<!--<!-- /* Style Definitions */ p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal {mso-style-parent:""; margin:0in; margin-bottom:.0001pt; text-align:right; mso-pagination:widow-orphan; direction:rtl; unicode-bidi:embed; font-size:12.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-font-family:"Times New Roman";} @page Section1 {size:595.3pt 841.9pt; margin:1.0in 1.25in 1.0in 1.25in; mso-header-margin:.5in; mso-footer-margin:.5in; mso-paper-source:0; mso-gutter-direction:rtl;} div.Section1 {page:Section1;} --><!--

بسم الله الرحمن الرحيم

محراث الثورة

كيف نعالج حرثه ؟

بقلم / عصام الدفراوى

 

كانت ثورة 25 يناير محراث فجَّجَ وأجَّجَ كل مَعِيب بمصر ، فجَّجَ الفساد فى مؤسساتها كما فجَّجَ رؤى وأفكار منحرفة أو متطرفة أو متشددة ، وبات كلٌ لا يجد غضاضة ولا صعوبة فى أن ينشر رأيه أو فكره ، بل ويسعى – أحيانًا - إلى تطبيقه ولو باستخدام القوة أو الضغط . 

هذا التقديم لا يقتصر فقط على أحداث كنسية إمبابة ، وإنما يشمل جميع الأحداث التى شهدتها مصر منذ اندلاع الثورة حتى الآن ، ولكن لما كانت أحداث كنسية إمبابة - التى شهدت مقتل 12 شخص وإصابة أكثر 260 آخرين – مازالت قائمة حتى الآن فقد أوليت اهتمامًا بها ، خاصة وأنها حادثة أيديولوجية قاسمة للمجتمع المصرى ، للحد الذى تنبأ معه البعض باحتمال نشوب حرب أهلية .

لذلك فإننى أرى الأزمة من خلال النقاط الآتية :


أولاً : لست مع من ينسبون هذا الحدث إلى ( فلول الحزب الوطنى ) ، حتى وإن كانوا ممن ساعدوا على تفاقم الحادث ، لأن السبب الحقيقى فى هذا الحادث سبب موجود وقائم من قبل الثورة .


ثانيًا : لست معيبًا على محراث الثورة الذى أجَّجَ أسباب هذا الحادث ، لأنها من الإشكاليات الهامة التى كان يجب معالجتها من قبل .


ثالثًا : لابد أن نفهم وندرك أن من أولويات الثورة المصرية معالجة جميع أوجه وأشكال الفساد والانحراف والتطرف والتشدد .


رابعًا : لست مع إنهاء هذه الأزمة بنفس المنهج السابق ، من خلال الغرف المغلقة ، ليخرج لنا من يقول : ( أنه تم وأد الفتنة الطائفية ) و( المسلمين والمسيحيين ايد واحدة ) .


خامسًا : إن تبديل الدين ( الردة أو الإرتداد ) فى الإسلام أمر جلل ، فكان حكم المرتد فيه ( القتل ) ، وكذلك فى المسيحية ، فكيف لنا أن نتغنى بحرية العقيدة ، وننادى بأن كل واحد حر : ( للمسلم أن يعتنق المسيحية ، وللمسيحى أن يعتنق الإسلام ) ، فلا المسلمون تاركوه ولا المسيحيون مخرجوه .

سادسًا : لابد من الوقوف الجاد والصحيح على الأبعاد الحقيقية للأزمة ، من خلال تحديد الآراء الفقهية عند كلا الطرفين ( مسلمين ومسيحيين ) ، والموازنة بينهما للوصول إلى ( قانون ) ينظم حرية اعتناق الأديان ، وهذا فى نظرى ليس مستحيلاً .

فهيا يا علماء وفقهاء ثورة 25 يناير اجتهدوا . اجتهدوا ولا تسمحوا لأنفسكم ولا لغيركم أن يسلك مسلك النظام السابق ، وإلا ستكون منكم دعوة بعودته وجهاز أمن دولته مرة أخرى .

 

 

ساحة النقاش

عصام عبدالعزيز الدفراوى

EsamAldefrawy
للعلم فوائد تَعْظٌم كلما عالج مشاكل الواقع . ولابد من قراءة جيدة للواقع لتحديد المشكلة والأسباب المؤدية لها ، ثم البحث عن سُبل التصدى لها ... إن الله عز وجل لم يفرض علينا العلم لنكنزه أو نتباهى به وإنما لنعمل به . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

150,711