الكسوف هو أن يَقع القمر بين الأرض والشمس بحيث يَحجب ظله أشعة الشمس عن كوكب الأرض، لكن بما أنه أصغر بكثير منها فإن ظله لا يَحجب الشمس إلا عن جزء منها (بالرغم من أنه يُمكن أن يصل إلى ما يُقارب نصف مساحة الأرض)، ولا يحجبها كلياً إلا عن جزء ضئيل جداً من الأرض، ولا يُمكن أن يَحدث الكسوف إلا عندما يَكون القمر محاقاً لأنه يَجب أن يكون أمام الشمس. لو كان مدارا الأرض والقمر على نفس المستوى لحدث الكسوف كل شهر، لكن بسبب أن مدار القمر مائل بزاوية 5 درجات عن مدار الأرض فإنه لا يَحدث كثيراً أن تمر الأرض أمام ظله، لكن مع هذا فإن الكسوف ليس أبداً بالحدث النادر، فكل عام يَحدث كسوفان على الأقل.. ويُمكن أن يَصل عددهم إلى 5.

توجد ثلاثة أنواع رئيسية من الكسوفات، الجزئي والكلي والحلقي، الكسوف الجزئي هو أن يَحجب القمر جزءاً فقط من قرص الشمس وليس قرصها كاملاً، مهما كان هذا الجزء، ويُمكن أن يُشاهد الكسوف الجزئي من مساحات شاسعة من الأرض تصل إلى عشرات البلدان، أما الكسوف الكلي فهو أن يُحجب قرص الشمس بكامله عن الأرض بحيث تُصبح السماء مظلمة، حيث أنه من الصدفة أن حجم قرصي القمر والشمس هو نفسه تقريباً والذي يُعادل نصف درجة، مما يَجعل القمر قادراً على حجب قرصها كله، لكن الكسوف الكلي لا يُمكن أن يُشاهد إلا من مساحة ضيّقة جداً من الأرض يَبلغ عرضها نموذجياً أقل من 200 كم. أما الكسوف الحلقي فهو أن يتوسّط القمر قرص الشمس لكن دون أن يَحجبه كله، بحيث تبقى هناك حلقة من قرص الشمس تطوّق قرص القمر، وكما ذكرنا آنفاً فإن قرصي القمر والشمس متساويان في الحجم تقريباً، ولذلك فالكسوف الحلقي لا يَحدث إلا عندما يَكون القمر في الأوج أو الشمس في الحضيض، وهو يَحدث في مساحة ضيّقة جداً كالكسوف الكلي.



يَحدث الخسوف عندما تَقعُ الأرض بين الشمس والقمر، حيث يَسقط ظلها عليه حاجباً جزءاً منه، ولا يَحدث الخسوف إلا عندما يَكون القمر بدراً تقريباً، لأنها يَجب أن تكون بينه وبين الشمس لكي تحدث الظاهرة، وعلى عكس الكسوف الذي يتغيّر مقداره بشكل كبير كلما اقتربنا أو ابتعدنا عن منطقة أوجه.. فإن مقدار الخسوف لا يتغيّر سواء أرصدناه من أي مكان على الأرض، فنسبة الجزء المحجوب من القمر ستظل نفسها دائماً، وأيضاً يَستمر الخسوف بشكل عام لمدة أطول من الكسوف. وفي الحقيقة فإن الخسوف هو ظاهرة أقل أهمية من الكسوف، فمن جهة هو أقل إثارة لهواة الفلك، ومن جهة أخرى فإنه يَفتقر إلى القيمة العلمية، فالكسوف يُساعد على دراسة الإشعاع والهالة الشمسيّين والشواظ الشمسي الذي يُمكن أن يُرى أثناء الكسوف الكلي، في حين أن الخسوف ليس مفيداً فلكياً.

المصدر: المنتدي الفلكي العربي
  • Currently 124/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
41 تصويتات / 2738 مشاهدة
نشرت فى 20 سبتمبر 2010 بواسطة Egypt-Telescope

ساحة النقاش

Ahmed Mokhtar Abd El-fattah

Egypt-Telescope
General Manager »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

325,912