(لقطة ليلية – شقة فاخرة، أضواء خافتة، أصوات أنفاس مسموعة من خلف باب غرفة ريم. الكاميرا تتحرك ببطء نحو الباب بينما يتردد صوت ريم الداخلي)
صوت ريم – مونولوج داخلي (هادئ ثم متصاعد):
"يظنون أنني طبيبة…
يظنون أنني المنقذة…
أبي صلاح يرفع رأسه فخورًا بي،
وأمي تتباهى بي أمام نساء الحي…
أما أنا… فأعرف حقيقتي جيدًا.
أنا لا أداوي العقول… أنا أختبرها.
كل رجل يقترب… أقرأ ضعفه قبل أن ينطق.
يعطونني القوة، وأنا آخذ منهم كل شيء…
الحب؟ كلمة للأطفال.
أنا لا أُحَب… أنا أُسيطر.
حتى من أشبع جسدي… حطمته بيدي."
(صوت هاتف يرن بنغمة خافتة، ريم تلتقط الهاتف وتغلق الباب بهدوء. الكاميرا تنتقل إلى صلاح – الأب – جالس في الصالة يقرأ جريدة، يسمع خيطًا ضعيفًا من ضحكات مكتومة خلف الباب، يتوقف عن القراءة، يرفع رأسه بقلق…)
ريم (همس عبر الهاتف):
"أخبرتك… الليلة فقط، وأنت تعرف القواعد."
(تُغلق المكالمة، ريم تبتسم ابتسامة باردة أمام المرآة، تنظر مباشرة للكاميرا)
ريم – مونولوج داخلي (نبرة انتصار):
"لا أحد يعرف متعة إسقاط الأقنعة…
لكن قناعي؟
لن يسقط أبداً."
الشخصيات
-
ريم: امرأة في منتصف الثلاثينات، تعمل مشرفة في مركز علاج نفسي، لكنها تدّعي أنها طبيبة متخصصة.
-
صلاح: والدها، ضابط شرطة متقاعد، صارم سابقًا لكنه فقد السيطرة بعد التقاعد.
-
ليلى: الأم، مهووسة بالمظاهر، ترى في نجاح ابنتها تعويضًا عن طلاق الأختين.
-
هند: الأخت الوسطى، مطلقة من رجل أعمال بارز.
-
نادين: الأخت الصغرى، مطلقة من مسؤول حكومي رفيع.
-
فارس: الزوج السابق لريم، مصرفي، تركها بسبب شخصيتها المتسلطة.
-
سامر ومالك: ابنا ريم (16 و12 سنة).
-
رضا: مريض إدمان سابق، يتحول إلى ورقة ابتزاز.
-
ناصر: مدير المركز النفسي.
-
آدم: رجل أعمال تعرفت عليه في إحدى سفراتها.
-
الصحفية: صحفية شابة تعمل على كشف الأطباء المزيفين.
الحبكة الكاملة
الفصل الأول – القناع البراق
ريم تتظاهر بأنها طبيبة نفسية مرموقة.
صلاح (الأب) يفتخر بها، وليلى (الأم) تتباهى أمام العائلة، خاصة بعد طلاق الأختين.
فارس الزوج السابق يواصل الإنفاق على الأولاد الذين يعيشون معها في شقة فاخرة، لكنه يحتفظ بشكوكه حول سلوكها.
الفصل الثاني – أسرار الليل
-
ريم تتلاعب بعملها: تكتب تقارير شكلية وتشرف على الخدمات، بينما توهم عائلتها بأنها تعالج حالات صعبة.
-
تبدأ بإجراء مكالمات هاتفية مشبوهة في أوقات متأخرة، مدعية أنها جلسات استشارة للمرضى.
-
الأم تسمع همسات من غرفتها، لكن خوفها على السمعة يجعلها تتجاهل.
-
سامر يلاحظ تكرار أرقام مجهولة في سجل هاتفها وشذوذ توقيت المكالمات.
الفصل الثالث – السفر والانتقام
-
في رحلة عمل مزعومة، تتعرف ريم على رجل الأعمال آدم الذي يثير إعجابها ويشبع رغباتها العاطفية.
-
بدلاً من الاستقرار معه، تقرر استغلال ضعفه العاطفي لتدميره نفسيًا، في انعكاس لرغبتها في الانتقام من كل الرجال بعد تجربتها القاسية مع الطلاق.
-
تكتب في مذكراتها: "كل رجل يقترب… مجرد لعبة أختبر بها قدرتي على السيطرة."
الفصل الرابع – الدائرة تضيق
-
رضا، المريض السابق، يهددها بتسجيلات لمكالماتها.
-
الصحفية، التي تحقق في قضايا أطباء مزيفين، تصل إلى رضا وتحصل على أدلة.
-
فارس يتلقى تحذيرات عن سلوك ريم من مصادر مجهولة.
-
مدير المركز ناصر يواجه ريم بتسجيلات كاميرات مراقبة تثبت دخولها غرف المرضى في أوقات غير مبررة، لكنها تساومه بفضح مخالفات مالية تخصه.
الفصل الخامس – الانفجار
-
الصحفية تنشر تقريرًا يتهم ريم بانتحال صفة طبيبة والتورط في علاقات غير مهنية مع مرضى.
-
التسجيلات الصوتية لمكالماتها تنتشر على وسائل التواصل.
-
صلاح يواجه ابنته في مشهد مأساوي، مطالبًا إياها بالاعتراف:
صلاح: "كنت أظن أني ربيتك لتكوني فخر العائلة…
لكنكِ صرتِ الخطر الذي يهددنا جميعًا."ريم (باردة): "لم أخدعكم… أنتم خدعتم أنفسكم لأنكم صدقتم ما تحبون سماعه."
-
الأم تنهار باكية، الأختان تلقيان باللوم على ريم معتبرتينها سبب لعنة العائلة.
-
سامر يعلن أنه سينتقل للعيش مع والده، رافضًا حمل اسم والدته.
مشهد المواجهة – النهاية
(غرفة الجلوس في شقة العائلة. المساء. توتر كثيف يملأ المكان. الصحف على الطاولة تحمل عناوين فضيحة المركز النفسي. الأم ليلى تجلس واجمة، الأختان هند ونادين متوترتان. سامر يقف عند الباب ممسكًا بهاتفه. صلاح – الأب – يدخل بخطوات ثقيلة. ريم تجلس على الأريكة، ملامحها باردة رغم العاصفة حولها.)
صلاح (صوت منخفض لكنه حاد):
ريم… اجلسي مستقيمة وانظري إليّ.
(يتوقف لحظة)
أريد الحقيقة… لا أعذار، لا شعارات.
ريم (ترفع حاجبها بسخرية):
الحقيقة؟ أي حقيقة تريد؟
التي تعجب الصحف أم التي تخيفكم؟
صلاح:
لا تلعبِي بالكلمات.
هذه التقارير… تسجيلات… مكالمات في منتصف الليل…
هل كل هذا كذب؟
ريم (تتنفس بعمق، بنبرة تحدّ):
كذب أو صدق… ما الفرق؟
أنتم صدّقتم لسنوات ما أحببتم تصديقه.
كنتم تريدون طبيبة لامعة فصنعت لكم صورة تليق بأحلامكم.
ليلى (تشهق باكية):
ريم! نحن صدقناك لأننا… لأننا نحبك.
ريم (تلتفت إلى أمها ببرود):
الحب… كلمة جميلة تُستخدم لتغطية العمى.
أمي، كنتِ تحبين الألقاب أكثر مما تحبينني.
صلاح (ينفجر غاضبًا):
كفى!
هل تدركين ماذا فعلتِ بنا؟
سمعة العائلة… احترامنا… أولادك!
ريم (بصوت منخفض، نظرة حادة):
أولادي يعرفون قوتي…
وأنت يا أبي… علّمتني كيف أُخفي الأسرار.
كنتَ رجل الشرطة الذي يراقب الجميع،
لكنك لم ترَ من يعيش تحت سقفك.
(صمت ثقيل. سامر يقترب، يمد الهاتف إلى جده.)
سامر (بصوت مرتجف):
جدي… هذا تسجيل… لمكالمة…
(ينظر إلى أمه)
لماذا يا أمي؟ لماذا كل هذا؟
ريم (تحدق في ابنها، تبتسم ابتسامة باهتة):
لأن العالم لا يرحم الضعفاء يا سامر…
وأمك اختارت ألا تكون ضعيفة.
صلاح (يحاول السيطرة على صوته):
هذا ليس قوة… هذا هروب.
أنتِ تهدمين كل شيء فقط لتثبتي أنكِ لا تُهزمين.
ريم (بهمس حاد):
بالضبط… لن أُهزم.
حتى وإن سقط القناع… سأرتدي آخر.
(ريم تنهض ببطء، تلتقط حقيبتها، تتوجه نحو الباب. الجميع يراقبها في صمت مشدوه. تفتح الباب، تلتفت ببرود)
ريم:
وداعًا… أو ربما إلى لقاء في مدينة أخرى.
(تخرج. الباب يُغلق بهدوء. صلاح يجلس منهارًا، الأم تبكي، سامر يضم أخاه مالك. الكاميرا تبتعد تدريجيًا على وجه صلاح المصدوم.)


