فوائد الصوم بشكل عام، فمن المعروف أن الصيام من العبادات التي أمرت به جميع الأديان السماوية، وذلك لفوائده الكثيرة إلا أن الصوم في الإسلام هو أكثرها ملاءمة لطبيعة الإنسان على مر العصور، وذلك لأنه يجمع بين الفائدة وعدم التأثير السلبي على صحة الإنسان، ولذلك نهى النبي _صلى الله عليه وسلم_ عن صوم الوصال وهو الصوم لأكثر من يوم دون فطور أو سحور؛ لما قد يسببه من تأثير عكسي على صحة المسلم، قال _سبحانه وتعالى_: "وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ" (الحج: من الآية78).
وللصيام فوائد نفسية وفوائد جسدية، فمن الفوائد النفسية
تقوية الإرادة، وتعوّد الإنسان على الصبر، قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "الصوم نصف الصبر، والصبر نصف الإيمان"، كذلك فالصوم له تأثير نفسي غير مباشر فيشعر الصائم بمعاناة الفقراء، وبالتالي يتجه إلى مساعدتهم والتصدق عليهم.
أما من الناحية الجسدية:
لعلي أقول: إن الصوم يريح جميع أعضاء الجسم، وبالذات الجهاز الهضمي والكبد والكلى والقلب، ويعطي هذه الأعضاء فرصة للتخلص من السوائل الزائدة، وكذلك من الدهون والسكريات المتراكمة.
وللصوم تأثير عام على الصحة تطرق له الكثير من الزملاء الأطباء في كتب عديدة لعلني أذكر هنا ما ذكره الدكتور إدريس بن يوسف من المغرب في أحد كتبه، ومن ذلك:
1- الصوم كرخصة راحة للجسد تمكن من إصلاح أعطابه ومراجعة ذاته.
2- بفضل الله ثم الصوم تُفرّغ الأمعاء وتتخلص من النفايات والجراثيم الخاصة بالتخمير التي تكون عادة سبب في تكوين عوامل سامة.
3- بفضل الله ثم الصوم تسترجع أجهزة التفريغ الجهاز الهضمي والبولي والكبد وكيس المرارة نشاطها وقوتها، كما تتحسن وظيفتها الخاصة بتنقية الجسم وتنظيفه وإزالة الزوائد التي تعوق مختلف أعضائه وأجهزته الحيوية.
4- يقوم الصوم بإعادة ضبط العوامل والثوابت الحيوية والكيماوية في الدم، وكذا
داخل جميع أعضاء الجسم.
5- بفضل الله ثم الصوم يسهل تحلل المواد الرديئة والزائدة، وكذا تحلل الترسبات المختلفة داخل الأنسجة المريضة أو المختلة في وظائفها.
6- يقوم الصوم بإعادة الحيوية والشباب إلى الخلايا والأنسجة المريضة أو المختلفة في أعضاء الجسم.
7- الصوم يضمن الحفاظ على الطاقة الجسدية، ويعمل على ترشيد توزيعها حسب متطلبات الأعضاء المختلفة.
8- يحسن الصوم ويسهل عملية الامتصاص والهضم عبر الأمعاء.
ساحة النقاش