من رحاب الشرائع السماوية السمحاء ، وما أملته على البشر من تمسك بمبادئ إماطة الأذى فى تكاتف وتراحم بين الجميع .
يتبين أن مشكلة الإعاقة من أهم المشكلات التى تحتل مركزاً حيوياً فى برامج تنمية الموارد البشرية ، تلك الموارد التى تعتبر أحد العمد الرئيسية لنجاح خطط الإنماء الإجتماعى والإقتصادى لكونها تتعلق بنسبة تتراوح بين 10% ، 13 % من تعداد السكان الحق فى الرعاية والوقاية للحيلولة دون تفاقم المشكلة وتعقد المعضلة .
وإحساساً بالمسئولية تجاه هذه الشريحة من المجتمع ، وما أعلنه السيد الرئيس محمد حسنى مبارك ، فيما يتعلق بحقوق الطفل عامة لإحاطته بسياج من الحماية وحقوق الطفل المعوق خاصة .... فطفل اليوم هو رجل الغد ، ولا يمكن لأمه أن تؤمن مسيرتها نحو التنمية ما لم تكن معتمدة على أفراد أصحاء خالين من مختلف أنواع الخلل والعجز .
وتطبيقاً للتوصية الرابعة من البحث الميدانى ، الذى تم إجراءه بمعرفة الإتحاد ووزارة الشئون الإجتماعية عن العوامل التى تحد من تشغيل المعوقين والتى دعت إلى الإهتمام بإجراءات الوقاية من الحريق وحوادث المرور وغيرها من أسباب الحوادث حيث تبين أن الحوادث تمثل 15.1 % من إجمالى العينة وأن 93.3 % من حالات البتر سببها الحوادث .
ويكون لى الشرف فى تقديم هذه الدراسة وإعدادها بغرض الإعلام عن مسببات حوادث المنزل والإحتياطات الضرورية لمنع هذه الحوادث أو الحد منها بإعتبارها تمثل نسبة لا يستهان بها فى زيادة أعداد المعوقين .
كل ذلك بدافع من الثقة فى مستقبل سعيد للبشرية ، يثبت سواعد والعزم والإيمان والأمل فى الخير كل الخير ، والسلامة كل السلامة .
" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "
صدق الله العظيم
ماذا يعنى مصطلح الوقاية ؟ prevention
يقصد بالوقاية مجموع التدابير التى تتخذ تحسباً لوقوع مشكلة ، أو لنشؤ مضاعفات لظروف بعينها أو لمشكلة قائمة بالفعل ، ويكون هدف هذه التدابير القضاء الكامل ، أو القضاء الجزئى على إمكان وقوع المشكلة ، أو المضاعفات ، أو المشكلة ومضاعفاتها جميعاً .
وأهم ما فى هذا التعريف أنه يشير صراحة إلى أن الوقاية قد تكون كاملة ،وقد تكون جزئية ... ومن ثم فهو يتفق مع التفرقة التى تتبناها هيئة الصحة العالمية " التابعة للأمم المتحدة " بين الوقاية من الدرجة الأولى والوقاية من الدرجة الثانية والوقاية من الدرجة الثالثة .
وفيما يلى تعريفات كل من هذه المستويات الثلاثة :-
1- الوقاية من الدرجة الأولى prevention primary :-
ويكون هدفه هو منع المشكلة أو الإضطراب من الحدوث أصلاً ، وذلك بإتخاذ التدابير والوسائل الوقائية من العاهات البدنية أو العقلية قبل حدوثها بالقضاء على أسبابها .
2- الوقاية من الدرجة الثانية prevention secondary :-
ويكون هدفها تشخيص المشكلة أو الإضطراب ، والقضاء عليه أو تحسينه بالقدر الممكن فى أقصر وقت ممكن .
3- الوقاية من الدرجة الثالثة Tertiary prevention :-
ويكون هدفها إيقاف تقدم المشكلة أو تعطيل تفاقمها ، رغم بقاء الظروف التى أحاطت بظهورها ، مع العمل التخفيف من خطرها بعد حدوثها لعلاجها وإنقاص عدد المصابين بها .
حجم مشكلة الحوادث وأثرها فى زيادة أعداد المعوقين :-
فى عالم اليوم وفى عالم الغد سمات غالية وبصمات قوية تفرضها المدنية وتحتمها إرادة التطور ونحن نقف حيالها عاجزين ، إذ أنه فى حين يفرض علينا قبولها كسنة من سنن التطور نقبلها ككل ، ونأخذها بكل حسناتها وأضرارها ونعيشها بكل خيرها وشرها .
عالمنا اليوم يتميز بخصائص أهمها الحركة والسرعة وتستلزم الحركة تفوقاً هائلاً فى الماكينة والآلات وتستلزم السرعة تطويراً دائماً فى الأعمال اليومية .
لهذا زاد إستعمال الماكينات والآلات فى المصانع والمنازل وزادت حركة المرور فى البر والبحر والجو ، ومع كل ذلك زاد إستعمال الكيماويات بصورة لم يسبق لها مثيل ، كل ذلك حسنات من فضائل العصر والتطور، ومع كل الحسنات زادت الأخطار التى يتعرض لها الإنسان وكأنما الخير والشر توأمان لا ينفصلان .
ولو أننا سنحاول جاهدين أن نتجنب إغراء الخوض فى إحصائيات وأرقام إلا أننا سنتذكر ما هو ضرورىلإعطاء فكرة واضحة عن حجم مشكلة الحوادث المنزلية ، وحوادث الطرق وضخامتها وخطورة نتائجها عامة وخاصة قاصداً توجيه الأنظار إلى طبيعتها ، ومحاولين إرسال القواعد العامة لعلاجها والتقليل من الخسائر الفادحة بالنسبة للمصابين وعائلاتهم وبالنسبة للإقتصاد القومى .
إن منظمة الصحة العالمية تقول أن 10 % من بنى الإنسان على مستوى العالم يعانون من درجة أو أخرى من درجات الإعاقة ، ومن هذا المنطق فنحن نفترض أنه يوجد حوالى خمسة مليون مواطن يعانون من نوع من أنواع الإعاقة ، وفى بلادنا كما فى كثير من الدول النامية ، فإن حوادث المنزل تعتبر من أهم الأسباب التى تهدد حياة أطفالنا ، وتحد من قدراتهم ، ولكنها رغم ذلك لا تلقى العناية والرعاية المطلوبة فى مجال الوقاية من الإعاقة ، ومن المؤسف أن تكون الحوادذ التى تصيب الأطفال على قائمة أسباب الإعاقة .
أسباب حوادث المنزل :-
لدراسة وحصر هذه الأسباب فى محيط الطفولة علينا دراستها فى إطار (3) محاور هما :-
( الطفل ذاته – البيئة الطبيعية – البيئة الإجتماعية ) .
فالطفل إبتداءً من العام الثانى إلى العام السادس أو الثامن أكثر عرضه للحوادث فهى مرحلة القدرة على المشى ، والحركة ، والمحاولة للإستكشاف واللمس والشم والتذوق بالإضافة إلى الإندفاع ، وقصور الإدراك للأخطار والرغبة فى تقليد الكبار .
والبيئة الطبيعية التى تعرضت للتحضر والتصنع ساعدت على زيادة وإتساع مصادر خطر الحوادث فى البيئة ، التى يعيش فيها الطفل ، فها هى الأدوية والمواد الكيماوية السامة أو الحارقة – الأدوات المنزلية – أسلاك الكهرباء – مصادر الحرارة من لهب وغاز – الأجهزة الكهربائية – الآلات – أجهزة وأدوات اللعب .
أما البيئة الإجتماعية فإن خطورتها تكمن فى الأسرة التى يعيش فيها الطفل ، والتى تعتمد على الأم بإعتبارها أهم مصدر رئيسى لعملية التنشئة الإجتماعية .
دور الأسرة فى حماية الطفل من الحوادث
=========================
الأسرة هى الخلية الأولى التى يولد الطفل فيها ، وينشأ فى كنفها ، وتتحمل تربيته وإعداده للحياة العادية بالمجتمع .
وتعتبر علاقة الأسرة بالطفل ذات أثر كبير على تكوين شخصيته ، وتؤثر مستقبلياً على قدرته فى تكوين علاقات سليمة مع غيره من الناس ، وقد يصاب الطفل بأضرار بالغة حين ينفصل عن أمه خلال الخمس سنوات الأولى من عمره ولو لفتره قصيرة .
وتقع الأسرة فى المكان الأول من بين العوامل التى تتحكم فى تشكيل شخصية الطفل ونموه النفسى والعقلى ، ويتم تأثير الأسرة فى تشكيل السلوك الإجتماعى والنفسى للطفل من خلال عملية التنشئة الإجتماعية فعن طريق هذه التنشئة ، يكتسب الطفل السلوك ، والعادات ، والعقائد والمعايير ، والدوافع الإجتماعية التى تقيمها أسرته والفئة الثقافية التى تنتمى إليها هذه الأسرة ويمكن تحديد دور الأسرة فى رعاية الطفل من خلال النقاط الآتية :-
- الأسرة هى النموذج الأول ، والأمثل للجماعة التى يتعامل الطفل مع أعضائها وجهاً لوجه وتستخدم الأسرة عدة أساليب نفسية وإجتماعية فى عملية التنشئة الإجتماعية تتمثل فى الثوب والعقاب تبعاً لنوع السلوك ، والإستجابة لسلوك الطفل مما يؤدى إلى إحداث تغيير فى هذا السلوك والمشاركة فى الخبرات والمواقف ، وذلك لتعليم الطفل السلوك الإجتماعى وتوجيه سلوك الطفل وتلقينه المعايير الإجتماعية والأدوار والقيم .
- تقوم الأسرة وحدها بتزويد الطفل بمختلف الخبرات أثناء سنواته التكوينية أما المؤسسات الإجتماعية الأخرى كالمدرسة فيبدأ دورها فى مرحلة لاحقة وتتوقف إتجاهات الطفل نحوها بدرجة كبيرة على العلاقات الإجتماعية داخل الأسرة .
- تعتبر الأسرة من أهم العوامل الثابتة فى حياة الطفل ، أما الأصدقاء ورفاق اللعب والمدرسة والمعلمون وغيرها فيكون تأثيرهم أقل من تأثير الأسرة .
- يتيسر فى السرة عمليات الإتصال وإنتقال العادات والإتجاهات من الآباء للأبناء .
ومن المعلوم أن الأم هى أهم مصدر رئيسى لعملية التنشئة الإجتماعية للطفل ، فهى القوة الساندة للأسرة والمجتمع – فذراع الأم يحمى كيان الأسرة ويدها تبنى أسس المجتمعات الثابتة السائرة إلى النمو .
كتبه على النت أيمن جلال محمد عز الدين
ساحة النقاش