تأليف: د. سلوى محمد أحمد عزازي
يتضمن هذا الكتاب العلاقة بين القراءة الجهرية والمسرح التعليمي، حيث يعتقد كثير من الناس أنه لا توجد علاقة بينهما، وقد أثبتت الدراسة وجود علاقة موجبة بينهما. وإذا كانت القراءة تمثل إحدى نوافذ المعرفة، وأداة من أهم أدوات التثقيف التي يقف بها الإنسان على نتاج الجنس البشري؛ فإنها من أهم الفنون اللغوية، ولا عجب ـ مع هذه الأهمية ـ أن يكون الأمر الأول من الله-عز وجل- لرسوله الأمين، وأمته من بعده موجها نحو القراءة، حيث يقول الله عز وجل: "اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنسَانَ مِنْ عَلق"
ويظن كثير من الناس أنه لا توجد علاقة بين المسرح والقراءة الجهرية؛ فالمتواتر بين الناس أن القراءة الجهرية تكون من خلال قراءة موضوع ما من ورقة، والممثل على المسرح لا يمسك بورقة، ولكن أثبتت  الدراسة أن الله تعالى أمر رسوله-ص- بالقراءة الجهرية وهو أمي لا يقرأ بقوله تعالى :" وقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ ونَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً (106) "[الإسراء:106 ] والأمر الإلهي للرسول بالقراءة على الناس(قراءة جهرية) ليس المقصود به القراءة من ورقة، ولكن القراءة في هذه الآية تعني حسن استماع الرسول-ص- للوحي، وحفظ ما يسمع؛ ثم إعادة ترديده على الناس، وإذا كان الرسول -ص- قدوتنا؛ فإن ترديد التلميذ النص من الذاكرة، نوع من القراءة الجهرية للرموز المقروءة التي احتفظ بها في ذاكرته، إضافة إلى أن المسرح يعطي فرصة واسعة للمران على مهارات القراءة الجهرية بصورة تلقائية بعيداً عن جو المدرسة الروتيني، ولكي ينجح التلميذ في الأداء المسرحي يجد نفسه مدفوعا دون أن يشعر لإتقان مهارات القراءة الجهرية أثناء البروفات، وإلى مزيد من القراءة عن موضوع المسرحية التي يرغب في الاشتراك فيها حتى يستطيع فهم الدور الذي يقوم بأدائه، وخصائصه، والعوامل المؤثرة في الشخصية، وكيفية إبراز المشاعر الخاصة بها، ووضع السمات التي تميزها عن جميع شخصيات العمل المسرحي، وكذلك فهم العمل المسرحي ككل بأدوار جميع الممثلين الآخرين، ووسيلته في كل ذلك القراءة، وكلما كانت فترات التدريب أكثر كانت النتائج أفضل، وبذلك يكون المسرح، ورغبة التلميذ في النجاح في الدور الذي يؤديه عاملين هامين في دفع التلميذ إلى المزيد من القراءة، والسعي إلى إتقان مهاراتها .