اذا كانت دائرة الانفرتر قادرة على التحكم فى سرعه محرك المصعد الا انها تبدو عقيمه وغير ذات جدوى عندما نريد السيطرة على الحموله وإدارتها نظرا لخصوصيه التصميم الميكانيكى للمصعد وتداعيات اختلاف حالات اتجاه تحريك الحمل والاتزان لذا نحاول هنا عرض الاشكاليات وطرق المعالجه والتى بدونها يصاب الانفرتر بالفشل فى قيادة المصعد
الاشكالية
ان التحكم فى تغيير التردد يؤدى الى تحريك المحرك بسرعه معينه الا ان الامر برمته لا يعد انجازا فى حد ذاته الا بتحقيق جدوى من تحريك المحرك نفسه بمعنى ان نحصل على فائده او انتاجيه والتى تكون عبارة عن تحريك حموله الركاب بين الطوابق بشكل آمن على الركاب والمكونات ولكن هنا سنواجه بعض العقبات الناتجه عن ميكانيكيه التحرك من جهه وطبيعه التصميم الميكانيكى الخاص بالمصعد من جهه اخرى مما قد يؤدى الى فقدان السيطرة على الحموله فى بعض الاحيان بعكس نظام السرعتين او السرعه الواحده الذى يسهل فيه السيطرة على الحموله المقننه بالتدوير على سرعة المحرك القصوى ودخول الفرمله الميكانيكيه عند اللزوم
بالنظر الى حركيه الاجسام وما ينشا عنها من طاقه وتأثير الكتله فإننا نستدعى هنا مفهوم علمى يسمى القصور الذاتى وهو ما تناوله نيوتن بالدراسه ويدور حول حاله الجسم فيما بين الحركه والسكون فالاجسام تحافظ على حالتها فالساكن يبقى ساكنا والمتحرك يبقى متحركا الا اذا حدث تدخل بتأثير ما يغير من حالتها
عندما تكون عربه المصعد متوقفه (حاله سكون) فإننا نحتاج الى طاقه تجبرها على الحركه ومقدار هذه الطاقه يتوقف على كتلة هذه العربه وبالعكس عندما تكون هذه العربه متحركه ونريد توقيفها سنحتاج الى تأثير يجبرها على التوقف ولكن يتدخل فى حالة المصعد فى كلا الحالتين تأثير آخر لا يمكن اغفاله والذى يتعلق باختلاف حاله الحموله وفرق الوزن بين العربه والثقل المعاكس فى كل حاله واختلاف اتجاه الحركه
بفرض اننا نريد التحريك فى اتجاه الصعود او النزول والعربه بها نصف حموله الركاب سنكون بصدد حاله اتزان والتحريك او الايقاف يسهل السيطرة عليه ميكانيكيا
لكن ليست هذه الحاله مستمره فأحيانا اخرى يكون هناك خلل فى الاتزان فقد يكون العربه والركاب اقل او اكبر من وزن الثقل فعند تحريك العربه فارغه لأعلى يكون اسهل من نزولها ونزولها بكامل الحموله اسهل من صعودها الا اننا لسنا بصدد التحريك الاختيارى فى الاتجاه الذى يتطلب طاقه اقل مثل نظام الوصول لاقرب طابق عند انقطاع التيار او التحريك اليدوى ولكننا مجبرين على التحريك فى اتجاه ما اعتمادا على قرار نظام التحكم فربما نكون مضطرين الى طاقه اكبر لإجبار العربه على التحرك او التوقف فى ظل وجود فرق فى الوزن بينها بين الثقل يسبب قوه معاكسه
اذا لم نوفر حلا لهذه الاشكاليه ستتحرك العربه رغما عنا فى الاتجاه المعاكس او تنزلق مدفوعه بطاقه الحركه والقصور الذاتى وغلبه الوزن على نفس اتجاه الحركه عند التوقف
ما دخل الانفرتر بهذه الامور
اذا كان تحريك مصعد بدون انفرتر لا يواجه هذه العقبات ألا يعد هو الافضل من نظام الانفرتر فى هذا الخصوص ؟
ان التحريك بدون انفرتر يجبر الحموله على التحريك او التوقيف فى اى اتجاه ولكن يعاب عليه تغيرات الانتقال حيث يوجد نتع فى بدايه الحركه على السرعه العاليه وشعور بالانتقال او القفز بين السرعتين والارتجاج النسبى عند التوقف وهى مشكلات تم التغلب عليها بالانفرتر عن طريق التسارع فى بدايه الحركه والتباطؤ قبل التوقف ولكن ظهرت مشكله فقدان السيطرة على الحموله اثناء العمل فى مرحلتى التسارع والتباطؤ نظرا لتحريك الحموله بترددات صغيره جدا تبدأ من صفر هرتز عند بدايه التسارع وقبل التوقف وتكون احيانا 5 هرتز عند نهايه التباطؤ
ان صفر هرتز يعنى ان الفرمله الميكانيكيه مفتوحه ولكن المحرك لم يتحرك بعد لذا فمن المرجح ان يتغلب تأثير القوه المعاكسه نتيجه غلبه فرق الوزن فيتحرك المصعد فى عكس الاتجاه المطلوب ليس هذا فقط ولكن قد يخرج الانفرتر تغذيه لتحريك المحرك مما يسبب تعارضا كهربي كما انه فى عمليه التباطؤ يخرج تغذيه مناسبه للتحريك ولكن غلبه فرق الوزن تؤدى الى اندفاع للحموله فى نفس الاتجاه أو تحرك الحموله فى الاتجاه المعاكس
الحل
اذا كانت الفرمله الميكانيكيه مانعه لتحرك الحموله تحت تأثير غلبه فرق الوزن بعد توقف المصعد فماذا نفعل لتجنب هذا التأثير اثناء تحريك المصعد؟
يكمن الحل هنا فى وجود فرمله كهربيه تضمن استقرار الحموله عند بدايه التشغيل وقبل التوقف وهى عبارة عن تأثير كهربى يمنع تدوير محرك المصعد فى اتجاه معاكس للاتجاه المطلوب للتغلب على فرق الوزن والقصور الذاتى وإذا اضفنا هذه الفرمله الى نظام الاتفرتر ستزيد من مزايا تفقوقه على نظام السرعتين
هل يمكن اضافه هذه الوظيفه الى نظام الانفرتر؟
بالطبع تتوافر هذه الفرمله الكهربيه فى انظمه الانفرتر وتكون مدمجه معها ولها متغيرات خاصه بها فى البرمجه للحصول على اداء مناسب لها
للحصول على فرمله كهربيه يقوم الانفرتر بحقن تيار مستمر فى ملفات المحرك فيمنع تدويره فى اتجاه ما بنسبه معينه عند تردد معين ولزمن معين اما فى حاله التباطؤ يتم تقليل التسارع وحقن التيار المستمر تدريجا مع مراقبه الجهد لهذا التيار المستمر حتى يصل لمستوى معين
ننوه هنا على اهميه وجود مقاومه الكبح الخارجيه الملحقه بنظام الانفرتر لأنها تساعد على حمايه الانفرتر من التلف الناتج عن عوده الطاقه الكهربيه اليه مرة اخرى والناتجه عن اداء المحرك كمولد كما فى حالة التباطؤ حيث يقوم المعالج بتفعيل ترانزستورات مخصوصه لتمرير هذه الطاقه عندما تصل الى مستوى معين واخراجها من الانفرتر ثم تقوم هذه المقاومه الخارجيه على تبديد هذه الطاقه ولكن فى بعض الانظمه الاكثر تطورا يتم استثمار هذه الطاقه وعدم تبديدها بعد تصريفها داخل بشكل آمن
خاتمه
ان تفسير ظاهرة عدم السيطرة على الحمل عند تركيب انفرتر على نظام كان يعمل بدون انفرتر بشكل جيد او تغيير انفرتر او عند تركيب نظام جديد بانفرتر يكمن فى عدم الضبط الصحيح لقيم متغيرات الفرمله الديناميكيه المدمجه فى الانفرتر والتى بدورها اعادت الانفرتر الى منصه التتويج متخطيا نظام السرعه الواحده او السرعتين.