يتأثر مفهوم التقويم بالفلسفه التربوية القديمة التي كانت تقتصر عنايتها على الالمام بالتراث وحفظ المعلومات مكان يعني التقويم الامتحانات التي تقدم بصورتها التقليدية للتلميذ في نهاية العام الدراسي ، وأعطاء التلميذ الدرجات نتيجة استجابتهم لها ومن ثم اصدار الاحكام على التلاميذ ليتم توزيعهم الى شعب أو نقلهم من مرحلة الى مرحلة أخرى .

وكان التقويم في هذا المفهوم الضيق مرادفاً للامتحانات ، حيث كان التقويم هدفاً في داته بدلاً من أن يكون وسيلة لتحسين العملية التربوية والارتقاء بمستواها الى الافضل ، كما أن هذا المفهوم للتقويم كان يجعله قائماً بمعزل عن العملية التعليمية التربوية والارتقاء ، وكان مؤداه كشف استعدادات خاصة في التلميذ ، هذه الاستعدادات لابد من توفرها في المتعلم لمواصلة التعلم .

ثم تبين لرجال التربية أن كثيراً من التلاميذ الذين يفشلون في الامتحانات ، لا يرجع فشلهم الى نقص في استعداداتهم بقدر ما يرجع الى خطأ في بناء المنهج الدراسي أو سوء تنفيده ، أو الى عيوب في الامتحانات ذاتها . ومن هنا اصبح التقويم جزء متكامل من العملية التربوية ، وأصبح وسيلة وليس غاية ، للتمكن من تحقيق عمليتي التعليم والتعلم ومعرفة ما تم تحقيقه من أهداف تربوية .

التقويم وعلاقته بالاختبار والقياس والقيم :-

أن الهدف الرئيسي من العملية التربوية هو مساعدة الطلاب على النمو الشامل في جميع جوانب شخصياتهم ، واكتساب الأهداف التي حددها المجتمع ، ويعتبر التقويم والاختبارات والقياس والتقييم جانباً من الأنشطة المستمرة التي تحدث داخل الفصل . وهي كثيراً ما تستخدم عند بعض المعلمين أن لم يكن الغائب فهم كبدائل تحمل نفس المعنى الا أن المتعين في وظيفتة كل من هذه المصطلحات ، والمطلع على المتطورات التي مربها مفهوم التقويم يدرك بوضوح البون الواضح بين هذه المصطلحات الاربعة والعلاقة التي تربطهم اجرائياً .

فالاختبار test يعتبر عادة أضيق المصطلحات الاربعة . وهو يعني في أضيق معانيه مجموعة من الاسئلة للاجابة عليها ، وكنتيجة لإستجابات الطالب على هذه المجموعة من الاسئلة نحصل على قيمة عديدة لخصائص أو صفات هذا الطالب في السلوك الذي نتوخاه من وراء اتمام العملية التعليمية .

أما القياس measurement فغالباً ما يعني مفهوماً أوسع من الاختبار ، وهو يعني في مجال الاحصاء ، اعطاء قيمة رقمية ( عددية ) .

تشير الى كمية ما يوجد في الشيء من الخاصة المقاسة وفق مقاييس مدرجة ذات رقمية متفق عليها أما في مجال التربية فالقياس يعني مجموعة مرتبة من المثيرات أعدت لتقيس بطريقة كمية أو كيفية بعض العمليات العقلية أو السمات أو الخصائص ، وهذه المثيرات أما أن تكون أسئلة أو اعداد أو نغمات أو غيرها .

أما التقييم VALUING فتقتصر على أصدار الحكم على قيمة الاشياء ، أي تقدير مدى العلاقة بين مستوى التحصيل والأهداف بمعنى تقدير قيمة الشىء استناداً الى معيار معين .

أما التقويم EVALUAION فهو أوسع المصطلحات الاربعة واشملها ، ويعرف بأنه العملية الشخصية الوقائية العلاجية التي تستهدف الكشف عن مواطن القوة والضعف في التدريس بقصد تحسين عملية التعليم والتعلم وتطويرها بما يحقق أهداف تدريس المادة الدراسية . وبمعنى أشمل فإن التقويم يقصد به تحديد مدى ما يلغناه من نجاح في تحقيق الأهداف التي نسعى الى تحقيقها في جانب من جوانب الحياه المختلفة ، بحيث يكون عوناً لنا على تحديد المشكلات وتشخيصها ومعرفة العقبات والمعوقات بقصد وضع الحلول المناسبة لها من أجل تحسينه ورفع مستواه الى الأفضل ليحقق أهدافه المنشودة بنجاح .

ولتوضيح العلاقة بين التقويم والتقييم والقياس علينا أن نقوم بإعداد مجموعة من الاسئلة في مادة العلوم ونقدمها كاختبار لفصل " ما " ثم نقوم بتصحيحها ونحن إذ نفعل هذا فإننا نقوم بعملية اختبار TEST ولنفرض أن الطالب محمد من هذا الفصل حصل على 70 درجة من مائة في هذا الاختبار فهدا لا يعني شيئاً محدداً من حيث تفوق محمد أو تأخره ، فقد تعني تلك الدرجة أنه متفوق على زملائه إذا كانت هذه .

الهدف من تقويم الطالب :-

إن تقويم الطالب له غرضان أساسيان :-

1- مساعدة المعلمين على تحديد الدرجة التي أمكن بها تحصيل أهداف التدريس .

2- مساعدة المعلمين على فهم الطلاب كأفراد .

فالغرض الاول غرض أساسي ، حيث إن سلوك الطالب يتم دائماً في ضوء أهداف التدريس والخبرات التربوية التي مر فيها الطالب . أما الغرض الثاني فإنه مكمل للغرض الاول ، إذ لو حصل المعلم على خبرة كافية عن الطالب ، فإن ذلك يساعدة على التخطيط السليم واختيار أفضل الطرق التدريسية وأنسبها لتعليم الطالب .

وتحديد التغيرات التي تحدث في سلوك الطلاب نتيجة للخبرات التربوية التي مروا فيها خلال تعلمهم يمكن أن يتم بالوسائل التالية ، وهي ما يطلق عليها بوسائل التقويم وهي :-

1-الوسائل الاختبارية .

وتتضمن جميع الاختبارات الكتابية ( المقالية والموضوعية ) والاختبارات الشفوية والاختبارات العملية .

2- الوسائل الغير اختبارية .

وتتضمن السجلات القصصية ، ومقاييس التقدير والمقاييس السيكومترية ( المقاييس النفسية ) .

ومهما كان نوع الوسيلة التي يستخدمها المعلم في التعرف على التغيرات التي تحدث في الطالب ، فهو يحتاج الى معرفة بالاساليب التي يستخدمها بكفاءة وهذا ما سوف يتعرفه في المحاضرة الخاصة بالاختبارات وصياغتها .

مستويات التقيم :-

يمكن تصنيف التقويم لأداء الطلاب على النمو التالي : -

1- التقويم القبلي ( المبدئي ) placement Ev

وهو تحديد أداء الطالب في بداية التدريس ( تقويم تصنيفي ) وهو خاص بالادء المبدئي للطلاب قبل البدء في تدريس الوحدة الدراسية .

ويكشف هذا التقويم مهارات الطلاب الضرورية والمعرفة لديهم حتى يتسنى للمعلم والوقوف على الوضع الحقيقي للطلاب ومن أدوات هذا التقويم ، الاختبارات والملاحظة ، والتقارير الذاتية .

2- التقويم البنائي ( التكويني ) FORMATIVE EV

ويتضمن مراقبة تقدم تعلم الطلاب أثناء التدريس ويستفاد من نتائجه في العلاج المبكر وتوفير التغدية الراجعة للطلاب وتزويد المعلم بالمعلومات الكافية عن طرق وأساليب التدريس والانشطة والوسائل التعليمية المستخدمة ، ومن أدواته الأسئلة الصفية أثناء التدريس ، والأختبارات القصيرة والتمارين والملاحظة والمناقشات الجماعية .

3- التقويم الشخصي DIAGNASTIVE EV

ويهدف الى تشخيص صعوبات التعلم أثناء التدريس والتي أظهرها التقويم البنائي ، ويتعدى ذلك الى تحديد أسباب مشكلات التعلم وبناء خطة المعالجتها . ومن أدواته الملاحظة والختبارات الشخصية المصممة جيداً لهذا الغرض .

4- التقويم النهائي ( الختامي ) SUMMATRE EV

ويحدث في نهاية التدريس ويهدف الى تحديد الى أي مدى تم تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة ثم تقدير درجات الطلاب وتصنيفهم .

ويرتبط التقويم النهائي بأهداف المقرر . ومن أدواته الاختبارات التحريرية والشفويه والعملية ، والنشاطات العملية للطلاب ، والتقارير والابحاث وعلى الرغم من أن الهدف الرئيسي للتقويم النهائي وهو تصنيف الطلاب طبقاً لتحصيلهم . الا أنه يمدنا بمعلومات للحكم على تحقيق المقرر وفعالية التدريس .

خطوات إجراء التقويم :-

إن عملية التقويم الناجحة تمر بخطوات متتابعة ومنسقة يكمل بعضها بعضاً فإذا كان التقويم الهدف منه تحديد ما بلغناه ومن الاهداف المنشودة ، بقصد التعرف على مستوى الطالب في تحقيق هذه الأهداف ، ومن ثم التعرف على صعوبات التي بها وتشخيصها وعلاجها ، فمن الطبيعي أن يسير التقويم وفق الخطوات التالية :-

1- تحديد الأهداف :
ويعني تحديد الأهداف التي نريد معرفة مدى تحقيق الطالب لها في سبيل اصدار احكاماً علمية مناسبة على العمل التربوي الذي نريد تقديمة .

وينبغي أن تحدد الأهداف بدقة وتوازن وشمول وأن تكون الأهداف واضحة مصاغة في أطار سلوكي

2- تحديد المجالات التي يراد تقويمها :
تتضمن العملية التربوية عدداً من المجالات التي يمكن تقويمها و العمل على تحسينها،ولكي يتم ذلك ، ينبغي أن يحدد المجالات التي نريد أن نتناولها بالتقويم، مثل المقررات المدرسية ، طرق التدريس ، وسائل تعليمية ، أنشطة علمية ، المعلم ، التلميذ ونواحي نموه المتعدده .

3- تنفيذ التقويم : -
ويشمل اعداد الوسائل و الاختبارات و المقاييس وبطاقات الملاحظة،وقوائم التقدير ،واسئلة المقابلة الشخصية،والدرجات وغيرها من الادوات التي تناسب المجالات المراد تقويمه،ثم تهيئة من يقوم بتطبيق هذه الادوات

4- تنفيذ التقويم :
ويقصد به التطبيق الفعلي لوسيلة التقويم وتقديمها للإجابة عليها من قبل المفحوصين كالاختبارات مثلاً، أو الاتصال بالافراد و الجهات المختصة ورصد ارائهم ومتابعتهم للحصول على البيانات المطلوبة عن المجالات التي يرغب في تقويمها
ويتطلب تنفيذ التقويم الجيد تعاوناً من العاملين في المجال مثل الزملاء و الاداريين ، للحصول إلى افضل النتائج و ادقها .

5- تحليل البينات و استخلاص النتائج :
وتعني هذه الخطوة رصد البيانات المتحصل عليها رصداً علمياً يساعد على تحليلها ومن ثم تحليلها واستخلاص النتائج منها و اصدار الاحكام .

6- التعديل سبقاً لنتائج التقويم:
إن عملية التقويم لا تنتهي بمجرد اصدار الاحكام على النتائج التي توصل اليها التقويم ،وإنما يستمر التقويم إلى تقديم المقترحات المناسبة للحصول إلى الهدف المنشود من التقويم،وهو علاج المشكلات إن وجدت واثراء مواطن القوة .

7- تجريب المقترحات و الحلول :
إن الحلول والمقترحات التي تم التوصل اليها رقم 6 لا تعد اكثر من كونها إفتراضات، لذلك لا بد أن تضع هذه المقترحات الحلول للتجريب للتأكد من سلامتها من جهه و لدراسة مشكلات التطبيق واتخاذ اللازم لعلاجها ومن هنا يجب الآ يستسلم المعلم بالمقترحات والحلول التي توصل اليها في التقويم وبأخذ بها على انها نهايته و لكن يجب ان يخضعها للتجريب ، فقد تكون هي بالفعل الحلول المناسبة وقد تكون غير ذلك مما يتطلب إعادة النظر في مضمونها والعمل على ايجاد الحلول المناسبة بدلاً عنها

<!-- / message --><!-- sig -->


المصدر: موقع ملتقي التربية و التعليم
Education-Learning

Asmaa Alnahrawy

  • Currently 130/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
42 تصويتات / 2322 مشاهدة
نشرت فى 29 سبتمبر 2010 بواسطة Education-Learning

ساحة النقاش

Asmaa Alnahrawy

Education-Learning
Instructor »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,580,321