جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
من مشاكل الواقع :( الفتاوى غير الناضجة )
رؤية : عصام الدفراوى
من الثوابت فى علم الفقه : أن الفتوى - وليس الحكم الشرعى - تتغيّر بتغيّر الزمان والمكان . وكذلك ما يسمى بـ ( فقه النوازل ) ، والنازلة هى من شدائد الدهر تنـزل بالناس أو الوقائع والمسائل المستجدة والحادثة ، أو معرفة الحوادث التي تحتاج إلى حكم شرعي . يقول ابن القيم –رحمه الله- في إعلام الموقعين: "الفائدة الحادية عشرة : إذا نزلت بالحاكم أو المفتي النازلة فإما أن يكون عالماً بالحق فيها أو غالباً على ظنه بحيث إنه استفرغ وسعه في طلبه ومعرفته أو لا ، فإن لم يكن عالماً بالحق فيها ولا غلب على ظنه لم يحل له أن يفتي ولا يقضي بما لا يعلم". والحوادث : يراد بها الشيء الذي يقع على غير مثال سابق(1) .
وعليه أقول : أن الأحداث الحالة بمصرنا ( الثورة المصرية وتوابعها ) تعتبر من الحوادث غير المألوفة على فقهائنا الحاليين ، ولا أعنى بذلك أنهم غير قادرين على التصدى لها ، وإنما أنصح بالآتى :
أولاً: عدم التسرع بالفتوى :
أقصد ضرورة التشبع بالحدث والإحاطة بكل جوانبه قبل الإفتاء بصدده ، وقد رأينا عدم الدقة حين استعجل بعضهم الفتوى قبل أن تتهيأ لديه كل معطيات الحدث ، فصدرت الفتوى غير الناضجة . كما أنصح المتلقى بسعة الصدر تجاه علماء الأمة ، وعدم الضغط لابتزاز الفتوى ، فى الحدث الواقع .
ثانيًا : ضرورة الافتاء الجماعى :
فمن الأفضل حاليًا - فى نظرى - أن تكون الفتوى جماعية ، فأحداث الثورة التى تمر بها البلاد حاليًا هى أحداث غير مألوفة وغير مستقرة ، وغالبًا ما تولد آراء متعددة ومختلفة بشأنها . لذلك كان الإفتاء الجماعى بصددها أولى وأفضل .
هذا والله تعالى أعلى وأعلم .
ساحة النقاش