أهداف تربية وتأهيل ذوى الإعاقة

إن أهداف البرنامج التربوى التأهيلى للأطفال المعوقين عقلياً هى أهداف تربية وتأهيل غيرهم من الأطفال العاديين , فلابد من أن يتعلم هؤلاء المبادئ الأساسية للمعرفة وأساليب التوافق مع أنفسهم والعمل على الوفاء بالمطالب التى يتطلبها المجتمع الذى يعيشون فيه , إلا أنه يجب تعديل البرامج الدراسية والأنشطة كلما دعت الحاجة لذلك لتتوائم مع صحتهم وإحتياجاتهم .

فالهدف الرئيسى من هذه البرامج مساعدة المعوقين عقلياً فى حدود ما لديهم من قدرات وإمكانات وفى ضوء خصائصهم وإحتياجاتهم ليصبحوا مواطنين صالحين منتجين وعتمدين على أنفسهم فيتحولون بذلك إلى فئة منتجة بدلاً من أن تكون عالة على أسرهم ومجتمعاتهم .

وهكذا فإن أى برنامج لتربية وتأهيل المعوقين عقلياً يجب أن يوجه نحو تحقيق الأهداف التالية :-

   التوافق الشخصى .

   التوافق الإجتماعى .

   التوافق المهنى .

والأهداف الثلاثة السابقة لا يمكن تحقيقها بطرقة مستقلة ، بخبرات مباشرة مخصصة ، يعمل كل منها على تحقيق هدف واحد معين , ولكن البرنامج بأكمله وبكل ما يتضمنه من خبرات فى الصف الدراسى أو الملعب أو الورشة ، يعمل على تحقيق هذه الأهداف مجتمعة فهى جميعاً خبرات ستكون المحور المتماسك للبرنامج بأسره فالمهارات الأكاديمية مثلاً لا يمكن أن تعتبر هدفاً فى حد ذاتها ولكنها تعتبر أدوات تمكن الطفل من الوصول إلى تحقيق الأهداف الأساسية للبرنامج بأكثر سهولة ونجاح .

أولاً .. مجال النمو والتوافق الشخصى :

يعنى النمو والتوافق الشخصى كل ما يعزز شعور الطفل بقيمته الذاتية واستقلاله ووجوده الشخصى ، ويمكنه من التوجيه الذاتى والإعتماد على نفسه بقدر استطاعته وذلك عن طريق :-

    تعلم وممارسة المهارات الإستقلالية الأساسية واللازمة للعناية الذاتية والإعتماد على النفس فى الملبس والمأكل وقضاء الحاجة والنظافة الشخصية واتقاء الأخطار وتجنب الحوادث .

    اكتساب المهارات الحركية ومساعدة الطفل على التحكم والتآزر الحركى وتحسن قدرته على الإنتباه والتركيز والإنتباه الحسى .

          اكتساب وممارسة بعض مهارات النمو اللغوى ومساعدته على إدارك المعانى والمفاهيم اللغوية .

    تنمية المهارات اللغوية لدى الطفل وقدرته على التطبيق والكلام وتشجيعه على الإتصال اللفظى والتفاهم مع الآخرين .

    اكتساب المهارات الأساسية اللازمة لممارسة مهارات الحياة اليومية
, كإدراك الوقت والزمن ومهارات التنقل واستخدام المواصلات والتعامل بالنقود والأرقتم والإتصال بالآخرين واستخدام مسميات الأشياء والتمييز بينها .

          تعلم العادات الصحية السليمة وممارستها لتمكينه من الحفاظ على صحته .

    تدعيم الصحة النفسية للطفل ومساعدته على الضبط الإنفعالى وتقبل ذاته والثقة بنفسه وإظهار الإنفعالات المناسبة .

          تنمية قدرته البصرية والسمعية والحركية والعضلية واكسابه بعضاً من المهارات اللازمة لشغل وقت الفراغ .

ثانياً .. فى مجال النمو والتوافق الإجتماعى :

ويعنى هذا المجال تأهيل المعوق عقلياً للحياة الإجتماعية وممارسة الدور الإجتماعى وذلك عن طريق :

    تنمية مهاراته الإجتماعية ومقومات السلوك الإجتماعى ، كإحترام العادات والتقاليد وآداب الحديث والسلوك والتعاون ومراعاة مشاعر الآخرين والحفاظ على ملكية اآخرين والملكية العامة وتحمل المسئولية إزاء تصرفاته وأفعاله .

    توسيع نطاق خبراته الإجتماعية وتشجيعه على تكوين علاقات إجتماعية طبية ومثمرة مع الاخرين وذلك بتهيئة المواقف الإجتماعية المناسبة والمتكررة للإندماج مع الآخرين ومشاركتهم الأنشطة المختلفة والتفاعل الإيجابى معهم .

           تشجيع الطفل على التكيف مع مختلف المواقف والظروف التى يواجهها وحسن التصرف فيه .

    علاج الإضطرابات السلوكية ومظاهر السلوك المضاد للمجتمع لدى المعوقين عقلياً كالعدوانية والعمل إلى إيذاء الآخرين والعادات غير المقبولة .

    تنمية مهارات السلوك الإجتماعى كتقبل الآخرين والتعاون والمساندة وتبادل الأخذ والعطاء والمشاركة الإجتماعية .

ثالثاً .. التوافق المهنى :

بعد تأهيل المعوقين عقلياً للحياة العملية ومساعدتهم على تحقيق استقلاليتهم واكتفائهم الذاتى من الناحية الإقتصادية بشكل جزئى أو كلى , وطبقا لما تسمح به استعداداتهم ، من أهم الغايات التى تسعى البرامج التربوية والتأهيلية إلى تحقيقها وذلك عن طريق :-

          الكشف عن استعداداتهم المهنية وتعريفهم بأسماء المهن والوظائف والأدوات المستخدمة فى كل منها .

          التدريب على عمل ما أو مهنة مناسبة تتوافق مع ميولهم وقدراتهم وتنمية مهارات الأداء اللازم لها .

          اكسابهم العادات والإتجاهات المهنية الملائمة لهم والسلوك المهنى المقبول ومهارات الحفاظ على المهنة .

          السعى لدى الجهات المختصة لتوفير فرص العمل والتشغيل .