بيروت - 15 - 1 (كونا)
يشكل الرقص الشعبي او ما يعرف في لبنان باسم "الدبكة اللبنانية" فنا حضاريا ارتبط بعادات وتقاليد الشعب اللبناني الذي ورثه منذ القدم عن الاجداد والاباء ليصبح محل اعتزاز وفخر للبنانيين جميعا كثقافة تصدر الى الخارج .
وتتميز "الدبكة" بكثرة حركاتها وخطواتها وهي تختلف طبقا للموسيقى المؤداة وتقام في الاعراس والحفلات والاعياد وغيرها سواء كان ذلك في المدينة او في الريف الا ان فحواها الرئيسي هو المحافظة على التراث.
وارتبط الرقص الفولكلوري خصوصا بسكان جبال لبنان والبقاع وبعض قرى الجنوب اذ تعتبر الدبكة التقليدية عندهم تراث يتمسكون به يجسد حوار حب بينهم وبين الارض يجابهون به غزو الموسيقى والرقص الغربي التي دخلت المجتمع اللبناني من الخارج .
وقال المخرج والفنان اللبناني ايفن كركلا في حديث لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الرقص الشعبي وتحديدا "الدبكة" هو من اطباع الشعب اللبناني وان كل بيئة تملك رقصاتها ولحنها الخاص حسب جفرافيتها بحيث ان تادية هذه الرقصات تختلف بين منطقة واخرى.
واضاف كركلا ان "الرقص الشعبي هو تعبير عن حالات معينة مثل الفرح والحزن وان كل ذلك مبني على احاسيس الانسان" مشيرا الى ان "الدبكة اللبنانية " كانت موجودة منذ القدم وورثت عن الاجداد والاباء وتستكمل كفن فولكلوري .
وتفهم من كركلا ما معناه ان لغة الرقص تجسد علاقة حب وثيقة ما بين الارض والانسان وتظهر جليا عند ابناء الجبال وبيئة البقاع الاكثر صلابة عن ابناء الساحل معتبرا ان نجاح الرقصة الشعبية واستمرارها يكمن في خلق اعمال جديدة مبنية على قوانين وقواعد "الدبكة" . واشار كركلا الى ان الرقص الذي تؤديه فرقته منذ 35 سنة هي لغة جسد خاصة بها مبنية على التراث اللبناني بشكل خاص وتمازج الفكر والروح والجسد والهوية والتقنية الغربية والهوية العربية.
يذكر ان من اعمال فرقة كركلا "غرائب عجائب وعجائب غرائب" و"الخيام السود" و"طلعة النور" و"حكاية كل زمان" و"اصداء" و"حلم ليلة شرق" و"اليسار ملكة قرطاج" و"ليلة قمر" وموءخرا قدمت عرض "الف ليلة وليلة".
من ناحيته قال الفنان اللبناني فهد العبد الله (مؤسس فرقة فهد العبد الله للرقص الشعبي) ل"كونا" ان الفن هو تعبير عن ثقافة كل مجتمع تحييه مجموعة من الناس ذات الطبيعة والثقافة والتاريخ الواحد" مضيفا انه "مرت على لبنان عدة حضارات تركت بصماتها واستفدنا من هذا التاريخ".
وذكر ان "الدبكة" بدأت تتطور منذ العام 1957 عندما اقيم اول مهرجان للدبكة الشعبية في مدينة بعلبك في البقاع وانه منذ ذلك الحين بدأ هذا الفن ينتشر محليا واقليميا ودوليا عبر فرق لبنانية راقصة. وقال انه "مهما غزت لبنان من فنون فان ذلك لن يؤثر على تراثنا وحضارتنا بل يمكن الاستفادة منه .
وشدد عبد الله على ضرورة حضور جميع الالات الموسيقية التقليدية خلال تقديم اي عرض شعبي حيث ينعكس ذلك على نظر ومسمع المشاهد قائلا ان "فرقة فهد العبد الله تقدم الايقاع الحقيقي الذي هو تنسيق كامل ما بين الموسيقى والرؤية".
اما رئيس مكتب النشاط الفولكلوري في لبنان احمد مخلاتي ومسؤول فرقة "موليا للرقص الشعبي" فقد اكد سعيه الى انشاء فرقة للدبكة تضم اشخاصا من معظم الدول العربية .
واضاف ان "فرق الرقص الشعبية تعتمد في الاساس على زي خاص يعتمد بشكل عام كلباس للرجال على السروال الطويل او القصير وحطة مع عقال توضع على الرأس اما الفتيات يلبسن الفستان المزخرف الطويل المتعدد الالوان ".
واشار الى ان الرقص الشعبي فن مشترك تتقاسمه دول لبنان وسوريا وفلسطين وانه يتطور من خلال حركات جديدة تقدمها فرق مختلفة والات موسيقية مثل "الاورغ" الذي يستخدم في بعض الاحيان مكان الالات الموسيقية القديمة.
وللدبكة انواع منها "الدلعونا" و"الهوارة" و"الغزيل" و"البداوية" و"السويلي" و"الحدو" وتختلف طرق تاديتها حسب الاغنية او اللحن ولا تقام الا بمجموعة متراصة من النساء والرجال وكلما كان العدد اكبر تصبح الدبكة اجمل.
وتعتبر رقصة "الدلعونا والهوارة" في محافظتي جبل لبنان والبقاع وبعض قرى الجنوب الاكثر شيوعا بين انواع الدبكة نظرا لحماسيتها وجمال تاديتها وتقام خصوصا في الاعراس وفي الساحات وعلى المسارح في المدينة على الحان الات موسيقية محلية مثل الطبلة والمجوز والناي والمنجيرة والدف .
وهناك العديد من الفرق الشعبية المحلية التي تعرض رقصاتها الشعبية وتتميز بزيها الفولكلوري الذي ينتقى حسب اللحن ونوع الرقصة واللون.(النهاية)
المصدر : وكالة كونا الكويتية
ساحة النقاش