لعبة الإغواء.. إمرأة لعوب
ريم، أو كما كان البعض يطلق عليها سرًا لقب **الحباري**، كانت المرأة التي تتقن لعبة الإغواء والسيطرة كما لو كانت فنانة ماهرة. تربت على يد والد صارم، ضابط شرطة متقاعد، وأم مهووسة بالمظاهر، ولها أختان متزوجتان تزوران العائلة بين الحين والآخر. كانت ريم، الابنة الوحيدة بين الأخوات، وحيدة في عالم الرجال، ومع ذلك كانت تتقن قلب كل رجل يلتقي بها إلى عالمها، عالمها المظلم والمليء بالألعاب النفسية.
تزوجت ريم من فارس، مصرفي ناجح، وأنجبت منه سامر ومالك. لكنها، بشخصيتها النرجسية والأنانية، تحكمت بكل شيء، من مشاعر زوجها إلى تفاصيل حياته اليومية، لتصبح العلاقة بينهما مشحونة بالتوتر. طلقها فارس في النهاية، تاركًا لها الأولاد لكنه يواصل الإنفاق عليهم من بعيد، بينما تعيش ريم في شقته الفاخرة مع والدها بعد تقاعده وأمها، محافظة على صورة المرأة المثالية أمام الجميع، لكنها في الداخل مجرد **حباري لعوب تبحث عن كل إغراء متاح**.
في مركزها النفسي، كانت ريم تستخدم منصبها الزائف كواجهة، تدير الخدمات، تشرف على النظافة والطعام والعاملين، وتكتب تقارير شكلية، لكنها في الوقت نفسه كانت تعيش حياتها السرية: علاقات مشبوهة مع المرضى، وأسفار خارج البلاد بحجة العمل أو العمرة، بينما كانت في الواقع تبحث عن إشباع رغباتها مع عشاق متعددين، متقلبة بين رجل وآخر دون شعور بالذنب، كأنها تحترف لعبة **السيطرة والإغواء** بكل حيلة ممكنة.
كانت تسيطر على الرجال بأساليب متقنة: تسريحة شعر تخفي عينيها فتجذب نظراتهم، ابتسامة خجولة مغلفة بالحمرة، أو الاقتراب المبالغ فيه جسديًا، بحيث يصبح الرجل عاجزًا عن المقاومة. لكنها، رغم هذه القوة الظاهرية، كانت مضطربة نفسيًا، تبحث عن حب مستحيل، وتنقض على كل فرصة لإثبات تفوقها، دون أن تدرك أنها في كل مرة تخسر جزءًا من نفسها.
أصبحت فضائحها تتكشف شيئًا فشيئًا. رضا، مريض سابق في المركز، اكتشف أسرارها وبدأ بابتزازها. الصحفيون يتعقبون علاقاتها، واختيها وزياراتهم أصبحت تكتنفها الشكوك، بينما أولادها يشعرون بالغربة عنها. حتى زوجها السابق بدأ يرسل تحذيرات لأولادها، والعائلة كلها بدأت تتبرأ منها.
لم تكن مجرد امرأة لعوب، بل **رمز للإغواء المدمر**، امرأة تحرق كل ما حولها بحثًا عن السيطرة والاهتمام، لكنها في النهاية **كانت ضحية لرغباتها وأنانيتها**، أسيرة ألعابها، متورطة بين عالمها المزيف وحقيقة سقوطها النفسي والعاطفي.
كل رجل اقترب منها كان مجرد فريسة، وكل علاقة كانت درسًا لها في السيطرة، لكنها لم تفهم أبدًا أن اللعبة التي تصنعها للآخرين، كانت في الحقيقة **سجناً لها، حيث فقدت الحب، العائلة، والهوية**.


