قال تعالى " فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين" (البقرة:24)، وقال عز وجل " فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا" (الإنسان:11)، وقال سبحانه وتعالى " الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين" (آل عمران: 168).
كثيرة هي الآيات التي وردت في القرآن الكريم وتدل على الوقاية أو معناها، وهذا بالطبع يبين فريضة الوقاية وتوخي الحذر والانتباه على بني الإنسان، والابتعاد عن الذنوب والمعاصي والمخاطر التي توجب إنزال العقاب من الله عز وجل، قال تعالى " وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين" (البقرة: 195).

وقد عني الإسلام برعاية الضعفاء والمرضى والمعوقين منذ بدء الرسالة ورسم دستوراً للعمل الاجتماعي الذي يضمن حقوقهم أسوة بالأصحاء من أتباع الرسالة، واكبر دليل عل مدى حرص الوحي الإلهي بأتباع الدين الجديد ما ورد من عتاب صريح لنبي هذه الأمة بسبب الصحابي الجليل عبدالله بن أم مكتوم حين قال الله تعالى "عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى" (عبس: 1-4).  وقد نتج عن هذا الدستور الاجتماعي مظاهر للتكليف والحقوق والواجبات للفئات الضعيفة من المؤمنين حيث قال عز من قائل " ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج…. الآية" (الفتح: 17)، وقال تعالى " ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم" (التوبة: 91

وتأتي الوقاية من أسباب الإعاقة من أولويات التنظيم الإسلامي لرعاية الأبناء حيث أوجب رعاية الأم الحامل وبين حقوق الرضاعة للمولود، وحبب في اختيار الأسماء المناسبة المبشرة والابتعاد عن الأسماء المنفرة. كما بين أساليب الطهارة والنظافة التي تضمن بقاء الصحة تاج على الرؤوس. ومن ضمن هذه الحدود ما وضع من مبادئ ونظم لحماية المجتمع من الأمراض المزمنة والإعاقات التي تحد من فاعلية الفرد المسلم.

 الوقاية في اللغة بمعنى الصون والسترة عن الأذى، أي حفظ الشيء من التلف أو الآفات الضارة، وحماه منها، قال تعالى "فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا" (الإنسان:11)، وقال عز وجل " فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم" (الطور:18)، وقال تعالى " لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم" (الدخان: 56)، أي حماهم وستر عنهم عذاب النار. وقال رب العزة والجلال " والله جعل لكم مما خلق ظلالاً وجعل لكم الجبال أكناناً وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم… الآية" (النحل: 81)، ويقول عز وجل " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة… الآية" (التحريم: 6)، بمعنى صيانتهم وسترهم عن نار جهنم.
 وقد وردت كلمة وقاية في القرآن الكريم بألفاظ عدة وفي مواضع كثيرة لتؤكد فريضة حماية الإنسان لنفسه ومن يعولهم من جزي الدنيا وعذاب الآخرة، وأن السبيل إلى ذلك هو تجنب المعاصي وترك الشهوات والالتزام بأوامر الله وطاعته والتقرب منه في السر والعلن، قال تعالى " إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً فقنا عذاب النار" (آل عمران: 190-191).
 وتعرف الوقاية اصطلاحاً بأنها مجموعة الإجراءات والخدمات المقصودة والمنظمة، التي تهدف إلى الحيلولة دون/ أو الإقلال من حدوث الخلل أو القصور المؤدي إلى عجز في الوظائف الفسيولوجية أو السيكولوجية، والحد من الآثار السلبية المترتبة على حالات العجز، بهدف إتاحة الفرصة للفرد لكي يحقق أقصى درجة ممكنة من التفاعل المثمر مع بيئته، بأقل درجة ممكنة من المحددات، وتوفير الفرصة له لأن يحقق حياة أقرب ما تكون إلى حياة العاديين. هذا يعني أن إجراءات الوقاية من الإعاقة لا تقتصر على الحيلولة أو التقليل من احتمالات حدوث الإصابة وحسب، بل يجب أن تشتمل على إجراءات أخرى للحيلولة دون تطور الإصابة إلى حالة من العجز، أو تطور العجز إلى حالة من الإعاقة. وعلى هذا الأساس فإن إجراءات الوقاية قد تكون ذات طابع طبي أو اجتماعي أو تربوي أو تأهيلي .

المصدر: إعداد الدكتور/ أسامة بن حسن محمد معاجيني الأستاذ المشارك ورئيس قسم التربية الخاصة بكلية المعلمين في محافظة جدة
FAD

لاتحاد النوعى لهيئات رعاية اللفئات الخاصة والمعاقين

  • Currently 64/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
21 تصويتات / 335 مشاهدة

ساحة النقاش

FAD
الاتحاد النوعى لهيئات رعاية اللفئات الخاصة والمعاقين هيئة ذات نفع عام لا تهدف لتحقيق ربح تأسس الاتحاد عام 1969 العنوان 32 شارع صبرى أبو علم – القاهرة الرمز البريدى 11121 ت: 3930300 ف: 3933077 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,505,100

مشاهير رغم الإعاقة