أسارير وجه المتحدث ، كالإنبساط أو العبوس ، وإيماءاته وتعبيراتـه فى مـلء فجـوات المعنى التى ربما يشعر بها الطفل أثناء عملية المتابعة أو الملاحظة .
ساحة النقاش