بقلم / عصام الدفراوى

جعلونى متسولاً ؟؟؟

من مساوىء النظام السابق – فيما كان يسميه انتخابات - : أن تسوَّلْنا الثقة والحق . حيث فرض على المرشح أن يتسول أصوات الناخبين وثقتهم فيه ، وفرض على الناخبين أن يتسولوا حقوقهم منه ، فجعله يستعطفهم اليوم ليستعطفوه الغد . بلادة وامتهان ... بلا جدوى .

لقد كان المرشح - فيما مضى - يعانى معاناة قاسية ، يبذل الجهد والمال والماء ولا ثناء ، فإذا ما نجح وجد نفسه جثة هامدة لا طاقة لها . وأنَّى له وقد نفذت دعاياته فى ادعاءاته ، ووراحت شخصيته فى تنازلاته ... إن المنطق يُوجب على من بذل الجهد أثناء ترشيحه أن ينعم بالراحة بعد انتخابه ، فلا يُعقل أن يتعب كي يتعب ، وعلى من بذل المال أن يسترده ، فلا يُعقل أن يدفع كي يخدم ، وأن من استذل نفسه لا يُرجى منه خيرًا ، فلا يُعقل أن يبيع نفسه ويشترى غيره ...


أعتقد أن مرشحًا – فى السابق - لم ينجح إلا بإحدى ثنتين ، أو بهما معًا : أولهما : المساندات الشخصية . والثانية : ماله . فإن كانت الأولى فهى تعنى أنه غير مدين إلا لمن سانده . وإن كانت الثانية فهى تعنى أنه غير مدين لأحد على الإطلاق ، وفى كلاهما براءة من أية مساءلة شعبية .


والآن لم يعد لهذه أو تلك مجال ، لأن المجال الوحيد لنجاح المرشح يجب أن يكون من خلال إرادة شعبية حقيقية ، دون تسول ولا عطية ، إرادة رأت بنفسها فيمن انتخبت الصلاح وتوقعت منه الإصلاح وظنت به خيرًا .

لذلك لابد – فى نظرى – أن نؤسس مبادىء وقيم معينة تصحح ما فات وتثمر ما هو آت ، منها : أن يبتعد المرشح عن أية مساندات أو تربيطات أو دعوات شخصية ، وإنما فقط مؤتمرات عامة منظمة ومعلنة تحفظ له كرامته وللناخب حياءه ، وكذلك لا يجب على المرشح أن يتحمل – بصفة فردية – بأعمال الدعاية الانتخابية أو أي من مصروفاتها ، وعليه - بمجرد الإعلان عن ترشيحه - تقديم إقرار ذمة مالية مفصّل ، إضافة إلى ضرورة توفير آلية مناسبة تُمَكّن الناخبين من الإطلاع - أول بأول – على نشاط نائبهم ومشاركاته البرلمانية أو المحلية ...

بذلك ننتخب نائبًا قويًا موفور الطاقة مدين للجميع على سواء بالعمل وبذل الجهد والسعي لتحقيق طموحاتهم وآمالهم نحو غد مشرق ، فلا يستعطفنا ولا نستعطفه ، لا نتسول حقوقنا منه ولا يتسول هو ثقتنا فيه .

وهنا يستقيم أن نقول له كما قال الشاعر العظيم محمد إقبال ( عليه رحمة الله ) :

         أنت عبدالله فالزمْ *** ليس للحُرِّ تحوُّلْ

ما سوى عز العبــــــــوديــة لله تســوُّلْ


ساحة النقاش

عصام عبدالعزيز الدفراوى

EsamAldefrawy
للعلم فوائد تَعْظٌم كلما عالج مشاكل الواقع . ولابد من قراءة جيدة للواقع لتحديد المشكلة والأسباب المؤدية لها ، ثم البحث عن سُبل التصدى لها ... إن الله عز وجل لم يفرض علينا العلم لنكنزه أو نتباهى به وإنما لنعمل به . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

147,041