المقولة "الأكل ملجأك الوحيد من العلاقات" ليست مجرد تعبير عابر، بل ترتبط ارتباطًا وثيقًا بما يُعرف علميًا بـ **"الأكل العاطفي"** أو **Emotional Eating**، وهو سلوك نفسي موثق في علم النفس والسلوك الغذائي. إليك تحليلًا علميًا ونفسيًا مدعومًا بالأدلة والآراء المتخصصة:

  🧠 ما هو الأكل العاطفي؟

- هو تناول الطعام استجابةً لمشاعر داخلية (توتر، حزن، وحدة، فراغ) وليس بسبب الجوع الجسدي الحقيقي.

- غالبًا ما يُختار الطعام الغني بالسكريات أو الدهون لأنه يمنح شعورًا مؤقتًا بالراحة أو "الاحتواء".

  📊 الأدلة والبيانات النفسية

| العامل النفسي         | التأثير على الأكل العاطفي                                                                 |

| التوتر والقلق         | يرفع هرمون الكورتيزول، مما يزيد الشهية ويحفز الرغبة في تناول أطعمة مريحة مثل الحلويات والدهون. |

| الشعور بالوحدة        | يدفع البعض لاستخدام الطعام كبديل عن العلاقات أو الدعم العاطفي.                         |

| الاكتئاب والحزن       | يرتبطان بزيادة استهلاك الطعام كمحاولة للهروب أو التهدئة الذاتية.                         |

| العادات المكتسبة      | استخدام الطعام كمكافأة أو تهدئة منذ الطفولة يرسّخ هذا السلوك في العقل اللاواعي.         |

> وفقًا لجمعية علم النفس الأمريكية، 38% من البالغين قالوا إنهم تناولوا طعامًا غير صحي بسبب التوتر خلال الشهر السابق.

🧩 هل الأكل بديل عن العلاقات؟

علميًا، لا يمكن للطعام أن يحل محل العلاقات الإنسانية، لكنه قد يُستخدم كـ"آلية دفاعية" أو "استجابة تعويضية" في حالات:

- العلاقات المؤذية أو السامة.

- غياب الدعم العاطفي أو الشعور بعدم الأمان.

- تجنب المواجهة أو الانخراط الاجتماعي.

لكن هذا السلوك قد يؤدي إلى:

- حلقة مفرغة من الشعور بالذنب → الأكل الزائد → فقدان السيطرة.

- مشاكل صحية مثل السمنة واضطرابات الأكل.

- تفاقم العزلة النفسية بدلًا من علاجها.

 🧘‍♀️ البدائل الصحية للتعامل مع المشاعر

- ممارسة التأمل أو التنفس العميق.

- التحدث مع صديق أو مختص نفسي.

- الانخراط في نشاط بدني أو فني.

- كتابة المشاعر أو التعبير عنها بطرق غير غذائية.

خاتمة توقعية قصيرة

مع التزام بالتدخلات المتعددة المحاور المذكورة، يتوقع تحسّنًا ملحوظًا في تواتر النوبات وشدتها خلال 6–12 أسبوعًا، وتحسّنًا وظيفيًا واجتماعيًا ضمن 3–6 أشهر. الهدف النهائي هو تحويل الطعام من "ملجأ" مؤقت إلى جزء طبيعي ومتزن من حياة صحية عاطفيًا وسلوكيًا.

 🎯 خلاصة علمية

المقولة صحيحة جزئيًا من منظور نفسي وسلوكي، لكنها **ليست حلًا صحيًا أو دائمًا**. الأكل قد يكون ملجأ مؤقتًا، لكنه لا يعالج جذور المشاعر أو العلاقات. بل قد يزيد من تعقيدها إذا أصبح وسيلة للهروب بدلًا من المواجهة أو العلاج.

المصادر والمراجع

أبرز الكتاب والباحثين (دوليون)

• Susan Albers — متخصصـة بالأكل العاطفي وعملت مواد عملية للعلاج الذاتي.
• Evelyn Tribole وElyse Resch — مؤلفتا منهج "Intuitive Eating" للعلاقة الصحية مع الطعام.
• Traci Mann — باحثة سلوكية في اضطرابات الأكل ودراسات الجوع الذهني.
• Geneen Roth — كاتبة وتجارب علاجية حول الأكل العاطفي والعلاقة مع النفس.
• Kelly D. Brownell — علم السلوك التغذوي وسياسات السمنة.
• Kristin Neff — أبحاث وتعليمات حول التعاطف مع الذات وتخفيف الشعور بالذنب المرتبط بالطعام.
• Christopher G. Fairburn — متخصص علاج اضطرابات الأكل السريري، مرجع للعلاجات المبنية على الأدلة.

كتب موصى بها بالعربية أو مترجمة (مهمة للموضوع)

• Intuitive Eating — Evelyn Tribole & Elyse Resch (ترجمة متاحة بالعربية أحيانًا).
• Women, Food, and God / Breaking Free from Emotional Eating — Geneen Roth.
• The Food and Feelings Workbook — يسهل تطبيق استراتيجيات التعرف على المحفزات (راجع الترجمات المتاحة).
• كتب ومقالات مراجعة في الصحة النفسية والتغذية من دور نشر أكاديمية ومواقع طبية موثوقة.