# كيف حررتنا الكيمياء من قيد إستخدام الفولاذ فى حبال المصاعد #
حبال الفولاذ مقارنه بالخامات الجديدة
دائما ما يرتبط التقدم التقنى بمدى الحاجه اليه وقديما قيل الحاجه ام الاختراع الموضوع لا علاقه له بمدى الذكاء فلا يمكنك ان تتصور ان القدامى كانو اغبياء لعدم تصنيع اجهزة الكترونيه تعمل باللمس ولكن لم يكن هناك حاجه لذلك وعندما اصبح هناك حاجه انتشرت تلك التقنيه واصبحت فى كل بيت
لم يكن القدامى يتخيلون انه من الممكن التحرر من قيد استخدام حبال الفولاذ المجدول فى المصاعد لانها كافيه وآمنه لعمل المصعد فلم يكونو بحاجه لنوع
آخر من الحبال بدأت الحاجه الى البحث عن انواع جديده تصلح للاستخدام فى المصاعد فى الوقت الذى بدأت فيه هذه الحبال الفولاذيه ان تكون غير مناسبه للاستخدام فى بعض تطبيقات المصاعد الخاصه ارتبط الموضوع برمته ببدايه التقدم فى العمارة وزياده الارتفاع للمبانى السكنيه وصولا الى ناطحات السحاب حتى اصبحت الدول تتنافس فى بناء اعلى
البنايات طولا فى العالم من الطبيعى ان تحتاج هذه المبانى الشاهقه الارتفاع الى المصاعد ولكن طبيعه هذه المبانى تفرض استخدام شروطا معينه على مصمم نموزج المصعد من ناحيه ومن ناحيه اخرى فان المصمم له حدود فى مدى توافق امكانات اجزاء المصعد مع هذه الشروط والمتطلبات وكان من ضمن هذه المحددات محدد السرعه للمحرك فلا يمكن تشغيل محرك سرعته متر على الثانيه فى هذه البنايات لانه سيسبب تراكم مستخدمى المصعد امام الابواب وتم التغلب على هذه العقبه بالتوصل الى تصنيع محركات تقارب ٢٠ متر فى الثانيه طبعا زياده السرعه ارتبط بطول المسافه
ولكن الامر فرض محددا آخر وهو خواص الحبال الفولاذيه لا تسمح بالسفر مباشرة الى هذا الارتفاع نظرا لما تفرضه الزياده فى الطول من زياده فى الوزن فيصبح هذا الطول الزائد كوزن اضافى يرفعه محرك المصعد من الطبيعى ان نفكر فى رفع قدرة المحرك حتى نتمكن من السفر الى هذا الارتفاع مرة واحده ولكن كان هناك عوائق منها ارتفاع التكلفه لاستهلاك الطاقه الكهربيه بدون جدوى نتيجه وزن الحبال الغير مرغوب فيه
ومن العوائق ايضا ان هذا الطول الكبير للحبل الفولاذى سيزيد من مقدار الاستطاله الكبير التى تنتج عن الحبل الفولاذى فى مثل هذا الطول حتى تم التوصل الى عدم امكانيه زياده الطول عن ٥٠٠ متر فى اصعب الظروف فتم حينها توزيع هذا الارتفاع على محطات رئيسيه واخرى فرعيه وتم بناء مصاعد تعمل فى المحطات الرئيسيه فقط وكذا مصاعد المحطات الفرعيه للامور
التى اوضحناها لم يكتفى بهذا ولم يكن حلا نهائيا بل عكفت الجهات المصنعه لمكونات المصعد على الدراسه للتوصل لكيفيه التغلب على هذه العقبات كيف لنا ان نجعل المصعد يسافر بعيدا كانت المشكه فى الحبال فكيف نتغلب على ذلك نريد حبلا خفيفا ولا يتمدد كثيرا ويكون مناسبا للسحب من خلال المحرك وظروف التشغيل وآمنا فى نفس الوقت ان يكون ذو جدوى اقتصاديه
كانت الاجابه فى علم الكيمياء وهندسه المواد حيث المكونات العتيده
والعنيده البوليمرات فالبوليمرات هى مواد كيميائيه يمكن التحكم فى طريقه تركيبها البنائى لتعطى خواصا محدده انا من يحددها بنفسى بعكس المواد الاخرى التى تفرض
الماده خواصها علينا بدأ استخدام البوليمرات بعد استخدام المطاط الطبيعى والصمغ العربى بكثافه فى الصناعه حتى تمكن الالمان من تصنيع المطاط حتى توصلنا الى العصر الحالى كثافه استخدام اللدائن المصنعه مثل مانسميه البلاستيك الذى دخل فى كل شئ حتى الملابس امكن باستخدام البوليمرات انتاج مواد مقاومه للحرارة مثل طفايات السجائر او الاجسام العازله للكهرباء كما امكن انتاج مواد لا تتأثر بالتصادم مثل كرات البلياردو وامكن انتاج دهانات لم تكن متوفره من قبل ذات خصائص فريده مثل الدهانات المشعه للضوء كما امكن انتاج انواع جديده من الورق ومواد
البناء ومواد التكسيه المهم اننى باستخدام تصنيع البوليمرات ساتمكن من ايجاد ماده ما ذات خصائص كيميائيه وفيزيائيه تقبل ان تعمل فى ظروف ما لذا تمكنت شركه كونى الفنلنديه وهى رائده وقديمه فى مجال المصاعد من تصنيع حبال تسافر بالمصعد لارتفاع يصل الى واحد كيلو متر حبال خفيفه فوزنها ثلث وزن الفولاذ ومتينه قابله للتشغيل فى المصعد توفر الطاقه وتقاوم الظروف ولكن ليست من
الفولاذ ولكنها من بوليمرات الكربون مثل الفايبر واطلقت علي هذا النوع الجديد من الحبال اسم الترا روب وبدأت فى تطبيق هذه التقنيه الجديده على ارض الواقع وتم اختبارها فى منجم فى احد الغابات حتى صارت هذه التقنيه الجديده متاحه للاستعمال فى بناء مصعد لبرج يعد لان يكون اعلى ارتفاعا وهو برج المملكه فى بلاد الحرمين رزقنا الله واياكم حج بيته وزيارة نبيه صلى الله عليه وسلم اذا بواسطه علم الكيماء تمكنت شركه كونى من التحرر من قيد الحبال الفولاذ فى المصاعد وجعلت المصعد يسافر لارتفاع الف متر والسؤال الان هل يمكننا الاستغناء عن الحبال مطلقا اى تشغيل المصعد بدون حبال وهذا ما سنتعرف عليه فيما بعد .
م/ اسامه سيف
