هل صارت شاشات اللمس التفاعليه ترقيه حتميه لقيادة المصعد ؟

يتناول موضوعنا الحالى المراحل التى ادت الى ان تكون الشاشات فاعله فى نظام تحكم المصاعد حيث بدأت كتطور لعرض حاله النظام ثم ارتقت الى ان تكون احد مفردات القياده

من المؤكد ان نظام التحكم فى المصعد يتكون من ثلاثه مراحل وهى المدخلات ثم المعالجه ثم المخرجات هذه المراحل تتطلب وجود مكونات صلبه مثل ازرار الطلبات و الحساسات المستخدمه فى نهايات الاتجاه وضبط الوقوف على مستوى الطابق وكذا منتخب الطوابق ونقاط التلامس المستخدمه فى التعبير عن نقاط دوائر الامان وهناك المتحكم الدقيق والمتكاملات التى تساعده فى العمل وعناصر الحمايه وهناك مبينات ارقام الطوابق ورليهات القياده لمحرك المصعد والباب والاسهم والانارة الان كل هذه المكونات لن تصبح فاعله الا فى وجود برنامج المصعد الذى يكون بمثابه الفكر الذى يدير كل هذه المكونات مع بعضها لتعطى ناتجا له معنى وفائده قديما كان يتم التعبير عن نظام التحكم فى المصعد عن طريق التحكم المنطقى التقليدى باستخدام الريليهات ثم تطور الامر الى استخدام التحكم المنطقى المبرمج عن طريق استبدال عدد كبير من الريليهات ببرنامج خاص بالمصاعد يتضمن طريقه ادارة المدخلات اى حاله الحساسات ودوائر الامان وتحليل حالتها ثم الدخول فى طور المعالجه حسب الخوارزميه الموضوعه فى البرنامج ثم الوصول الى كيفيه ادارة المخرجات كتحريك المصعد بسرعه معينه فى اتجاه معين وكتابه رقم طابق على شاشه المبين وهكذا

على الرغم من ان النظامين نجحا فى قيادة المصعد وفقا لمتطلبات هذه العصور الا ان نوعا من التعقيد والغموض كان حليفا لهما بمجرد النظر الى لوحه التحكم خصوصا فيما يتعلق باستكشاف طريقه الادارة ومتابعه الاعطال حيث كان يتوجب عليك معرفه الدور الذى يقوم به كل ريليه او متحكم للتعامل مع اللوحه

ولكن مع التطور فى صناعه الالكترونيات تم تصغير اللوحه نوعا ما الا انها مازالت ممتلئه بلوحات صغيرة

الا انه ومع ظهور المتحكمات الدقيقه التى ادت الى اختصار اقسام كبيرة من دائرة التحكم فى نطاق ضيق على سطح لوحه الكترونيه صغيرة الحجم ليتم ادارة معظم المكونات والعمليات بشكل سريع وغير محسوس من قبل الفنى الا ان هناك نوعا من البساطه والارتياح يبث فى روعنا فلسنا مطالبين باجراء اى عمليه حسابيه بل يكفينا معرفه حاله لمبات البيان التى هى فى شكل ليدات اوضحنا فى موضوع سابق دورها  حيث تشترك جميع مداخل ومخارج اللوحه الالكترونيه فى وجود ليد خاص بكل منفذ فاذا كان كل منفذ عبارة عن وظيفه ما فقد حصرنا متابعه نظام التحكم فى المصعد فى متابعه حاله هذه الليدات وهى طريقه بسيطه تنافى التعقيد

الا ان هذا لا يكفى لمتابعه النظام فيما يخص بعض الاعطال التى ربما لا نتمكن من معرفتها بحاله الليدات

نذكر مثلا عطل سقوط كامه الباب وهو عبارة عن عدد محاولات اغلاق الباب او الزمن اللازم لذلك حيث توجد اتاحه معينه بعدها يتوقف النظام للتعطل لعدم نجاحه فى اغلاق الباب وهذا لا يمكن التعبير عنه بالليد الموجود على منفذ الكامه والكامه هى مسمى اداه اغلاق الباب فى عرف المصاعد فانه اذا وصل ريليه الكامه سيضئ هذا الليد على المنفذ واذا فصل سيطفئ وهذا المنفذ فى الاصل يتوجب ان يكون على احدى هاتين الحالتين فاذا كان هناك استنفاذ عدد محاولات اغلاق الكامه اى حاله عطل فسيتوجب علينا اضافه ليد اخر لهذا العطل

بالطبع توجد مزيدا من الاعطال التى ستحتاج الى ليد اخر ليعبر عنها غير الليد الموجود على المنفذ مثل عطل تخطى زمن السريع وكذلك عطل تخطى زمن البطئ وهكذا ومما يضفى على الامر تعقيدا اننا صرنا بحاجه الى توسيع الدائرة لتستوعب هذه الاضافات

فى البدايه قادت احدى الحلول الى اضاقه مبين رقمى او اكثر الى لوحه التحكم للاشارة الى هذه الاعطال ومن هنا اصبحت الشاشات احد مخرجات النظام حيث تم استخدامها ايضا لعرض مكان تواجد العربه على الطوابق داخل صندوق التحكم ليس هذا فقط بل تطورت ادوار هذه الشاشه فيما بعد الى ادوار غير نمطيه سنعرضها فى الفقرات التاليه

فى بدايه العمل مع برنامج المصعد فانه كان من غير المسموح للفنى العادى التعديل على برنامج المصعد لان ذلك كان يتطلب مكونات صلبه خاصه بالبرمجه ومهندس مؤهل لهذا العمل مما كان يهدر مزيدا من الوقت والتكلفه لانجاز العمل ومع التطور اصبح الوقت نفسه يساوى المال ظهرت فكرة اتاحه بعض وسائل الادخال على اللوحه لتعديل برنامج المصعد ليتوافق مع ظروف المبنى كاعادة ضبط عدد الطوابق ونظام الادارة ونظام تجميع الطلبات والازمنه الخاصه بعمليات التحكم ونوع المبين وطريق عرض رقم الطابق وهكذا من هنا ظهرت فكرة وجود بعض الازرار الصغيرة على اللوحه الالكترونيه الا انه لتيسير عمليه البرمجه تم الاستعانه بالمبينات المضافه للوحه التحكم فى عرض ومتابعه الخطوات التى تتم فى البرمجه وعرض المتغيرات المختلفه على هذه المبينات فأصبحت الازرار مع المبينات احد وسائل الادخال لنظام التحكم فى المصعد

كان هذا هو النمط السائد فى لوحات التحكم فى المصعد حتى وقت ليس بالبعيد الا انه ومع التطور ظهرت الشاشات الكريستاليه حيث يوجد منها نوعين احدهما يمتلك القدرة على عرض سطرين او اكثر كل سطر يمكنه استيعاب 16 حرف او رقم او رمز فتم استخدام هذه الشاشه مع الازرار الخاصه بالبرمجه فى عرض وتعديل البرمجه وكذلك عرض وتوصيف حاله المصعد وكتابه الاعطال على هذه الشاشه حيث يتم بواسطه البرنامج والمتحكم الدقيق عرض كلمات معينه على هذه الشاشه فى اماكن معينه عليها لتدلل على خطوات وقيم البرمجه او حالات واعطال المصعد

اذا كان توصيل المبينات الرقميه سابقه الذكر معلوم لغالبيه الفنيين حيث ان لكل شرطه فى المبين فرده تغذيه وللكل مشترك واحد ولكن توصيل شاشات الكريستال ربما يكون مجهولا للغالبيه لذا سنطرح الامر ببساطه منعا للارتباك حيث تكون اطراف الشاشه الكريستال عبارة عن اطراف للتغذيه واطراف لتحديد القراءه او الكتابه وطرف للتفعيل واطراف للبيانات وطرف لتغيير مستوى سطوع الشاشه عن طريق مقاومه متغيرة كما توجد بعض هذه الشاشات تتمتع بالاتصال التسلسلى الذى تناولناه عند شرح المتحكمات الدقيقه فى مواضيع سابقه مما يوفر استهلاك منافذ المتحكم الدقيق كما يمكن اضافه مسجلات الازاحه لهذه الشاشات ايضا لتوفير المنافذ كما فى موضوعنا السابق

كما يوجد نوع اخر من هذه الشاشات يمكنه عرض الرسوميات لتظهر على الشاشه التراكيب والاشكال والمنحنيات المختلفه

الا ان نمطا اخر من الشاشات الالكترونيه ظهر فى الافق مع التطور التقنى وهو شاشات اللمس التفاعليه المستخدمه بكثرة هذه الايام فى التطبيقات الصناعيه والاستهلاكيه كالهواتف النقاله التى طرحت نفسها كحل مثالى لبعض الاشكاليات التى وجدت فى انظمه المصاعد الاكثر كثافه فى الاستخدام كالبنايات البرجيه حيث لن تجدى الازرار التقليديه لتسجيل الطلبات لانها ستستهلك فى وقت قصير لتجاوزها عدد الضغطات الممكنه لها بالاضافه الى الحاجه الى حجم كبير لاستيعاب كل هذا العدد الهائل من الازرار الذى ستكون معه عربه المصعد اشبه بمحطه سيطرة كبيرة

كما ان انظمه قياده المصاعد البرجيه تتطلب وجود لوحه استقبال للمستخدمين لتوجيههم الى مصعد معين يختاره لهم النظام لتوفير الوقت والطاقه وتقليل تكدس المستخدمين امام المصاعد فى الطابق الارضى والادوار

ولأن الشاشات اصبحت احد مدخلات ومخرجات نظام التحكم لذا تم استخدام شاشات اللمس التفاعليه فى الانظمه الحديثه للبنايات البرجيه لتيسير عمليات الادخال الضخمه التى لن تستوعبها الازرار التقليديه وكذا لاضفاء مزيدا من الرقى فى المناظر الجماليه التى توفرها هذه الشاشات مما ادى الى ان تكون هذه الشاشات عنصرا فاعلا فى قيادة المصعد فى العصر الحديث .

م/ اسامه سيف