كيف استطاعت التقنيات المتروكه تحريك المصعد بدون كهرباء

فى موضوعنا الحالى سنتناول التقنيات التقليديه والتى لم نعد نلقى لها بالا فى هذه الايام وكيف كانت قادرة على تشغيل المصعد بدون كهرباء فى الماضى

بالرجوع الى تدوينه المكونات الاساسية اللازمة لتركيب مصعد والتى فى نهايتها توصلنا الى ان مكونات المصعد الاساسية:

‏العربه‏ 

مسار الحركه (البئر)‏ 

اداه التحريك (المحرك) 

نظام التحكم والتشغيل‏ 

نظام التأمين والحماية

تناولنا من هذه المكونات العربه والاضافات التابعه لها ثم البئر ومحتوياته الميكانيكيه مثل الدلائل والثقل والحبال ومخمدات الحركه والابواب بالتالى اصبح لدينا منظومه مرتبطه ببعضها جزء منها ثابت فى مكانه والاخر ينبغى ان يكون متحركا حتى يستخدم فى النقل بين الطوابق

بالتالى يجب توفير وسيله تمتلك القدرة على تحريك هذه المنظومه بحيث تكون قادرة على التحرك فى الاتجاهين اى صعودا وهبوطا وتمتلك خاصية عدم انعكاس اتجاه الحركه الا بعد التوقف وفى نفس الوقت تستطيع تحمل جميع الاحمال وتحريكها وتكون لديها القدرة على تثبيت وقوف العربه فى مكانها عند التوقف الى حين بداية تشغيل اخرى

عمليا وحين تطبيق هذه المبادئ النظريه على ارض الواقع حسبا للامكانات المتاحه فى بدايات عصر المصاعد فلم تكن هناك محركات كهربية كالمنتشرة حاليا لدرجه اننا فقدنا القدرة على تصور امكانية تشغيل المصعد بدون كهرباء سواء من مصدر تغذيه مباشر او بواسطه تيار مخزون فى بطاريات

ولكن وجدت وقتها تقنيات تستخدم لانتاج حركه بطريقه يدويه او بما يعنى تدخل الانسان فى انتاج الحركه بعكس الوضع الحالى فليس للانسان فيه اى تدخل الا فى بعض حالات الطوارئ

كانت ولا تزال تقنيات الروافع التقليديه تستخدم فى رفع الاغراض فكان من الطبيعى ان تستغل فكرة الروافع اليدويه فى تشغيل المصاعد

بدأت اولى خطوات تحرك المصعد باستخدام الرفع المباشر الناتج عن لف حبل التعليق على جسم دورانى بتحويل الحركه الدورانيه الى ازاحه رأسيه للعربه عن طريق تقصير طول الحبل عند لفه على الطارة فترتفع العربه وعند فكه عن الطارة يطول الحبل فتنخفض العربه 

رافعة يدويه تقليديه

ولكن كان هناك معوقات لاستمرار هذه الطريقه منها لزوم وجود شخص او مجموعه اشخاص بجوار اداه التحريك لتدويرها يدويا لاحتياجها الى طاقه بدنيه تتناسب مع مقدار الوزن المرفوع كما كانت هذه الطريقه قابله للافلات من قبضه اليد خصوصا مع الاحمال الثقيله مما يؤدى الى عكس الحركه اثناء التشغيل وهروله العربه بسرعه مرتفعه نظرا لعدم وجود كوابح (فرامل) توقف وتثبت العربه عند ترك تحريك الطارة

تحريك المصعد بطريقه الروافع التقليدية

كان من المفروض ايجاد نظام يحتاج الى طاقه بدنية اقل ويتمتع بالكبح الميكانيكى وبتتبع الحلول عثرنا على الحل الامثل فى طرق نقل الحركه المشروطه مثل تلك التى فى المسننات الدائرية (التروس) بحيث يكون هناك ترس للقياده عندما يتم تدويره يحرك معه ترس

آخر وعند توقف الاول يتوقف الثانى 

سيتم تركيب نظام الكبح الميكانيكى على الترس الاول ويتم تركيب الحمل على الترس الثانى بالتالى نكون قد امتلكنا نظاما يقى ضد الافلات من اليد اثناء التدوير لوجود فرمله ميكانيكية لان لف الحبل او فكه من على الطارة مشروط بتدوير الترس الاول مما يساعد ايضا على توقف العربه على الدور حتى يحين تشغيلها من جديد

بقى لنا مقدار الطاقه البدنيه وطبيعه التواجد بجوار المحرك فعند التعامل مع التروس من حيث قوة التحريك وكذا السرعه افترض وجود ترس كبير واخر صغير عند تحريك الترس الكبير والغير مقترن بحمل ولكنه متداخلا مع الترس الصغير الذى اقترن بالحمل سيكون مقدار الطاقه اللازمه لتحريك الحمل يتناقص بزياده قطر الترس الاول وتزيد السرعه بزياده قطر الترس الاول فيما يشبه نظام تشغيل الدراجه الهوائيه بواسطه المسننات وناقل الحركه (الجنزير)

نظام قيادة الدراجه الهوائية

مما دعى الى نقل نفس الفكرة الى النظام الميكانيكى لتحريك المصاعد ولكن يتم ربط الترسين مع بعضهما مباشرة بدون ناقل حركه

قيادة المصعد بطريقه تقليديه بواسطه التروس

وللتغلب على حتمية وجود شخص بجوار المحرك لقيامه بالتدوير اليدوى لهذا النظام تم وضع طارة بها مجرى ويتم وضع حبل على هذا المجرى ويتدلى هذا الحبل الى البئر ويتم التحريك من العربه نفسها او اى طابق بشد هذا الحبل فى اتجاه معين للرفع والاتجاه الاخر يكون للنزول ومنعا لانزلاق الحبل اثناء شده يتم عمل خطوط فى مجرى الطارة تعمل على ايجاد نسبه تعشيق بين الحبل والطارة وجدير بالذكر ان هذا الحبل وهذه الطارة هى للقياده فقط اما التحميل يكون على حبل التعليق ألذى يلتف على طارة التحميل

استخدام طارة كبيرة لتحريكها بواسطه حبل فى قيادة المصعد

تعشيق الحبل مع طارة القيادة

بالتالى يكون من السهوله قياده المصعد بطاقه بدنيه اقل وفى نفس الوقت ستتم القياده من اى مكان سواء من داخل العربه او من خارجها

وجود حبل القيادة فى كامل مسار الحركه ويتم شده من خلال فتحه باب العربه

اصبح الامر هنا اشبه بطريقه رافعه السلسله اليدويه (بلانكو) حيث توجد سلسله للقياده واخرى للتحميل مع توافر نفس الفرضيات الموضحه اعلاه فى نظام التروس والفرمله

رافعه السلسله اليدويه التى نستخدمها اثناء تركيب بعض مكونات المصعد 

كانت فى الماضى نظام قيادة المصعد نفسه

نظرا لان النظام وقتها كان يعتمد فقط على الطاقه البدنيه لذا كان من اللازم تخفيف وزن العربه وكذلك تخفيف حمولتها عن طريق استخدام خامات خفيفه نوعا ما فى تصميم العربه كالخشب وتقليل اتساع العربه ليقلل قدرتها الاستيعابيه للاشخاص اما عن وسائل التأمين فكانت متمثله فى نظام الكبح لمنع التحرك حين الحاجه الى الايقاف الاجبارى

فتح الفرمله من بواسطه حبل

ولكن لتأمين التحميل تم استخدام حبال من الفولاذ المجدول يتوافق عددها مع مقدار الحمل

ولتأمين السقوط الحر عند انقطاع الحبال تم استخدام زراعين يتم تركيبهما فى اعلى العربه ويتم ربط حبال التعليق فيهما بحيث عندما توجد الحبل ترفع الزراعين لاعلى وعند عدم وجود الحبل او انقطاعه يتم نزول الزراعين لاسفل ويتم تعشيقهما فى دليل الحركه منعا لسقوط العربه سقوطا حرا وكانت هذه النظام اولى خطوات تطوير منظم السرعه المعروف حاليا بالبراشوت

تأمين العربه ضد السقوط الحر عند قطع الحبال 

بواسطه زراعين يتم احكام تعشيقهما مع الدلائل

كان هذا النظام فى وقتها قادرا على قيادة المصعد بدون كهرباء ولكن يعاب عليه استخدام الطاقه البدنيه ومقدار الوقت المستهلك فى التحريك وجود هذه العيوب فى ظل ركون الانسان الى الراحه اصلا ووجود كثافه زائده لاعداد مستخدمى المصاعد  وزيادة ارتفاع المبانى جعلت مثل هذه الطرق اليدويه غير مناسبه للاستمرار فى تشغيل المصعد فكيف كانت الحلول هذا ما سنتعرف عليه فى الموضوع التالى ان شاء الله

م/اسامه سيف