يعتري الموظف عدم الانتباه للحظة قصيرة، فيقع ما يخشاه؛ حيث ينظر إليه زميله في العمل منتظراً إجابة على السؤال الذي طرحه عليه، ولكن الموظف لا يدري بم يجيب، وكيف ذلك وهو لم يسمع في الأساس السؤال الذي وجهه زميله إليه. وعن كيفية التصرف السليم في هذه الحالة تنصح إيما فوغلزانغ، مدربة الإتيكيت بمدينة هامبورغ شمال ألمانيا، بالاعتراف لزميل العمل بعدم الإنصات لسؤاله والاعتذار له، فذلك أفضل من محاولة الهروب من الموقف والمداراة عن لحظة السهو الفكري بإجابات غير محددة من قبيل «هممم» أو «أها»، حيث سيكون الموقف أكثر حرجاً إذا ما تبين أثناء مجرى الحديث أن المرء لم ينصت جيداً في إحدى نقاط الحديث الحاسمة.
وأضافت مدربة الإتيكيت الألمانية :”المهم هو كيفية صياغة التعبير عن عدم الإنصات للطرف الآخر”، موضحة أنه قد يكون من غير اللائق مثلاً أن يعبر الموظف لزميله عن عدم إنصاته له بشكل عفوي قائلاً :«تباً، لقد سهوت للحظة»، فهذه الجملة التلقائية تبعث لزميل العمل برسالة مفادها «لست مهماً بالنسبة لي»، وهو أمر جارح للغاية. لذا تؤكد إيما على أهمية أن يبين الموظف لزميله أن عدم إنصاته ليس ناجماً عن عدم الاهتمام بحديثه أو عدم تقديره له، مشيرة إلى أنه من المفيد أيضاً توضيح السبب الحقيقي الذي يقف وراء تشتت الانتباه، وذلك بخلاف الأعذار من قبيل «لم أفهم جيداً بسبب بعض المعوقات السمعية» والتي لا تأتي بالضرورة بنتائج إيجابية.
ساحة النقاش