لقد تغيرت النظرة المجتمعية للمعوق بمملكة البحرين عن ذى قبل من نظرة سلبية إلى نظرة أغلبها إيجابية فى الوقت الحاضر نتيجة عدة عوامل منها:
أولا : الإعــــــلام :
(1) التليفزيون :
لقد كان للتليفزيون دور ربمالم يكن كبير فى وقته ولكنه كان مركز فى بعض الأحيان حسب ما يقدم إلى معديه من آراء وأفكار تعنى بقضية التوظيف، ولكننا فى الوقت الحالى نسعى جاهدين أن تكون المبادرة من إدارة التليفزيون، وذلك بتقديم برامج متخصصة تركز على قدرات ذوى الإحتياجات الخاصة العملية وما لديهم من مهارات من أجل تغيير نظرة المجتمع.
(2) الصحافة :
دور الصحافة فى تغيير إتجاهات المجتمع كان مسايراً لدور التليفزيون والإذاعة أى أن الصحافة تقوم بتغطية الحدث الذى يعنى بالتوظيف سوى كان حدث موسمى أو حملات وطنية، إلى جانب إلقاء الضوء على بعض الأشخاص من العاملين أو العاطلين .
وإذا أخذنا تلك الوسائل التى تشكل أساسيات فى إتجاهات المجتمع وهى التليفزيون والإذاعة والصحافة وقيمنا ما قدمت فى مجال توظيف ذوى الإحتياجات الخاصة فإننا نجدها لم تأخذ دورها كما هو مطلوب، لذا نحن نسعى فى ضمن إستراتيجية مستقبلية لذوى الإحتياجات الخاصة أن يكون لتلك الجهات دوراً مقنناً يحقق أهداف تسعى إليها البرامج الوطنية لتوظيف ذوى الإحتياجات الخاصة .
(3) الإذاعة :
لقد خدمت الإذاعة ببرامجها سواء أكانت البرامج العامة أو المتخصصة مناقشة قضية الإعاقة والتوظيف والتطرق إلى العديد من الإيجابيات الموجودة لدى ذوى الإحتياجات الخاصة وما لديهم من تدريب وتأهيل بالإضافة إلى محاولة تغيير الأفكار السائدة لإبراز قدراتهم ومهاراتهم وذلك عن طريق زوايا مضيئة الذى يقدم ضمن برنامج الأسرة أسبوعياً .
ثانياً : إبراز التجارب الناجحة :
من أهم الوسائل التى كانت لها جدوى مثمرة فى قضية التوظيف هى إبراز بعض الأشخاص الناجحين فى مجال أعمالهم بعد أن حصلوا على الجوانب التعليمية أو التدريبية والتأهيلية وإظهار ما لديهم من قدرات جعلتهم ناجحين متخطين للصعاب التى واجهتهم متحدين بإرادتهم مواجهين المجتمع محاولين تغيير بعض السلوكيات الخاطئة لديه، عن وضعهم كأشخاص غير متساوين فى الشكل الظاهرى ولكن ربما لدى البعض منهم مهارات تفوق لو قرنت بعض الأشخاص الذين لا يعانون من أى إعاقات تذكر، وذلك عن طريق وسائل الإعلام المرئية المسموعة والمقرية .
ثالثاً : الحملات الوطنية :
القيام بحملة وطنية شارك فيها العديد من الجهات الأهلية والحكومية وكان للمسئولين بوزارة العمل والشئون الإجتماعية دور إيجابى وفعال فى تفعيل الحملة والوصول إلى الأهداف المرجــوة .
ربما لا نكون قد حققنا جميع الأهداف لأنها كانت الحملة الوطنية الأولى فى العام الماضى، ولكننا لعلى يقين بأنها كانت هى الشرارة الميدانيةبفعالياتها المختلفة من زيارات ميدانيةإلى ندوات عامة وورش تدريبية مع مشاركة دور الإعلام الإيجابى منها المرئى والمسموع والمقرى.
وقد كان من أهم أهدافها توضيح أهمية التوظيف لحياة المعاق الإقتصادية والإجتماعية والنفسية إلى جانب دور العاملين فى المجال المشاركين فى إعداد المعاق تدريبياً وتأهيلياً وتعليميـــاً .
عمل لقاءات من قبل المسئولين فى وزارة الشئون الإجتماعية مع أصحاب الأعمال وذلك عن طريق الزيارات الميدانية للمشاركة فى ترجمة العطاء الوطنى وذلك بدمج ذوى الإحتياجات الخاصة المؤهلين لديهم فى الأعمال المناسبة.
رابعاً : الندوات :
من أهم الوسائل المباشرة مع المجتمع الذى يشكل أفراده القاعدة الأساسية لجيل المستقبل هو المجتمع الدراسى وبالأخص مرحلة الثانوية العامة والجامعة، لهذا إرتأت إدارة الرعاية والتأهيل الإجتماعى التى تتبعها وحدة الخدمات التأهيلية المعنية بقضية توظيف المعاق عمل ندوات يحاضر فيها العاملين بالوحدة يتعرضون من خلالها لكل مراحل التأهيل والتدريب ثم التوظيف ثم إبراز القدرات والمهارات لدى المعاق إلى جانب الصعاب التى يواجهها، وذلك بإشراك تلك القاعدة الطلابية فى إيجاد الحلول المستقبلية لتوظيف وتقبل إدماج المعاق معهم فى المجتمع العملى .
خامساً : الورش :
لكل هدف طرق وأساليب عن طريقها يمكننا تحقيقه، ومن أهم الأساليب التى إتبعتها إدارة الرعاية والتأهيل الإجتماعى هى إعداد ورش تدريبية لمدة يوم أو أكثر يشارك فيها العاملين المختصين للتوظيف والعاملين فى التدريب والتأهيل إلى جانب أصحاب الأعمال ثم المعاق نفسه وذلك بهدف تبادل الخبرة فى المجالات المذكورة كلاً حسب تخصصه إلى جانب الوصول بالحلول المرجوة التى يمكنها أن تساهم وتساند توظيف المعاق، وأن يتخطى العاملين فى المجال التحديات والصعاب التى تواجههم عن طريقهــا .
وقد أثمرت تلك الورش عن الكثير من الإقتراحات التى وضعت ضمن الإستراتيجية المستقبلية لتوظيف ذوى الإحتياجات الخاصة .
وكانت هناك وسائل أخرى إستطعنا عن طريقها جذب الرأى العام ومناصرته لنا فى تبنى قضية توظيف المعاق من خلال الزيارات الميدانية إلى الأماكن العامة مثل المراكز الصحية – الأندية، وأى تجمع عام يمكننا الوصول إليه وخاصة فى بيئة العمل مثل التجمع العمالى وما شابه ذلك .
النظرةالمجتمعية السائدةبشأن دمج المعاق فى العمل لدى البعض من أفراد المجتمع نظرة متعلقة بقدرات المعاق فى مجال العمل نظرة تأخذ أحكامها على الشكل الظاهرى للمعاق وما لدى المجتمع من ترسبات فكرية عن ذلك الشكل دون إتاحة الفرصة له لكى يقول لهم من هو وما لديه من مهارات وقدرات عملية إلى جانب ما يحمل من مؤهلات علمية أو تأهيلية وتدريبية، وفى بعض الأحيان صانع القرار يحمل تلك الفكرة لهذا يكون مؤثر فى تقديم الخدمة التى هى من أهم الخدمات لكفالة حق للمعاق فى حياة كريمة معتمد إعتماد كلى على نفسه فالعمل كما نعلم عبادة بل من أهم العبادات التى يحترم عن طريقه الإنسان .
ساحة النقاش