<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

الكيماويات والبيئة

ليس هناك شك في ان الكيماويات قد لعبت دورا هاما في تطور المجتمعات البشرية من خلال استخدامها في كافة الانشطة العلمية و الصناعية و الزراعية و البترولية و العلاجية و التجارية و الحربية و المنزلية. و كما ساعدت الكيماويات علي ارتقاء مستوي الحياة ، ادت الي تعرض صحة  الانسان و بيئتة الي مخاطر كثيرة اثناء انتاجها و نقلها و تخزينها و استخدامها و التخلص منها.

وقد طوع الإنسان على مختلف العصور الكيماويات لاستخدامها في حروبه بدءاً من المنجانيق إلى الأسلحة الكميائية المتطورة .

ويزيد عدد المركبات الكيماوية المعروفة في العالم حتي الان عن اثني عشر مليون مركب، يتداول منهم نحو سبعون الف في الحياة اليومية، و لكن المعلومات و البيانات الخاصة بتاثيرها علي صحة الانسان و بيئتة و طرق الوقاية و العلاج منها مازالت محدودة.

 و لتقليل المخاطر الناشئة عن تداول الكيماويات يلزم وضع سياسات و نظم خاصة لادارة تداولها بطرق امنة مبنية علي اسس علمية سليمة و علي معلومات و بيانات دقيقة واضحة و متجددة ، كما يلزم توعية العامة بمخاطر الكيماويات و التاكد من معرفة كل من يتداولها بخواصها و تاثيرها و انسب الطرق لتقليل مخاطرها و طرق الوقاية و العلاج منها.

 مجالات استخدام الكيماويات في مصر

 تستخدم الكيماويات في مصر في مجالات متعددة ففي مجال الزراعة تستخدم المبيدات و الاسمدة بمعدلات مرتفعة بغية زيادة انتاجية الاراضي الصالحة للزراعة و التي تبلغ نحو 5 %  من اجمالي مساحة مصر و ذلك لتلبية احتياجات النمو السكاني المتزايد، و قد ادي ذلك الي تلوث التربة الزراعية و اثر علي قدرتها الانتاجية كما تلوثت مصادر المياة السطحية و الجوفية و النباتات و المحاصبل المختلفة نتيجة استخدام الطائرات في الرش المساحي، و ادي ذلك الي تسمم الماشية و غيرها من الحيونات و تاثر الانسان بطريقة مباشرة عن طريق ملامستة للمبيدات او استنشاق ابخرتها او بطريقة غير مباشرة عندما يتغذي بالنباتات و الحيوانات و منتجاتها و يؤثر ذلك علي ثروتنا الحيوانية و النباتية و علي اقتصادنا القومي.

وفي مجال الصناعة تستخدم الكيماويات في الصناعات الكيماوية و المعدنية و التعدينية و الدوائية و الغذائية و صناعات الاثاث و الزجاج و الجلود و البلاستك و النسيج و يتعرض العاملين في هذة الصناعات الي مخاطر التعرض للكيماويات و خاصة عند عدم توافر الاجراءات السليمة للوقاية منها وتتصاعد الغازات الضارة من بعض المصانع مثل ثاني أكسيد الكربون والأكاسيد الكبريتية والنيتروجينية والأمونيا ويبقى أغلبها معلقاً في الجو وتلوث الهواء المحيط بالمناطق الصناعية وتتسبب في الأمطار الحمضية التي تؤدي إلى تأكل أسطح المنشآت والمناطق الأثرية كما تؤدي إلى تلف المحاصيل الزراعية وتتسبب في أمراض الجهاز التنفسي وأمراض الدم وينتج عن كثير من الصناعات مخلفات صلبة وسائلة تلقى معظمها في المجاري المائية دون معالجة ويزيد من خطورة هذه المخلفات أن معظمها شديد الثبات ولا يتحلل تحت الظروف الطبيعية المعتادة ويبقى أثرها الضار طويلاً في المجاري المائية وفي كثير من الأحيان تحتوي هذه المخلفات على مواد فعالة تتفاعل مع مكونات البيئة التي تلقى فيها وتؤدي إلى استهلاك قدر كبير من غاز الأكسجين الذائب في مياه المجاري المائية مما يؤدي إلى قتل الكائنات الحية التي تعيش فيها ، كما تحتوي بعض المخلفات الصناعية على المعادن الثقيلة مثل الزئبق والنحاس والكادميوم والكروم والزرنيخ والزنك وهي عناصر شديدة السمية للكائنات الحية وعلى رأسها الإنسان لقدرتها على التراكم في الأنسجة الحية وتقوم الأسماك بتخزين الزئبق في أجسامها على هيئة مركب عضوي يعرف باسم ثنائي فينيل الزئبق أو ميثيل الزئبق وتصبح غير صالحة للاستهلاك الآدمي وينتج من عمليات تصنيع بعض المبيدات والمواد المطهرة مواد شديدة الخطورة مثل مركبات " الديوكسين " وتعتبر من أخطر المواد السامة التي حضرها الإنسان وينتج عن بعض الصناعات الصغيرة مثل المسابك وورش الطلاء والمدابغ ملوثات كيميائية خطيرة معظمها من المعادن الثقيلة مثل الرصاص والكروم والكادميوم والنيكل وتلقى معظمها على شبكات الصرف الصحي وتؤدي إلى تلف محطات المعالجة للصرف الصحي التي تستخدم الطرق البيولوجية في المعالجة .

 وتستخدم الكيماويات في الانشطة البترولية في عمليات الاستخراج و التكرير و الصناعات البتروكيماوية، و تضاف مادة رابع ايثيل الرصاص علي الوقود المستخدم في السيارات لتحسين خواصة لزيادة كفاءة المحرك الامر الذي يؤدي الي تلوث البيئة بمادة الرصاص التي تؤدي الي حدوث امراض خطيرة علي الانسان و خاصة الاطفال حيث تؤثر علي الجهاز العصبي و تتسبب في التخلف العقلي.

كما يمثل التلوث بزيت البترول خطورة كبيرة على الكائنات الحية بما فيها الإنسان لاحتوائه على المركبات العضوية والمركبات الكبريتية التي تتسبب في حدوث أورام واضطرابات في حياة الكائن الحي .

ويؤدي استخدام المنظفات الصناعية التي تستعمل بكميات كبيرة في عمليات الغسيل في المنازل والمنشآت التي تلوث المجاري المائية التي تلقى بها مخلفات لزيادة مركبات الفوسفات التي تؤدي إلى نمو الطحالب وبعض النباتات المائية الأخرى وتؤدي إلى حالة التشبع الغذائي Eutrophication وتتحول البحيرات إلى مستنقعات خالية من الأكسجين تؤدي إلى قتل الأسماك وغيرها من الكائنات الحية وهناك بعض الكيماويات العضوية المحتوية على الهالوجين ينتشر استعمالها في أغراض كثيرة دون الأخذ في الاعتبار أثرها الضار مثل مواد البولي فينيل كلوريد والتي يطلق عليها P.V.C وتستخدم في صناعة كثير من الأدوات المنزلية وبعض العبوات وتعتبر من المواد الخطرة إذا استعملت في بعض أجزاء صناعة الأغذية أو في تعبئة المواد الغذائية وخاصة السائلة مثل اللبن أو الزيت أو العصائر وتسبب الإصابة بالسرطان .

ومن أخطر المواد الكيمائية التي تحتوي على الهالوجين مركبات ثنائي الفينيل عديد الكلور المعروف باسم ( P.C.B ) وتستعمل في صناعة المحولات والمكثفات الكهربائية بسبب قدرتها العالية على عزل الكهرباء وتحملها للحرارة العالية كما تستعمل كمواد ملوثة في صناعة اللدائن وكمواد مضادة للفطريات في صناعة الطلاء وورق التغليف وتؤثر هذه المواد تأثيراً سيئاً على البيئة التي تظهر فيها وتلوثها تماماً وتختزن في الجسم وفي الأنسجة الدهنية بوجه خاص ويؤدي زيادة تركيزها في الجسم إلى الإصابة بالسرطان .

كما أن التدخين يلوث الهواء الذي يدخل إلى الرئة محملاً ببخار القطران أو أبخرة مواد كيماوية مسرطنة مثل البنزبايرين و البنزانثرسين .

ولم يتوقف التأثير للكيماويات عند سطح الأرض وفي جوفها بل يتعدى ذلك إلى الفضاء حيث تصعد الكيماويات المستخدمة في أجهزة التبريد والتكييف وعبوات الأيروسول وبعض الصناعات الأخرى والتي تعرف بمركبات الكلورفلوروكربون والتي تتميز بشدة ثباتها إلى طبقات الجو العليا وتؤدي إلى تلف طبقة الأوزون التي تحمي سطح الأرض والكائنات الحية من أضرار الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس .

وقد يحدث تلوث كيمائي نتيجة لحدوث التصنيع والنقل والتخزين للكيماويات والغازات الصناعية ومن أخطر الحوادث الصناعية للكمياويات حادث بوبال في الهند عام 1984 الذي أدى إلى وفاة أكثر من ألفين شخص وإصابة عدة آلاف أخرى نتيجة لتسرب مادة أيسوسيانات الميثيل من أحد الخزانات بشركة يونيون كاربيد .

وتعتمد مصر على الاستيراد لتلبية احتياجاتها من معظم الكيماويات حيث ما زال انتاج الكيماويات الأساسية في مصر محدوداً للغاية .

ولتعظيم الاستفادة من المواد الكيمائية وتجنب المخاطر الناتجة عن تداولها يجب اتباع الأساليب الآمنة أثناء تداولها من خلال إدارة سليمة بيئياً لها .

الادارة الامنة للملوثات العضوية الثابتة

 

الملوثات العضوية الثابتة هي مجموعة من الكيماويات لها خصائص سامة وتقاوم التحلل وتتراكم في أنسجة معظم الكائنات الحية عن طريق الغذاء والشراب والتنفس .

وتنتقل عن طريق الهواء والماء والأنواع المهاجرة عبر الحدود الدولية وتستقر بعيداً عن مكان اطلاقها حيث تتجمع في النظم الايكولوجية الأرضية والمائية وتؤدي إلى تسمم الإنسان والثروة الحيوانية مسببة أمراضاً عديدة مثل السرطان وتؤدي إلى عيوب خلقية وتؤثر على أجهزة المناعة والإخصاب والقدرات الذهنية .

وتتعرض الأجنة في بطون أمهاتها لهذه المواد من خلال المشيمة ويتعرض الأطفال لها من خلال الرضاعة .

ومعظم هذه المواد يستخدم كمبيدات للآفات الزراعية والحشرية وبعضها يستخدم في الصناعة كما يتولد بعضها كناتج ثانوي – بغير قصد – أثناء بعض العمليات الصناعية مثل صناعات الورق والحديد والصلب والملبدات والإنتاج الثانوي للنحاس والألمونيوم والزنك وصباغة المنسوجات والجلود ومصانع تقطيع الخردة .

وتنتج من بعض العمليات الحرارية مثل محارق النفايات – خاصة الحرق المكشوف – ومن محارق الأسمنت التي تحرق نفايات خطرة ومن محارق الأخشاب والفحم ومحارق الجثث .

كما تنبعث من غلايات المرافق والمنشآت الصناعية ومن المركبات الآلية لا سيما التي تحرق الوقود المحتوي على رصاص ومن مصافي نفايات الزيوت .

والإدارة الآمنة لهذه الملوثات تتطلب تحديدها وحصرها والتوعية بها وبمخاطرها وإيجاد بدائل لها أكثر أمناً والتخلص الآمن منها ومنع إنتاجها أو استخدامها والتحكم في انبعاثها التي تتولد كناتج ثانوي .

وتختلف الإدارة الآمنة للملوثات العضوية الثابتة من بلد إلى آخر طبقاً للظروف المناخية والاجتماعية والاقتصادية لكل بلد .

وتوضح اتفاقية استوكهولم للملوثات العضوية الثابتة التدابير العامة للوقاية من مخاطر هذه الملوثات وتتلخص فيما يلي ..

-       تحديد الملوثات العضوية الثابتة وإجراء حصر شامل لها نوعاً وكماً وأماكن تواجدها أو تولدها وإنشاء نظم للمراقبة والرصد .

-       التوعية بها وبمخاطرها على كافة المستويات .

-       بناء القدرات على الإدارة الآمنة لها .

-       تطوير واستخدام نظم الإدارة المتكاملة ( PMI ) واستخدام بدائل أقل خطورة .

-       استبدال مواد الـ ( POPs) التي تستخدم في الصناعة ببدائل أقل خطورة .

-   استخدام التكنولوجيا الأنظف ( قليلة النفايات ) وإجراء تغيرات في العمليات الصناعية بغرض خفض أو منع انبعاث الملوثات مثل التحول إلى النظم المغلقة .

-       إيقاف الحرق المكشوف والحرق غير المحكوم للنفايات .

-       التقليل إلى أدنى حد من تولد النفايات وخاصة النفايات الخطرة وتعزيز استفادة وإعادة استخدام وتدوير النفايات

-       تشجيع المنتجات التي تولد نفايات أقل

-   استخدام طرق محسنة لتنظيف غازات المداخن مثل الترميد الحراري ، الترميد بالحفز ، الأكسدة ، تساقط الغبار أو الامتصاص ، وتعديل تصميمات العمليات لتحسين الاحتراق ومنع تكون الملوثات العضوية الثابتة من خلال التحكم في القياسات مثل درجة حرارة الترميد أو مدة البقاء .

-       إنشاء المرافق اللازمة للتخلص الآمن من الملوثات العضوية الثابتة .

-       الإلزام والالتزام بالقوانين والتشريعات البيئية ذات الصلة .

-   ولتحقيق الإدارة الآمنة للملوثات العضوية الثابتة ، يجب مشاركة جميع الجهات المعنية في حل هذه المشكلة على أن يتم تحديد دور كل جهة والتنسيق فيما بينهم .

 دور الحكومة

-       وضع السياسات و الخطط و الاشراف علي تنفيذها

-       وضع القوانين و التشريعات ذات الصلة و تطبيقها والزام الصناعة و التجارة و الزراعة بالالتزام بها.

-       تطبيق الاتفاقيات الدولية ذات الصلة

-       التوعية علي كافة المستويات بالملوثات العضوية الثابتة و مخاطرها

-       بناء القدرات و تبادل المعلومات و الخبرات و التدريب

-       تشجيع الابحاث في نظم الادارة المتكاملة للمبيدات ، لايجاد بدائل اقل خطورة.

-       انشاء المرافق اللازمة للتخلص الامن من النفايات الخطرة

-       حصر للملوثات العضوية الثابتة _ نوعا ما_و تحديد اماكن تواجدها

-   التنسيق مع جهات اخري معنية ، محليا و دوليا للاستفادة من المساعدات الفنية و المالية التي تخصصها الدول المانحة لهذا القرض.

دور الصناعة

-       الالتزام بالتشريعات و القوانين البيئية التي تحد من تولد الملوثات العضوية الثابتة

-       تطوير بدائل اقل خطورة

-   تطبيق مبدا الالتزام بالمنتج طوال فترة حياتة ” مبدا من المهد الي اللحد“ و الالتزام بمعالجات مخلفات منتجاتهم و التخلص الامن منها

-       اتخاذ كافة الوسائل للتاكد ان من يستخدم منتجاتهم يستخدمها بالطريقة الامنة.

 دور الجمعيات غير الحكومية

-       نشر الوعي عن الملوثات العضوية الثابتة و مخاطرها و طرق الوقاية منها بين جميع فئات المجتمع.

-       نشر المعلومات و تبادل الخبرات عن البدائل و نظم الادارة المتكاملة للمبيدات

-       الرصد و المراقبة

-       اجراء مشروعات تجريبية

-   تكوين مجموعات ضغط علي الصناعة و التجارة و متخذي القرار للالتزام بتطبيق الاتفاقيات الدولية و التشريعات الوطنية ذات الصلة و الحد من انتاج او استخدام او تولد الملوثات العضوية الثابتة.

 دور المستخدم

-       الالتزام بالتشريعات و التعليمات المنظمة و تشجيع الطرق و البدائل المطورة.

دور المستهلك

-   فرض ضغوط علي المنتج و المستورد عن طريق عدم شراء أي منتجات يدخل في انتاجها او تحتوي علي ملوثات عضوية ثابتة

 دور الجهات البحثية

-       تطوير التكنولوجيا الانظف و البحث عن بدائل للملوثات العضوية الثابتة اقل خطورة

-       تطوير وسائل الرصد و التحليل و الوقاية

دور النقابات المهنية

-       التمسك بحق الفلاح و العامل في الوقاية و العلاج من مخاطر الملوثات العضوية الثابتة

 

المصدر: د. محمد الزرقا-الاتحاد النوعى للبيئة-د.وحيد امام
  • Currently 125/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
42 تصويتات / 4381 مشاهدة

ساحة النقاش

الاتحاد النوعى للجمعيات العاملة فى مجال البيئة بمصر

EENGOSF
أنشىء الاتحاد فى عام 1999 وهو يعمل تحت مظلة وزارة التضامن الاجنماعى ويضم فى عضويته كافة الجمعيات البيئية على مستوى الجمهورية. مجلس الادارة: مكون من 15 عضوا يتم انتخابهم من أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد. العنوان: 2 عمارات أعضاء هيئة التدريس-جامعة عين شمس-القاهرة. ت: 26851468 ف: 26851393 بريد الكترونى: [email protected] »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

311,519