تثير حالة التراجع وانحسار الدور الثقافى لمصر الذى تقلص وانحسر لحساب أدوار أخرى فى المنطقة وبات مقلقاً لكل مثقف غيور على بلده مصر أن يفكر فى أسباب غياب دور مصر الثقافى ، وفى بحث أسباب غياب نجد منها :
- غياب دور مصر يرجع إلى أن قدرتها على الاستيعاب الذى كانت تمثله فى قدرتها على احتضان المبدعين العرب قد تضاءل هذا الدور وأخذت دول أخرى تلعب دوراً كبيراً كحاضنه للمبدعين العرب.
- تراجع معدلات القراءة بشكل بالغ برغم المشروعات التى قدمتها الدولة لزيادة عدد القراء ، ونذكر منها مشروع القراءة للجميع ، فبالرغم تعدد الكتب الذى صدرت وتصدر إلا أن هناك عشوائية ونقص فى بعض المجالات الثقافية مثل الجانب الدينى ويمكن مراجعة الإصدارات الخاصة بالمشروع والتأكد من تدنى نسبة الكتب الدينية بالنسبة إلى الكتب الثقافية المتعلقة بالفنون مثلاً.
- ابتعاد مصر عن الأخذ بالمبادرة فى الاستخدام الأمثل لوسائل التكنولوجيا الحديثة ويتضح ذلك من خلال عجز مصر على أن تضع التراث العربى على الشبكة الدولية أو أن تنشأ قناة ثقافية تنافس بها قنوات العالم العربى كلها.
- ومن ضمن أسباب غياب دور مصر أن الجامعات المصرية انغلقت على نفسها ولم تشارك فى الحركة النقدية التى تتابع ما يحدث على الساحة الثقافية.
- وكذلك مع زيادة عدد الناشرين والكتب إلا أنه يمكن القول أنه لا يوجد كتاب واحد له قيمة صدر وأحدث أثراء للثقافة.
- وأيضاً المشروع القومى للترجمة يعانى من قلة الإصدارات وعدم وجود خريطة للترجمة فنجد أن أحد الكتب يتم ترجمته فى أكثر من جهة ويصدر عن أكثر من دار نشر وفى هذا مضيعة للجهود.
- بجانب تصاعد المد الاصولى وسيادة القوى السلفية التى تطارد الأعمال الأدبية تحت مسميات السياسة والدين والجنس.
- ومن أسباب التدهور ما حدث لجماعات المثقفين من التعرض للغزو الثقافى الذى حدث فى المجتمع المصرى والذى يتطلب إعادة النظر فى الجو الثقافى بشكل واضح.
- التركيز على ثقافة الاستعراض وهو ما يعد جانب هدم للثقافة الحقيقية.
ولكن بعد استعراض الموقف الثقافى فى مصر ، فأننا لا نخلو من أمل كبير فى أن أزمة الثقافة فى مصر يمكن حلها وذلك من خلال متابعة ما يلى :
أولاً : أن قوة المجتمع الثقافى تأتى من قوة أفراده ومن هنا فلا بد من نشر الثقافة فى المدارس والجامعات والأندية وحتى المقاهى ، ففى ظل هذا الجو الثقافى تنمو مستويات الثقافة للأفراد وبمجموعها تنمو ثقافة المجتمع المصرى كله.
ثانياً : أن مصر مليئة بالخبرات الثقافية المميزة ولضمان أثرها وتفعيل دورها يتطلب ذلك رعاية لهم وفتح المجالات المختلفة لممارسة الإبداع الثقافى هذا والمستقبل مشرق لنا إذا أحسنا إثراء الثقافة فى مصر.
ساحة النقاش