حماس ...والمشهد العربي
من المؤسف ، بل من المحزن أن يظل هكذا الحكام العرب في بلادهم لاهون ، وعن حقائق الحياة ووضعهم الحق لا يعلمون ، فالعالم حولهم تكتل وتحزب وتوحد ، على نحو سياسي وإجتماعي ، أو إقتصادي ، وهم لايدركون ..ولم يتبينوا بعد أنهم قد أصبحوا لقمة سائغة هنية لحيتان الأرض وسيصبحون .، ومازال أصحاب الفخامة والجلالة والسمو العرب ثنائياً أو جماعياً يلتقون ، وتصدر بياناتهم الخاوية تفيد أنهم بحثوا العلاقات الثنائية !! ومنذ أدركناهم لا نجد صدي أو نتائج على مستوي الأحداث للقاءات ثنائية أو جماعية ، الا مزيدا من البعد والتناحر الدفين والمعلن !! .. لم أرهم أبداً يفكرون موضوعياً في ظل عالم يتجدد ويتبدل حولهم ، فلعل كل دولة منهم تظن أنها بعدد من براميل البترول ، أو بحفنة من الدولارات ستظل سيدة نفسها ، والمشهد اليوم في البلاد العربية شاهد على ما أقول ، فالتفتت أوالطائفية أو الإنقسامية السياسية بين الدول العربية ، أو حتى داخل الدولة الواحدة أوالعنصرية أحياناً هي منهج السلوك السائد الآن في معظم الدول العربية ، الغريب أن العالم بلغاته المتعددة يتوحد ، ونحن بلغة واحدة نتفرق ، دولة من الشرق مع أخرى من الغرب تتشارك وتتعاون ، ونحن في مسطح جغرافي واحد ، وقومية تسمي "عربية" نتنافر ونتباغض !! .. ورغم أن هناك من يهاجم رأيي في المشهد الأخير لحماس ، فإسمحوا لي أن أسأل من يهاجمني سؤالين في منتهى البساطة : هل تري أن رفض حماس للمبادرة المصرية له سبب موضوعي ؟ وهل لوكانت هذه المبادرة التي قبلها الطرف الإسرائيلى قد جاءت من غير مصر ، سترفضها حماس ؟ .. الجواب ببساطة على السؤال الأول ، أن ليس هناك سبب موضوعي ، فلا حماس بالطرف الأقوي ، ولا هي في موقف تستطيع أن تكبد فيه العدو خسائر بشرية أو سياسية .. وبذلك يتبين لنا الإجابة على التساؤل الثاني ، فحماس لاتريد لمصر مكاسب سياسية ، فالمبادرة مصرية ، ومصر المستقرة ليست على هوي السياسة المتأسلمة لحماس ، لقد أصبحت مصر غير مستباحة الأرض والسجون ، ونهت مصر عل الحكم الفاشستى بإسم الدين ، فكيف تفسح حماس للدور المصري مكاناً ؟!! .. وأسأل المتشدقين بإسم الإسلام ، هل سياسات حماس تحمل مبادئ دينية أو أخلاقية ؟ وإذا كانت الإجابة بنعم .. فما هو هذا الدين الذي يشق دولة الى نصفين ؟ وما هي الدول على المستوي الرسمي التي ستقف بجانب حق لدولة منقسمة ؟ وما هو هذا الدين الذي يسمح بالتجارة في دم الشعب الفلسطيني ، بإسم المقاومة ، وما هي الا لعب رخيص بالعواطف العربية ، ذلك المنهج الغبي الذي أفقدهم تأييد العالم ، وجعل مشاعر الشعوب العربية للأسف فاترة مع الهجوم الإسرائيلي على غزة .. وأسأل المتحمسين لحماس المتأسلمة ، والشباب المغيب عقلياً: إدرسوا تاريخ القضية الفلسطينية بحيادية ، وستجدون عشرات الفرص قد ضاعت لحل القضية وفي أوقات كانت الأمم متعاطفة مع شعب فلسطين .. وأهمها الفرصة الذهبية التي قدمتها مصر السادات ، فلماذا ضاعت هذه الفرص ..ومن ضيعها ؟ .. أكيد الذي ضيعها ليس شعب فلسطين الذي في المخيمات يعاني تسلط قادته ، ولايري منه غير جمع الأموال وإستثمار الفرص الضائعة في مكايدات ودسائس مدفوعة الأجر .. هكذا أصبحت القضية الفلسطينية ، التى ربما نسيها العالم .. وهؤلاء هم قادة حماس الإسرائيلية المولد والضمير .. وهذه هي مصر التي ستظل تدافع عن بقية العقد العربي ، حتى وهم مغيبون عن مصالحهم وعن دور مصر ومكانتها ، والتي لن يروا الشرق يرفع الرأس إذا إنخفضت رأس مصر المحروسة ..
ساحة النقاش