منذ صغره عشق مختار محمد عبدالفتاح النظر إلى السماء، بهرته النجوم والكواكب وتمنى الاقتراب منها والعمل بجوارها، ولكن عندما كبر فرضت عليه الحياة العملية التفكير بواقعية فى مستقبله، فتخرج فى كلية الحاسب الآلى، وعمل مبرمج كمبيوتر بجامعة طنطا عدة سنوات، ثم جاءته الفرصة للسفر إلى ألمانيا الغربية للعمل ودراسة الميكروكمبيوتر أربع سنوات.
وفى ألمانيا وقف أمام أحد المحال التى تبيع التليسكوبات، فاقتنى أول تليسكوب فى حياته.. يقول مختار: «أيقظ هذا التليسكوب الصغير حلمى ورغبتى فى العمل بعلوم الفلك والبصريات، وبالفعل غيرت دراستى إلى علوم الفلك وأخذ كورسات فى البصريات، وعند عودتى إلى مصر بحثت عن مصانع لتصنيع التليسكوبات الفلكية، فلم أجد أى تليسكوب محلى الصنع، فقررت العمل بمجال البصريات، وعكفت على دراسة الفكرة وأرسلت فى شراء كتب علوم الفلك وتصنيع التليسكوبات من الخارج لمدة ثلاث سنوات، وبعد أن استجمعت كل خيوط الفكرة وامتلكت أسرارها، استقلت من عملى بجامعة طنطا عام 1996 بعد عمل 12 سنة كمبرمج للكمبيوتر بها، لأبدأ عملى الجديد».
ويستكمل مختار حكايته مع التليسكوب قائلا: «تقدمت للصندوق الاجتماعى بمجلس الوزراء للحصول على قرض بقيمة 50 ألف جنيه مصرى، لإقامة مشروع إنتاج التليسكوبات الفلكية بمحافظتى طنطا، وبدأ إنتاج المصنع بتصنيع وتجميع أجهزه التليسكوبات التى تعمل بالكمبيوتر ومتابعة الكواكب طبقا للمواصفات العالمية، وهو أول مصنع مصرى وعربى لتصنيع التليسكوب الفلكى فى مصر والشرق الأوسط».
ويتحدث مختار عن التسويق لمنتجه فيقول: «التليسكوبات الفلكية والأرضية إنتاج جديد لم يتعود الشعب المصرى استخدامه رغم الاستخدامات العديدة له، ومن ثم بدأت أفكر فى كيفية التسويق من الدعاية المباشرة فى الجرائد والمجلات، والاشتراك فى المعارض الدولية والمحلية التابعة للصندوق الاجتماعى، والاتصال المباشر مع الجامعات والمدارس والجهات المتخصصة مثل مرصد حلوان، والاشتراك فى شبكة الاتصالات الدولية (الإنترنت) من خلال موقع وزارة التجارة الخارجية المصرية والصندوق الاجتماعى على الإنترنت، ونظرا لعدم وجود هذه الصناعة ومكوناتها فى مصر نقوم بصناعة التليسكوب من الألف للياء.
ساحة النقاش