يتفق أهل التربية على أهمية غرس حب القراءة فـي نفس الطِفل، وتربيته على حبها،حتى تصبح عادة له يمارسها ويستمتع بها .وما هذا إلا لمعرفتهم بأهمية القراءة، فقد أثبتت البحوث العلمية أن هناك ترابطاً مرتفعاً بين القدرة على القراءة والتقدم الدراسي .هناك مقولات لعلماء عظام تبين أهمية القراءة أذكر منها :الإنسان القارئ تصعب هزيمته .إن قراءتي الحرة علمتني أكثر من تعليمي فـي المدرسة بألف مرة. من أسباب نجاحي وعبقريتي أنني تعلمت كيف انتزع الكتاب من قلبه.

سئل أحد العلماء العباقرة: لماذا تقرأ كثيراً؟ فقال: لأن حياة واحدة لا تكفيني !!أخي الكريم : إن القراءة تفيد الطفل فـي حياته ، فهي توسع دائرة خبراته ، وتفتح أمامه أبواب الثقافة ، وتحقق التسلية والمتعة ، وتكسب الطفل حساً لغوياً أفضل ، ويتحدث ويكتب بشكل أفضل .كما أن القراءة تعطي الطفل قدرة على التخيل وبعد النظر، وتنمي لدى الطفل ملكة التفكير السليم ، وترفع مستوى الفهم .وقراءة الطفل تساعده على بناء نفسه وتعطيه القدرة على حل المشكلات التي تواجهه .

وهناك أشياء كثيرة وجميلة تصنعها القراءة وحب الكتاب فـي نفس الطفل .إن غرس حب القراءة فـي نفس الطفل ينطلق من البيت الذي يجب عليه أن يغرس هذا الحب فـي نفس الطفل ، فإن أنت علمت أولادك كيف يحبون القراءة ، فإنك تكون قد وهبتهم هدية سوف تثري حياتهم أكثر من أي شيء آخر !!ولكن كيف السبيل إلى ذلك ؟ ولاسيما فـي عصر قد كثرت فيه عناصر الترفيه المشوقة والألعاب الساحرة التي جعلت الطفل يمارسها لساعات متواصلة ؟!!وقبل الإجابة على السؤال اذكر أبياتاً من قصيدة بعنوان ( الأم القارئة ) وهي قصيدة مترجمة :قد تكون لديك ثروة حقيقية مخفاة علب جواهر وصناديق ذهب لكنك أغنى مني لن تكون لأن لي أماً تقرأ لي أساليب ترغيب القراءة للطفل :

القدوة القارئة:

إذا كان البيت عامراً بمكتبة ولو صغيرة، تضم الكتب والمجلات المشوقة ، وكان أفراد الأسرة ولا سيما الأب من القارئين والمحبين للقراءة ، فإن الطفل سوف يحب القراءة والكتاب. فالطفل عندما يرى أباه وأفراد أسرته يقرأون، ويتعاملون مع الكتاب ، فإنه سوف يقلدهم ، ويحاول أن يمسك بالكتاب وتبدأ علاقته معه .وننبه هنا إلى عدم إغفال الأطفال الذين لم يدخلوا المدرسة ونتساءل : هل الطفل ليس فـي حاجة إلى الكتاب إلا بعد دخوله للمدرسة ؟ ونقول : إن المتخصصين فـي التربية وسيكولوجية القراءة ، يرون تدريب الطفل الذي لم يدخل المدرسة على مسك الكتاب وتصفحه ، كما أنه من الضروري أن توفر له الأسرة بعضاً من الكتب الخاصة به ، والتي تقترب من الألعاب فـي أشكالها ، وتكثر فيها الرسوم والصور .توفير الكتب والمجلات الخاصة للطفل هناك مكتبات ودور نشر أصبحت تهتم بقراءة الطفل ، وإصدار ما يحتاجه من كتب ومجلات وقصص ، وهذا فـي دول العالم المتقدم ، أما فـي العالم الثالث ، فلا زالت كتب الطفل ومجلاته قليلة ، ولكنها تبشر بخير .ولا شك أن لهذه الكتب والمجلات والقصص شروط منها :

• أن تحمل المضمون التربوي المناسب للبيئة التي يعيش فيها الطفل .

• أن تناسب العمر الزمني والعقلي للطفل .

.- أن تلبي احتياجات الطفل القرائية .

• أن تتميز بالإخراج الجميل والألوان المناسبة والصور الجذابة والأحرف الكبيرة .

ولقد تفننت بعض دور النشر، فأصدرت كتب بالحروف البارزة، وكتب على شكل لعب، وكتب يخرج منها صوت حيوان إذا فتحت! هذه كلها تساعد على جذب الطفل للقراءة .تشجيع الطفل على تكوين مكتبة صغيرة له ) تضم الكتب الملونة ، والقصص الجذابة ، والمجلات المشوقة ، ولا تنس اصطحابه للمكتبات التجارية ، والشراء من كتبها ومجلاتها ، وترك الاختيار له ، وعدم إجباره على شراء مجلات أو كتب معينة، فالأب يقدم له العون والاستشارة فقط .كل هذا يجعل الطفل يعيش فـي جو قرائي جميل، يشعره بأهمية القراءة والكتاب، وتنمو علاقته بالكتاب بشكل فعّال .التدرج مع الطفل في قراءته لكي نغرس حب القراءة فـي الطفل ينبغي التدرج معه، فمثلاً كتاب مصور فقط، ثم كتاب مصور يكون فـي الصفحة الواجدة صورة وكلمة فقط، ثم كتاب مصور يكون في الصفحة الواجدة كلمتين، ثم كتاب مصور يكون في الصفحة الواجدة سطر وهكذا .

مراعاة رغبات الطفل القرائية إن مراعاة رغبات الطفل واحتياجته القرائية، من أهم الأساليب لترغيبه فـي القراءة، فالطفل مثلاً يحب قصص الحيوانات وأساطيرها، ثم بعد فترة، يحب قصص الخيال والمغامرات والبطولات وهكذا. فعليك أن تساهم فـي تلبية رغبات طفلك، وحاجاته القرائية، وعدم إجباره على قراءة موضوعات أو قصص لا يرغبها !!المكان الجيد للقراءة فـي البيتخصص مكاناً جيداً ومشجعاً للقراءة فـي بيتك تتوفر فيه الإنارة المناسبة والراحة الكاملة لطفلك، كي يقرأ ويحب المكان الذي يقرأ فيه والبعض يغري طفله بكرسي هزاز للقراءة فقط .خصص لطفلك وقتاً تقرأ له فيهعند ما يخصص الأب أو الأم وقتاً يقرأ فيه للطفل القصص المشوقة، والجذابة حتى ولو كان الطفل يعرف القراءة، فإنه بذلك يمارس أفضل الأساليب لغرس حب القراءة فـي نفس طفله .

 وهذه بعض التوصيات للقراءة لأطفالك:

- لا تنظر الى المضمون الأن:

 اقرأ لأطفالك أي كتاب أو قصة يرغبون بها، حتى ولو كانت تافهة، أو مكررة، وقد تكون أنت مللت من قراءتها، ولكن عليك بالصبر حتى تشعرهم بالمتعة فـي القراءة.ب- عليك بالقراءة المعبرة، وتمثيل المعنى، واجعلها نوعاً من المتعة، واستعمل أصواتاً مختلفة، واجعل وقت القراءة وقت مرح ومتعة !!

- أجعلة يفكر :

ناقش أطفالك فيما قرأته لهم، واطرح عليهم بعض الأسئلة، وحاورهم بشكل مبسط .وحاول أن تكون هذه القراءة بشكل مستمر، كل أسبوع مرتين على الأقل .ويمكن أن تقرأ القصة على أطفال مجتمعين، ثم يمثلونها ويلعبوا أدوار شخصياتها .إن جلسات القراءة المسموعة، تجعل الأطفال يعيشون المتعة الموجودة فـي الكتب، كما أنها تساعدهم على تعلم وفهم لغة الكتب .

- استغلال الفرص والمناسبات:

إن استغلال الفرص والمناسبات، لجعل الطفل محباً للقراءة، من أهم الأمور التي ينبغي على الأب أن يدركها. فالمناسبات والفرص التي تمر بالأسرة كثيرة، ونذكر هنا بعض الأمثلة، لاستغلال الفرص والمناسبات لتنشئة الطفل على حب القراءة .أ- استغلال الأعياد بتقديم القصص والكتب المناسبة هدية للطفل. وكذلك عندما ينجح أو يتفوق فـي دراسته .

- استغلال المناسبات الدينية:

مثل الحج والصوم، وعيد الأضحى، ويوم الميلاد، وغيرها من مناسبات لتقديم القصص والكتيبات الجذابة للطفل حول هذه المناسبات، والقراءة له، وحواره بشكل مبسط والاستماع لأسئلته .

- استغلال الفرص :

 الرحلات والنزهات والزيارات، كزيارة حديقة الحيوان، وإعطاء الطفل قصصاً عن الحيوانات. وحواره فيها، وما الحيوانات التي يحبها، وتخصيص قصص مشوقة لها، وهناك فرص أخرى مثل المرض وألم الأسنان، يمكن تقديم كتيبات وقصص جذابة ومفيدة حولها.

- استغلال الإجازة والسفر :

من المهم جداً ألا ينقطع الطفل عن القراءة، حتى فـي الإجازة والسفر، لأننا نسعى إلى جعله ألا يعيش بدونها، فيمكن فـي الإجازة ترغيبه فـي القراءة بشكل أكبر، وعندما تريد الأسرة مثلاً أن تسافر إلى مكة أو المدينة أو أي مدينة أخرى يستغل الأب هذا السفر في شراء كتيبات سهلة، وقصص مشوقة عن المدينة التي سوف تسافر الأسرة لها، وتقديمها للطفل أو القراءة له قراءة جهرية، فالقراءة الجهرية ممتعة للأطفال، وتفتح لهم الأبواب، وتدعم الروابط العاطفية بين أفراد الأسرة، وسوف تكون لهم القراءة الممتعة جزءاً من ذكريات طفولتهم .استغلال هوايات الطفل لدعم حب القراءة جميع الأطفال لهم هوايات يحبونها، منها مثلاً : الألعاب الإلكترونية، تركيب وفك بعض الألعاب،قيادة الدراجة الرسم الحاسب الآلي كرة القدم وغيرها من ألعاب .لذا عليك توفير الكتب المناسبة، والمجلات المشوقة، التي تتحدث عن هواياتهم، وثق أنهم سوف يندفعون إلى قراءتها، ويمكن لك أن تحاورهم فيها، وهل يرغبون فـي المزيد منها ؟ ولا تقلق إذا كانت هذه الكتب تافهة، أو لا قيمة لها فـي نظرك ..

 فالمهم هنا هو تعويد الطفل على القراءة، وغرس حبها فـي نفسه .قراءة الطفل والتلفزيونإن كثرة أجهزة التلفزيون فـي المنزل. تشجع الطفل على أن يقضي معظم وقته فـي مشاهدة برامجها، وعدم البحث عن وسائل للتسلية، أما مع وجود جهاز تلفزيون واحد ، فإن الطفل سوف يلجأ إلى القراءة بالذات حين يكون فرد آخر فـي أسرته يتابع برنامج لا يرغب الطفل فـي متابعته !!.وإياك أن تضع جهاز تلفزيون فـي غرفة نوم طفلك لأنه سوف ينام وهو يشاهده بدلاً من قراءة كتاب قبل النوم .. وكلما كبر طفلك وازدحمت حياته، وزاد انشغاله، فإن وقت ما قبل النوم، يصبح هو الفرصة الوحيدة للقراءة عنده، لذا أحرص على غرس هذه العادة فـي طفلك

المصدر: مجلة حور
Education-Learning

Asmaa Alnahrawy

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 2402 مشاهدة
نشرت فى 3 يونيو 2011 بواسطة Education-Learning

ساحة النقاش

m013

بسم الله الرحمن الرحيم
حتى وان فات الزمن الا انني ارغب في الرد على المقال حقيقة ان القراءة لا بديل لها الا ان العولمة اليوم اثرت بالعروض المرئية على الطفل حتى اصبح يعبر عن الصورة بلغة قلما نفهمها فهي مزيع من العا مية والمولدة عن الطفل واترابه

Asmaa Alnahrawy

Education-Learning
Instructor »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,578,690