يعتبر الفول السوداني من أهم المحاصيل التصديرية لما يتمتع به من عدم وجود حصص تصديرية محددة من جهة الإتحاد الأوربي كباقي المحاصيل التصديرية الأخري و تعتبر أمراض أعفان الثمارPod rots من أهم الأمراض المسببة لفـقـد كمي ونوعي للمحصول في مصر هذا إلى جانب تلوث الثمار بالأفلاتوكسين (Aflatoxin contaminations) حيث يمثلان معاً أحد أكبر المعوقات التي تواجه منتجي ومصدري الفول السوداني في مصر(شكل 1 و2) .
حيث تؤثر أعفان الثمار علي كم المحصول وجودته ويؤثر التلوث بالأفلاتوكسين علي الصحة العامة المستهلكين وكذلك علي عملية التصدير حيث يتم رفض الشحنة التي يثبت تلوثها بالمقدار الغير مسموح به والمعين من هيئة الحجر لدي الدول المستوردة كلاً حسب معاييره فنجد مثلاً الإتحاد الأوربي يشترط أن لا تصل نسية التلوث إلي 2 جزء في البليون بالنسبة للأفلاتوكسين B1 و4 جزء في البليون بالنسبة للإجمالي.
شكل(1): أعفان ثمار الفول السوداني شكل (2): جراثيم فطر A. flavus
وتعد الأفلاتوكسين من أهم السموم الفطرية لما لها من أثار ضارة على صحة الإنسان والحيوان حيث يؤدي تراكمها داخل الجسم إلى تليف الكبد وتلفه إلي جانب كونها من المواد المسرطنة كما أن لها تأثير ميتاجيني وتيراتوجينى على الأجنة وتنتقل عبر لبن الأم وفي حليب الأبقار. وقد تعرف العالم علي الأفلاتوكسين في أوائل الستينات بعد حادثة نفوق 100000 من فراخ الرومي في إنجلترا بعد التغذية على أعلاف فول سوداني ملوثة بالأفلاتوكسين ومن وقتها و إلي الآن تم إكتشاف 16 نوع من الأفلاتوكسين منهم أربعة انواع رئيسية B1,B2,G1,G2 وأخطرهم وأكثرهم تواجداً B1.
ولمواجهة هذه المشكلة الخطيرة لابد من إتباع العديد من الخطوات أثناء الزراعة وإلى أن يتم الشحن والتصدير ويمكن إيجازها في الآتي:-
أولاً: إجراءات تتم قبل الحصاد:
1. العناية بكل العمليات الزراعية التي من شأنها خلق نبات قوي في نموه قادر علي مقاومة الأمراض خاصةً تلك العمليات المعنية بتقليل المسببات المرضية القاطنة في التربة من إستخدلم دورة زراعية ثلاثية، التسميد المتوازن، الإهتمام بإضافة الجبس الزراعي والعقدين، تنظيم الري خاصة بعد نزول الإبر(المشجب) إلي التربة.
2. متابعة المحصول أثناء مرحلة النمو الخضرى ومقاومة الأمراض التى تصيبه بمجرد ظهورها.
3. مقاومة الآفات التي تصيب المجموع الخضري والثمري خاصة التي تؤدي إلى جرح الثمار وإتلافها مثل دودة ورق القطن والحفار القاطنين للتربة.
4. ومن العمليات الهامه إجراء وقف للري قبل التقليع بخمسة أيام لتقليل المحتوى الرطوبي للبذرة.
ثانياً: إجراءات تتم بعد الحصاد:
1. بعد الحصاد وفصل الثمار عن العرش يتم إجراء فرز أولي قبل التجفيف, ثم يتم التجفيف إما بالمجففات الحرارية وهو الأفضل أو علي أسطح جافة بحيث تنشر عليها الثمار يسمك لا يزيد عن 10- 15 سم مع التقليب المستمر يومياً والتغطية بمشمع ليلاً مع مراعاة مقاومة النمل الذي قد يسبب جروح للثمار.
2. بعد التجفيف يتم عمل فرز وتدريج للثمار وتعبء فى أجولة من الخيش تسمح بالتهوية مع مراعاة ان تكون جديدة ونظيفة.
3. بتم وضع الرسائل المجهزة للتصدير في صورة لوطات مرقمة ويدون عليها كافة البيانات الخاصة بالرسالة تحت إشراف لجنة من الحجر الزراعي والتي تباشر أخذ العينات للكشف عن تكوين أو وجود الأفلاتوكسين بها.
4. يفضل التخزين تحت تبريد من10- 515م لضمان سلامة المنتج أو تخزن في مخازن جيدة التهوية ونظيفة مزودة بالمراوح والشفافطات لضمان خفض درجة الحرارة وتقليل الرطوبة.
5. يجب أن تكون المخازن محمية من دخول القوارض والحشرات خاصةً النمل.
6. يفضل وضع الأجولة علي ألواح خشبية حتى لا تتعرض للرطوبة وتوضع فوق بعضها بشكل متعامد ولا يزيد عدد الأجولة بالرصة عن 8 أجولة.
ثالثاً: الإجراءات المتبعة في الشحن:
1. لابد من عدم مكث الرسالة في الميناء أكثر من ثلاثة أيام علي أقصى تقدير ولابد أن تراعى ظروف التخزين السابق ذكرها خلال هذه المدة.
2. يفضل الشحن في مبردات إن وجدت مع مراعاة معاينة الحاويات قبل الشحن لضمان صلاحيتها.
3. في حالة عدم توفر مبردات يفضل الشحن في عنابر البواخر التي يتوافر بها نظام تهوية جيد و هذا يصلح في حالة الكميات الكبيرة والمسافات الطويلة.
4. في حالة الشحن في حاويات مغلقة (Box container) لابد من عزل الحاوية من الداخل بمادة عازلة للحرارة كما يمكن إضافة كمية مناسبة من السليكا جيل كمادة ماصة للرطوبة ولابد من وضع الحاويات في أماكن محمية من الشمس كجراش المركب.
أعدها وكتبها
د. عماد الدين يوسف محمود
معهد بحوث أمراض النباتات
مركز البحوث الزراعية
ساحة النقاش