كثيرا ما قرأت قبل سفري حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " وكثيرا ما قرأت شرحه لكني لم أدرك عمق معاني هذا الحديث وأعلم تقصيري في أمر الآخرة الا بعد سفري  فقد علمت أن الغريب يعيش في سفره بجسده أما قلبه فمعلق باهله وأحبابه ووطنه فهو يعيش وقلبه متعطش ومتلهف لتلك اللحظة التي يعانق فيها أحبابه وتلك اللحظة التي تطأ فيها قدمه وطنه ويبذل ما في وسعه ليقرب هذه اللحظات ..ومما رأيته في نفسي وفي الغرباء من حولي أننا نحاول أن لا ننفق الا القليل مما نحصل عليه من أموال ونقتصد في المسكن  فنشتري المستعمل من المتاع

وما ذلك الا لاننا سوف نذهب ونتركه  أما باقي الدخل اما ندخره أو نرسله الى وطننا فنعمر به مساكننا هناك  وما ذلك الا اننا عازمون على العودة اليه يوما ما حيث الإستقرار هناك ..حتى من لا ينوي الإستقرار في وطنه فان هناك نداء في أعماقه يناديه كل فترة أنه لا اسقرار لك في غير وطنك   ..وهنا ادركت عمق المعنى الذي يريده رسولنا صلى الله عليه وسلم فنحن بالفعل غرباء على هذه الدنيا الزائلة ولابد أن يكون قلبنا متعلقا ومتلهفا الى لقاء الله وجنته والى لقاء حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين كانت قلوبهم كذلك حتى فرح أحدهم عند موته وقال : غدا نلقى الأحبة محمدا وصحبه . كما اننا لابد أن نهتم بتعمير آخرتنا الباقية فا ما ان ننفق أموالنا في النافع وفي وجوه الخير فنعمر بها بيوتنا في الآخرة أو ندخرها عند الله بانفاقها في سبيل الله . ولابد أن نستجيب لنداء الفطرة التي تنادي انه لا بقاء لهذه الدنيا الفانيه وانها ليست وطنكم الحقيقي وهنا أطرقت الى آيات بينات من كتاب الله عز وجل

" اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20) سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ

  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 552 مشاهدة
نشرت فى 18 يونيو 2006 بواسطة ENGMOHAMED

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

7,761