مقدمــــة :
(1) المسنـــون :
يبدأ جسم الإنسان فى النمو والتطور منذ الحياة الجينية ، وهو يستمر فى ذلك حتى يبلغ الجسم نموه الأعظمى فى سن الثامنة عشر، وبعد ذلك تبدأ خلايا الجسم بالتراجع التدريجى البطئ ، وبشكل خاص تلك الخلايا الموجودة فى الدماغ والكبد والكلية ، الأمر الذى يقود إلى بعض التغييرات والتراجعات الطبيعية التدريجية التى تتناول أعضاء وأجهزة وحواس الجسم البشرى من الناحيتين العضوية والوظيفية ، تدعى هذه العملية البيولوجية بالشيخوخة ، وهى مرحلة طبيعية من حياة الإنسان وسائر الكائنات الحية .
(2) تعريف فئة المسنين :
لا يمكن أن نتبنى تعريفاً واحداً محدداً للأشخاص المسنين، ويكون مفيداً ومناسباً فى جميع الحالات، فمن الناحية البيولوجية، يمكن القول أن الشيخوخة تبدأ باكراً فى مرحلة البلوغ أو حتى منذ الطفولة، وهى تستمر تدريجياً ولا تتوقف طوال الحياة.
ومن الناحية الإجتماعية، فإن مفهوم الأشخاص المسنين فى مجتمع ما يقرره عدد من العوامل الثقافية والإجتماعية السائدة فى المجتمع، وهو يختلف من جيل إلى جيل، أما من الناحية الإقتصادية فيرتبط تعريف المسنين بسن التقاعد المطبق فى مجتمع ما غير أن هذا التعريف لا يأخذ بعين الإعتبار العديد من الحالات التى يتقاعد فيها الشخص لأسباب أخرى غير السن وذلك دون أن ينقطع عن مزاولة مناشط إقتصادية مختلفة أخرى.
فى عام 1980 عرفت الأمم المتحدة العمر ستين سنة بأنه العمر الذى يفصل شريحة الأشخاص المسنين عن باقى شرائح السكان.
تتميز هذه الفئة بشكل عام ببعض النواحى البيولوجية والفيزيولوجيه والوظيفية والعاطفية النفسية، ورغم ذلك يختلف تأثير الشيخوخة من شخص إلى آخر وفق العديد من ا لعوامل الفردية المختلفة مثل العوامل الوراثية، الإجتماعية، المهنية، والصحية وغيرها.
(3) ظاهرة تشيخ المجتمع Aging of the Society
تفيد الدراسات الإحصائية للسكان فى البلاد العربية شأن باقى البلدان النامية، أن فئة السكان فوق الستين من العمر تتراوح بين 3-9% من مجموع السكان أما البلدان الصناعية المتطورة فى كل من أوروبا واليابان والأمريكتين فتتراوح نسبة فئة المسنين بين 12-18%، وهى آخذة بالزيادة إذ أنه من المتوقع أن تصل إلى نسبة 20-25% من السكان بحلول العام 2020، وهذا ما يعرف بظاهرة تشيخ الشعوب
ساحة النقاش