القاهرة : توصل فريق بحثي بالمركز القومي للبحوث إلي أن التلوث بالرصاص وراء 28% من حالات التأخر في نمو الأطفال، مؤكدين أن التعرض لنسب كبيرة منه ولفترات طويلة يؤدي إلي ضعف التحصيل الدراسي خاصةً في مادتي الحساب واللغة العربية, كما أنه يضعف ذاكرة الطفل و يؤثر سلباً في قدرته علي حل المشاكل، وقد ثبت علميا أن ارتفاع نسبة الرصاص تؤدي إلي الإصابة بالأنيميا.
وأشارت الدكتورة ابتسام صلاح أستاذ صحة الطفل بالمركز القومي للبحوث ورئيس الفريق البحثي، إلي أن التلوث بالرصاص يرجع إلى التعرض المباشر للأتربة والدهانات المختلفة كما يزداد في المناطق الصناعية, بالإضافة إلي تلوث المياه بالرصاص.
وأظهرت الدراسة أن متوسط نسبة التلوث بالرصاص في المناطق الصناعية بلغت 15.8% ميكروجرام لكل ديسي لتر وهي تعد نسبة مرتفعة جداً وتزداد في الأطفال تحت سن3 سنوات بسبب وضع الألعاب المختلفة والبالونات وغيرها في الفم, ولوحظ أن هذه النسبة تختلف طبقاً لعدة عوامل منها الحالة الاقتصادية والاجتماعية للأسرة وحجم الرعاية التي يتلقاها الطفل من الأم, وكذلك معدل التدخين في وجود الأطفال وبعض سلوكيات الأطفال الخاطئة مثل قضم الأظافر وأكل الطين أو البويات.
ولتقليل بقايا عنصر الرصاص الموجود بالبيئة تنصح الدراسة بضرورة الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل الألبان ومنتجاتها والطحينة مع التقليل من شرب المياه الغازية لأنها تقلل من امتصاص الجسم لعنصر الكالسيوم مما يمنع الاستفادة منه, وعدم الإكثار من المقليات والأطعمة الدهنية, حيث أن ارتفاع الدهون والسعرات الحرارية في الغذاء يزيد من امتصاص الرصاص بالدم, ومن المهم أيضاً للحماية من تلوث الرصاص عدم استخدام ورق الجرائد في لف الأطعمة أو وضع المقليات عليها مثل البطاطس المحمرة والباذنجان المقلي, مع ضرورة غسل لعب الأطفال علي فترات متقاربة.
وطبقاً لما ورد "بجريدة الأهرام"، أخيرا توصي الدراسة بضرورة التحليل لنسبة الرصاص بدم الأطفال خاصة في المناطق الصناعية لارتفاع نسبة الخطورة بها, ويمكن الكشف المبكر عن تسمم الرصاص عن طريق تحليل الدم والذي يظهر نقصا في نسبة الأريثربيويتين وهو بروتين موجود بالدم.



ساحة النقاش