من نفحات التنمية البشرية أقدمها بعون الله وتوفيقه تحت عنوان "قانون الجذب – رؤية إسلامية"
بقلم/ سعيد محمد المنزلاوي / الحلقة الثانية الثلاثاء بتاريخ 16/6/2015
بعد أن تناولنا قانون الجذب من الوجهة الإسلامية نقدم في هذه الحلقة اثنتا عشرة طريقة أكيدة لجذب ما تريد:
<!--تعلم صناعة الحياة الطيبة: إن الناس تجذب تلقائيا ما تريد لكن غالبا ما يكون ما تريده ليس جيدا بسبب أن غالب الناس لا يعرفون الطيب من الحياة. يجب أن يكون العلم والإلمام في الحياة الطيبة موجودا قبل الطلب وضع نصب عينيك هذه العبارة "ربما منعك ليعطيك" فهناك أسرار للمنع كما أن هناك أسرارًا للعطاء لذلك أدخل الله في الهبة بالولد الحرمان منه "....يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانًا وإناثًا ويجعل من يشاء عقيمًا". فالحرمان هنا عطاء رغم أنه منع وحرمان لأننا لا ندري أين يكون الخير فربما كان الخير في الحرمان من الولد "وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانًا وكفرًا". كما أن المنع قد يكون سببًا في تدفق العطاء، فهذا الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم، يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، تعرض لغدر إخوته به "فألقوه في غيابة الجب" وبيع رقيقًا ثم اتهم بهتانًا وسجن ظلمًا، لكن الدنيا صارت بعد ذلك في يديه "اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم". بهذه الرؤية الثنائية للحياة في إطار المنع والعطاء، يمكن للمؤمن أن يتلقى قدر الله بالرضا لعلمه أن في كل بلاء خير فينقب عن هذا الخير المستتر في كل منع وحرمان ونقص وبلاء. وبهذا يستطيع أن يحيا حياة طيبة وهانئة بأقل الممكنات والوسائل والسبل فهو يتكيف مع كل الأوضاع. فالسعادة في الرضا، ونظرة عجلى لرواد العلم وأصحاب الفضل على البشرية ترينا كيف أنهم عانوا بؤسًا وشقاءً ولكنهم استطاعوا التغلب على كل ذلك وفاقوا غيرهم ممن لم يذوقوا هما ولا نصبًا.
<!--اختر من بين الخيارات الجيدة : ينبغي أن تكون هناك خيارات كثيرة تختار منها وهي سياسة الناجحين والسعداء. أن الشعور بأن الحب لا يأتي إلا من خلال هذا الشخص أو لا يمكن أن أحصل على الحب إلا من هذا الشخص بالذات غالبا ما ينتهي بالمتاعب والمشاكل والمحاكم والخلافات الكبيرة..... ينبغي أن يكون الشخص الذي تعيش معه بإرادتك ...وليس بحاجتك.... يعني أنك تريد أن تعيش معه ولست بحاجة للعيش معه ...الإرادة تعني الخيار أما الحاجة فلا تعني ذلك بل تعنى الضعف.دع خياراتك الجيدة مفتوحة وكثيرة واختر منها الأفضل حتى لا تكون مجبرًا على السير في طريق بعينه، بل تحقق لك الخيارات المتعددة الموازنة بينها واختيار الأصلح والأنسب والأقرب لتحقيق أهدافك وما تطمح إليه.
<!--حدد بالضبط ما تريد: وذلك بالسيطرة على أفكارك وتوجيهها بدلاً من أن توجهك هي. اقض بعض الوقت لتحديد ما تريد بالضبط، فالمطلوب أن تكون محدد الهدف مثل:-أريد أن أحصل علي الشهادة الجامعية في علوم الكمبيوتر.- أريد أن أحج هذا العام .ولكن لا تنس المشيئة "ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدًا إلا أن يشاء الله".
<!--فكر بإيجابية: لا تستخدم لفظ لا أريد مثل لا أريد أن أقلق . او لا أريد أن أكون فقيرا … قل ما تريد وليس ما لا تريد. اجعل تفكيرك إيجابًا لا سلبًا، فالفكرة الإيجابية أقوى مئات المرات من الفكرة السلبية. ألم يقل سيدنا يعقوب عليه السلام لجلسائه "إني لأجد ريح يوسف" أكد ولم يتشكك ولم ينفِ، طالما اشتاق إلى ابنه "يوسف" عليه السلام "فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرًا".
<!--تفاءل: فللتفاؤل دور في القضاء على القلق والذي من شأنه أن يثبط كل محاولة للجذب. فكن متفائلاً، وانظر إلى الجانب المنير وإلى نصف الكوب المملوء. ولعلنا لا نعجب من تغيير نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم لأسماء بعض الصحابة والصحابيات، فغير مرة وبرة وصعب إلى نقيضها الحسن. وعملا بقانون الجذب عند العرب في الجاهلية فإنهم كانوا يسمون أبناءهم بأسماء غليظة وربما قبيحة أو قاسية (كلب – حنظلة - مرة – - أسد – قضاعة - علقمة ....) في حين يسمون عبيدهم (خدمهم) أسماء حسنة (بلال – أنس – سالم ...) وما ذلك إلا لأنهم يسمون أبناءهم لأعدائهم، حيث كانوا في حروب وإغارة فالاسم القاسي في ابنهم المقاتل يستدعي صور الرعب والخوف وشبح الهزيمة والموت عند الخصم. بينما يحسنون أسماء عبيدهم ليأنسوا بهم ويسروا عن أنفسهم ويستدعون بأسماء عبيدهم البهجة والسرور والأنس والإمتاع. فإذا أردت أن تغير أي شيء في حياتك، فغير التردد بتغير أفكارك.
<!-- ضع خطة عمل :إن قانون الجذب مهمته فقط جذب الفرص نحوك لكن ليس من مهمته تحقيق ما تريد .إن كل ما فعلته هو تأكيد جذب الفرصة لتحقيق ذلك فعليك أولاً أن تخطط بطريقة صحيحة توفيرا للوقت وتحديدا للمسار وباختصار فإن خطتك يجب أن تجيب على الاسئلة التالي: أ) متى تريد تحقيق ما تريد. ب) متي ستبدأ بتحقيق ما تريد ؟ج) هل ستشرك معك احدا ام ستقوم به وحدك . د) ما الذي تحتاجه لتحقيق ما تريد .هـ) متى تعرف أنك حققت ما تريد .و) ما الذي يمكن أن تبدأ به فورا لتحقيق ما تريد ؟ أجب على هذه الاسئلة واكتبها ولك اذا أحببت أن ترسمها أو تكبرها لتذكر نفسك بها
<!--قم بعمل برنامج تنفيذ ومتابعة :الآن لابد أن تقوم بتنفيذ المخطط قم بالتطبيق والإنجاز للحصول على ما تريد. ضع لنفسك برنامجا محكما دقيقا وضع له طريقة للمتابعة إذا لم تكن تعرف كيف فتعلم كيف تخطط وتتابع منجزاتك في الحياة. ولا تضع أهدافا كبيرة غير واضحة المعالم إذا كان هدفك كبيرا أصلا فجزئه أجزاء يمكن متابعتها وإنجازها. فهدف دون متابعة هو حكم بالفشل.
<!-- قم بالاستشارة والاستخارة وعمل دراسة جيدة: سل نفسك ماذا سأفقد لو حققت ذلك من يمكن أن يتضرر لو حققت ذلك ما الذي سيجري لو لم أحقق هذا الهدف هذه الاسئلة ستساعدك في الوصول للقرار . إذا استمرت الحيرة قم بالاستخارة. لا تقم بالاستخارة إذا كنت متأكدًا : الاستخارة للحيرة .اذا استمرت بعض الحيرة شاور من تثق بهم لا تشاور الفاشلين والمحبطين والمتشائمين عادة ما تأتي ثمرة الاستخارة على لسان الناس. قرر بعدها وفقا للدراسة والاستخارة والاستشارة .
<!--عش تحقيق الهدف :يمكنك رؤية نفسك وأنت تستلم الشهادة يوم التخرج يجب أن ترى ذلك قبل أن يحدث وفقا لقانون الجذب فإن الأحداث لا تنجذب حتى تراها. وكلما كانت الرؤية أوضح كلما كان الجذب أقوي.
<!-- قم بعمل تمرين قانون الجذب :تمرين 21×14 يعني 21 مرة ضرب 14 يوما قم باختيار جملة تأكيدية لجذب الهدف يجب أن يكون الهدف في المضارع وليس المستقبل أو الماضي . ولابد من التأكيد عليه بـ(الآن) يجب أن يكون الهدف إيجابيا وليس فيه نفي مثل: أنا الأن متخرج بشهادة علوم الكمبيوتر. -الحمد لله سيتحقق. وإذا انقطعت من التمرين بسبب ما فابدأ التمرين من الأول لا تخبر احدا عن التمرين الخاص بك حتى تتم المهمة واستعن على قضاء حاجتك بالكتمان حتى لا تفقد حماسك ومصداقيتك .
<!--ادع وتناس الموضوع :الآن قم بالدعاء لا تتشكك ففي الحديث "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة "ولا مانع من تكرير الدعاء فإن الله يحب الملحين في الدعاء "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم" . "علينا السعي في طلب المعالي وليس علينا إدراك المرام".
<!--خطط لما بعد ذلك :أن الذكاء دائما أن تري ما في الأفق أبدًا. فما دمت في الحياة فأنا تتجه دائمًا إلى تحقيق الهدف تلو الهدف فكن كالماء الجاري وليس الماء الراكد أو بصورة أدق "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا". المهم أن تبدأ فابدأ.
تنبيه لابد منه: كثر الكلام عن قانون الجذب وبأنه عقيدة شركية وكفرية وتحوي الحلول والتناسخ وعبادة المادة والكون ومعارضة القدر وأن الإنسان خالق للكون ولأفعاله وغير ذلك. وفي هذا الحق كل الحق ولكن من حيث تناولهم هم ورؤية المادية الخاطئة. أما نحن المسلمين فإننا نتناوله من زاوية التفاؤل وحسن الظن والرضا بالقضاء والدعاء مع الأخذ بالأسباب. وهذه الرؤية السليمة تؤكد أن قانون الجذب بضاعتنا وردت إلينا. بقي على المسلمين وهو يأسلمون قانون الجذب أن يبحثوا عن تسمية مناسبة له لا تتعارض بحال من الأحوال مع الإسلام عقيدة وديانة. ولذا أقترح بأن يسمى قانون "السعي" "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى" وهو مرادف للعمل والأخذ بالأسباب والتوكل على مسبب الأسباب وهو الله رب العالمين. وهذه دعوة مفتوحة لمواصلة البحث في هذا الموضوع الحيوي، برؤية صحيحة وواضحة لنجني من ثمرات يانعات، أما أن نلقي بالقانون كله جملة وتفصيلاً فهذا لا يؤيده عقل سليم. فلا تضيقوا واسعًا.